.jpg)
_1-itok=GFMKQ6A9.jpg)
بعد ستة أعوام من الآن، ستكون جماهير المستديرة الساحرة على موعد مع مباريات مرحلة المجموعات من بطولة كأس العالم لكرة القدم. وبحلول ذلك التاريخ سيكون السيد ناصر الخاطر قد اضطلع بدور جوهري في رسم معالم التجربة الفريدة التي سيعيشها الجمهور. وبينما قطعت قطر نصف الطريق في استعدادها لتنظيم البطولة، يكون قد مر ست سنوات على تاريخ فوزها بشرف استضافة هذا الحدث الرياضي منذ ٢ ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٠. وبهذه المناسبة أجرى مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة حواراً معمقاً نوّه فيه بالتقدم الحاصل في مختلف المجالات، وشرَح السبب الذي يجب أن يدفع المنتقدين للإصغاء إلى قطر، وأشار إلى ما ستحمله السنوات الست المقبلة فيما يتعلّق بالنسخة الأولى من البطولة في العالم العربي.
مرّت ست سنوات على فوز قطر بشرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢. ما مدى أهمية هذه اللحظة التي تمثّل انتصاف رحلة الاستعدادات لانطلاق البطولة؟
يصعب تخيّل أن ستّ سنوات مرّت بالفعل منذ فوزنا بحقّ استضافة كأس العالم. وكما تخيّلنا وقلنا من اليوم الأول، فإن النسخة الأولى من بطولة كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط والعالم العربي ستسمح للكثير من الجماهير بالتعرّف على المنطقة . سيكتشفون ثقافة وتقاليد جديدة، ومنطقة من العالم تمتاز بالحيوية وبغناها الثقافي. ستكون هذه إحدى النسخ الأكثر فرادة بين كؤوس العالم على الإطلاق، وليس فقط لكونها بطولة متقاربة، بل بالنظر لما ستقدمه المنطقة. إننا راضون عما وصلنا إليه. في كل سنة عندما نحيي ذكرى فوزنا بشرف تنظيم البطولة، تكون تلك لحظة عظيمة بالنسبة لنا، نحن الذين نعمل على هذا المشروع من أجل دولة قطر. لحظة للاحتفال بالإنجازات التي حققتها قطر فيما يتعلق بكرة القدم الدولية. وبعد ست سنوات من انطلاق المشوار، نحن فخورون بما وصلنا إليه وبالعمل الذي قمنا به حتى الآن.
بالحديث عن العمل الذي تم إنجازه، ما هي المجالات الرئيسية التي تم تحقيق تقدم فيها؟
نحن فخورون بالمدى الذي بلغناه فيما يتعلق بالتحضيرات الخاصة بالاستادات بالنظر إلى أن اللجنة العليا هي الجهة المسؤولة عن تحضير كافة الاستادات ومواقع التدريب، وكل متطلبات كأس العالم. نحن كذلك فخورون بشركائنا، هيئة الأشغال العامة التي تشرف على تحضير كافة الطرق السريعة والشوارع التي ستكون ضرورية لتنظيم نسخة رائعة وناجحة من كأس العالم. كما نعمل مع شركائنا شركة سكك الحديد القطرية (الريل) ومطار حمد الدولي الذين يشرفون على توسعة هذا المطار الجميل وعلى تحقيق متطلبات كأس العالم، ونحن فخورون بالمرحلة التي وصلنا إليها.
كيف تعاملتم مع التحديات التي واجهتكم؟ هل تشعرون بالسعادة بعدما اثبتم لمنتقدينكم انهم على خطأ؟
واجهنا التحديات من البداية. وكما هو الحال بالنسبة لأي جهة منظمة لكأس العالم، فإنه لطالما كان هناك تحديات. نحن عانينا من الانتقادات منذ أن تقدمنا بعرض الاستضافة، وتواصلت بعد فوزنا بحق تنظيم البطولة. القطريون مرنون بطبيعتهم وقادرون على تحمّل ذلك. أصغينا إلى منتقدينا وأجبناهم. أعتقد أن الوقت قد حان لكي يستمع المنتقدون إلينا. أعتقد أنه في سنة ٢٠٢٢ عندما يتجه العالم إلى قطر لمتابعة كأس العالم هنا، سيظهر أن منتقدينا لم يكونوا على صواب. كل الأحداث الكبيرة تستقطب النقد. وإن سُئلتُ عما إذا فاجأتني حدة الأنتقادات في بعض الأحيان، ستكون إجابتي "نعم". لكن لا يهمني دافع النقد، ما يسترعي اهتمامي هو الوفاء بوعودنا والحرص على تنظيم نسخة فريدة وممتعة من كأس العالم.
تعملون باستمرار على إشراك المجتمعات المحلية والإقليمية في الاستعدادات. ما مدى أهمية هذا الدعم بالنسبة لكم؟
يتوجّب أن نحصل على دعم المجتمعات المحلية والإقليمية. إننا نؤمن بأن هذه النسخة من كأس العالم هي لهم، وليست نسخة لقطر فقط بل لكل محبي كرة القدم والجماهير في المنطقة. نقوم باستمرار ببرامج لإشراكهم. نحرص كذلك على إشراك المجتمعات المحلية المتواجدة قرب الاستادات، ونسألهم عن المرافق التي يعتقدون أن هناك ضرورة لإنشائها، وعن الخدمات التي يحتاجون إليها. وقد نجحنا بتوفير الكثير مما طلبوه سواء فيما يتعلق بالاستادات أو المناطق المحيطة. أما على مستوى المنطقة، فقد أشركنا الكثير من جماهير اللعبة عبر بطولات كرة قدم، كوسيلة لاستخدام كرة القدم كمنبر لإيصال الرسائل التي تنطوي عليها هذه النسخة الإقليمية من كأس العالم.
لا تزال مسألة رعاية العمال تحتل الأولوية القصوى بالنسبة للجنة العليا. إلى أي مدى تعتقد أنه تم تحقيق تقدم في هذا المجال خلال السنوات الست الماضية؟
تم تحقيق تقدّم كبير في مجال رعاية العمال ليس فقط في اللجنة العليا، بل في البلاد برمتها. وقد لمسنا المزايا التي جلبتها معايير الرعاية للعمال، وقد تبنّت مؤسسات أخرى هذه المزايا عبر إدماجها في عقودها. نلمس ذلك على أرض الواقع، وقد بدأت جهات أخرى باتّباع هذا النهج. وبحلول منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول ستُعلن قطر عن قانون العمل الجديد. وقد كان للتركيز على تحسين وتطوير حقوق العمال ورعايتهم مزايا ملموسة بالفعل.
فيما يتعلق بتطوير اللاعبين، بدأ الجيل الشاب من اللاعبين القطريين، مثل أكرم عفيف، باللعب في دول مثل إسبانيا وبلجيكا واسكتلندا. هل تعتقد أن اللاعبين يستفيدون من تأثير قطر ٢٠٢٢؟
تنظيم كأس العالم في بلادك وعلى ترابك الوطني يضيف حافزاً عاطفياً. ولا يجب علينا إغفال أن الاتحاد القطري لكرة القدم ومؤسسة أسباير زون يعملان منذ فترة طويلة على إعداد رياضيين ولاعبي كرة قدم، ولهما فضل كبير في تطور أداء أولئك اللاعبين. وبفضلهما يلعب رياضيون شباب مثل أكرم عفيف في الدوري الإسباني وغيره في بلجيكا وفي دول أوروبية أخرى. يمثّل كأس العالم دافعاً كبيراً لأولئك اللاعبين، وكل شخص يرغب بخوض كأس العالم في مسقط رأسه.
تمثّل هذه السنة انطلاقة علاقة وثيقة مع الهند بعد أن بدأ أحد المقاولين من الهند بالعمل على استاد الريان. ما أهمية الهند في الطريق إلى سنة ٢٠٢٢؟
العلاقة التي تربط الهند بقطر هي أعمق من كرة القدم، ويعود تاريخها لعقود مضت. ولطالما شكّلت الجالية الهندية جزءاً أساسياً من المجتمع في قطر على مدى عقود، وساعدت على بناء الدولة وجعلها ما هي عليه اليوم. أظهر نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، الذي استضافته الدوحة مؤخراً، مستوى المشاركة وانخراط الجمهور، وتجلى شغف الهند بكرة القدم. اضطلعت الهند بجهود كبيرة لتطوير كرة القدم والدوري الهندي، وأنا على قناعة بأن الهند ستكون قوة ضاربة في القارة الآسيوية فيما يتعلق بكرة القدم. يضاف إلى ذلك نيتهم استضافة بطولة كأس العالم تحت ٢٠ سنة، وهو ما يشير إلى رغبة واهتمام فعليين بتحويل الهند إلى دولة كروية. أتمنى التوفيق للمنتخب الهندي في تصفيات كأس العالم ٢٠٢٢، وسيكون هناك الكثير من أفراد الجالية الهندية في المنطقة المهتمين بحضور المباريات هنا، بالإضافة إلى أولئك الذين سيأتون إلى هنا من الهند وأتوجه إليهم بالقول: أهلاً بكم، أبوابنا مشرّعة أمامكم.
أخيراً، عند مقارنة الاستعدادات بمباراة كرة قدم، ها قد انتهى الشوط الأول. ما الذي تقوله لفريقك في الاستراحة بين الشوطين قبل خوض الدقائق الخمس والأربعين المقبلة؟
أعتقد أني اذا كنت مدرب، سوف أشعر بفخر كبير بفريقي، وأثني على ما قاموا به من عمل، وبالفريق أقصد الدولة برمتها. كان مستوى تركيزنا مرتفعاً في الشوط الأول، لكن لا يجب أن ننسى أن أمامنا ٤٥ دقيقة أخرى يتوجب علينا أن نحافظ فيها على هذا الزخم، ويتعيّن أن نتمتع بأكبر درجة من المرونة والقدرة على التحمّل كما كان عليه الأمر في الماضي. إن قمنا بذلك، فإننا واثقون من حصد نتيجة إيجابية.