يتّجه اللاعب الماهر وسريع الحركة، أكرم عفيف، لإجراء مقابلاته الصحفية بذات الروح المعنوية العالية والثقة الكبيرة بالنفس التي جعلت منه أول قطري يخوض غمار دوري الدرجة الأولى الإسباني، وذلك مع نادي سبورتنغ خيخون في الموسم الحالي.
في الحوار التالي الذي أجراه مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرثwww.sc.qa تحدّث ابن التاسعة عشر ربيعاً عن نشأته في كنف عائلة شغوفة بكرة القدم، وإعجابه الكبير بالأسطورة البرازيلي رونالدو، وسبب قناعته بقدرة منتخب بلاده على خوض التحدي بقوة بحلول سنة ٢٠٢٢.
أصبحتَ أول لاعب قطري يحترف مع فريق في دوري الدرجة الأولى الإسباني، وكان ذلك مع نادي سبورتنغ خيخون هذا الموسم. هل تعتبر نفسك مصدر إلهام جيل جديد للشباب القطري؟
بالتأكيد، شرف كبير لي خوض الليغا كأول لاعب قطري. فأنا أمثّل بلادي ومنتخبي وأكاديمية أسباير، وكذلك أودّ أن أكون مصدر إلهام للجيل المقبل من اللاعبين القطريين لكي يحترفوا في الدوري الإسباني أو أي من دوريات أوروبا الأخرى. يمثل هذا مسؤولية بالنسبة لي، وكذلك مصدر شرف في الوقت نفسه. مثلي الأعلى في سنوات النشأة كان البرازيلي رونالدو. والآن أمثل بلادي وأكاديمية أسباير ونادي خيخون. ولهذا، ما من شكّ في أني أريد أن أكون مصدر إلهام للجيل الشاب. لدينا جيل شاب من القطريين الموهوبين الذين يلعبون في إسبانيا ومع أندية سيلتيك وأوبين، كلهم لاعبون سيمثّلون قطر مستقبلاً.
ما مدى إصرارك على الظهور ضمن التشكيلة الأساسية في موسمك الأول مع سبورتنغ خيخون؟
أنا مرتبط بعقد يمتدّ لأربع سنوات مع فياريـال، وتمت إعارتي إلى خيخون هذا العام، ولا أزال في التاسعة عشر من العمر، ولذلك فإني لستُ في عجلة من أمري. إني أحترم قرار المدرب عندما لا ألعب نظراً لكوني أعرف أني سأدخل الملعب لاحقاً. الليغا هو دوري صعب للغاية، وأنا على استعداد لتحسين أدائي وأرغب بالامتثال لتوجيهات المدرب. الأمر الأهم هو تعلّم اللغة الإسبانية، وهو ما أقوم به بالفعل، ولذلك أعتقد أن بوسعي التأقلم ومساعدة الفريق على البقاء في دوري الدرجة الأولى هذا العام. أسير في الطريق الصحيح، ولكن يتوجّب عليّ التحلّي بالصبر.
أين بدأت مسيرتك الكروية كفتى صغير في قطر؟
عندما كنتُ فتى صغيراً في الدوحة، بدأت لعب كرة القدم في الحيّ حيث أقطن، وهي منطقة العزيزية التي تقع قرب أكاديمية أسباير. انضممت بعدها إلى نادي المرخية في دوري الدرجة الثانية، ومن ثم إلى أكاديمية أسباير. كنتُ في حوالي الحادية عشر من العمر آنذاك، وبدأت التدريب بدوام كامل. ثم لعبتُ لفترة مع نادي إشبيلية، وانضممتُ بعدها إلى نادي أوبين البلجيكي. كانت رحلة مثيرة، ولكني سليل عائلة رياضية. فوالدي، حسن عفيف، كان أحد اللاعبين الأكثر موهبة في الدوحة، وبمثابة أسطورة نادي الغرافة. أما شقيقي علي، فهو أيضاً لاعب في المنتخب، أي أنني أنحدر من عائلة كروية.
خلال بطولة جرت مؤخراً لفئة تحت ٢٣ سنة، كان تشافي ضمن كادر التدريب المشرف على الفريق. كيف كانت تلك التجربة؟
تشافي هو بمثابة أسطورة، فقد لعب مع ميسي بمواجهة رونالدو. في كل مرة نلتقي به ونتدرب معه، نتعلّم منه الكثير. إنه يتابع تطور الفريق عن كثب، ويتمتع بتجربة عظيمة في كرة القدم. في بطولة كأس الأمم الآسيوية تحت ٢٣ سنة، تواجد معنا ضمن كادر التدريب وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي. وسيكون مدرباً ممتازاً. فقد واجه الكثير من التحديات خلال مسيرته وتمكّن من تجاوزها.
مع انطلاق قطر ٢٠٢٢ تكون قد أصبحت في أوج مسيرتك كلاعب واكتسبت المزيد من الخبرة. إلى أي مدى تتطلّع لخوض بطولة كأس العالم لكرة القدم على التراب القطري ووسط أبناء بلدك؟
يتمثّل هدفي ببلوغ أفضل مستوى في مسيرتي خلال بطولة كأس العالم ٢٠٢٢. ولذلك، فإن الخبرة التي اكتسبها على مدى السنوات المقبلة ستساعدني عندما أصبح في الخامسة والعشرين سنة ٢٠٢٢. يتمثل الهدف بأن يكون لدينا فريق قوي لتمثيل البلاد بشكل جيد. لا نرغب بمجرّد المشاركة، بل نريد الذهاب بعيداً (في المنافسات). نريد أن نتحدى الدول الأخرى من أجل الفوز بكأس العالم. هذا هو هدفنا، ونحن قادرون على القيام بذلك، خصوصاً إن أخذنا بعين الاعتبار الجيل الشاب من اللاعبين القطريين الموجودين في الخارج، وكذلك لاعبو المنتخب الحاليون الذين سيظلّون في صفوف الفريق. سيكون لدينا فريق جيد جداً، ولا يزال أمامنا ست سنوات لكي نطوّر أداءنا إلى أن يحين موعد البطولة.