يمتلك نجما خط الوسط السابقين الأرجنتيني "أوزفالدو أرديليس" والإنجليزي "بيتر ريد" خبرة طويلة على المستطيل الأخضر تمتد لأكثر من أربعة عقود، شهدا خلالها عدداً من أهم اللحظات في تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ فاز "أرديليس" مع منتخب بلاده بلقب بطولة كأس العالم لكرة القدم ١٩٧٨ التي أقيمت في الأرجنتين، فيما وصل ريد مع المنتخب الإنجليزي للدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم ١٩٨٦ في المكسيك، حيث أقُصي حينها أمام منتخب الأرجنتين بقيادة النجم الأسطوري "دييغو مارادونا" الذي سجل خلال المباراة هدفين يُعدان من أكثر الأهداف شهرةً في تاريخ كرة القدم.
وقد احترف كلا النجمين في الدوري الإنجليزي الممتاز إذ لعب "أرديليس" مع نادي "توتنهام هوبستر" وحقق معه لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، فيما لعب ريد مع عدد من أندية الدرجة الأولى مثل "مانشستر سيتي"، و"إيفرتون" و"ساوثمبتون". وبعد اعتزالهما لم يُغادر النجمان عالم كرة القدم إذ استمرا في تدريب عدد من الأندية حول العالم، ويشغل "أرديليس" اليوم منصب سفير نادي "توتنهام هوتسبيرز"، فيما يُدرب "ريد" فريق "مومباي سيتي" في دوري السوبر الهندي.
وخلال تواجدهما في البحر الميت في الأردن للمشاركة في منتدى سوكريكس الآسيوي لكرة القدم، خص كلا النجمان موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث بحديث خاص حول التطور الذي تشهده لعبة كرة القدم في المنطقة والدور الذي ستلعبه استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ في تنمية هذه اللعبة في الشرق الأوسط وقارة آسيا.
بدوره قال "بيتر ريد": كما تعلمون فقد سبق لي أن عملت كمدرب للمنتخب التايلندي واليوم أعمل كمدرب في دوري السوبر الهندي، وقد شاركت مع الأندية التي أدربها في مباريات في الأردن والسعودية، لذا يُمكنني القول ومن واقع خبرتي الميدانية أن كرة القدم الآسيوية تشهد تطوراً ملحوظاً، وهذا أمر جيد جداً في اعتقادي، إذ رغم أن كرة القدم قد وُلدت في إنجلترا إلا أنها باتت اليوم لعبة عالمية، وقارة آسيا باتت تُشكل جزءاً مهماً من هذه اللعبة، لذا من العدل أن تستضيف منطقة الشرق الأوسط أكبر بطولة عالمية لكرة القدم، ويجب أن لا تبقى استضافة هذه البطولة حكراً على أوروبا أو أمريكا الجنوبية أو الشمالية، بل يجب أن تمتد لتشمل كل الدول والمناطق التي تنتشر فيها هذه اللعبة. وأظن أن الأجواء في شهر ديسمبر ستكون رائعة، صحيح أنه كان علينا أن نتأقلم مع هذا التغيير لكن كرة القدم ليست مقتصرة على أوروبا، ومن حق دول مثل قطر استضافة البطولة".
وأضاف لاعب خط الوسط الذي كان ضمن الجيل الذهبي لنادي إيفرتون إلى جانب الحارس نيفيل ساوثهول وهداف كأس العالم ١٩٨٦ الشهير "غاري لينيكر" و"تريفور ستيفنز" والهداف الإيرلندي كيفن شيدي والذي سبق له أن زار قطر عدة مرات: "عندما يُنظم القطريون حدثاً أو بطولةً ما فإنهم يقومون بذلك وفق أعلى المعايير العالمية، لقد سبق لي أن خضت معسكراً تدريبياً بصحبة المنتخب التايلندي في أكاديمية أسباير في الدوحة، ولم أشاهد في حياتي منشآت تدريبية ومرافق أفضل من التي شاهدتها هناك. ليس لدي أدنى شك في قدرة قطر على توفير التجهيزات اللوجستية والمنشآت اللازمة لتنظيم بطولة كأس عالم من الطراز الأول. أرجو أن يتأهل المنتخب الإنجليزي للمشاركة في كأس العالم حينها وأنا واثق أن المشجعين الإنجليز سيقضون وقتاً رائعاً هناك، وبالطبع كإنجليزي فإنني أتمنى أن يفوز منتخب بلادي باللقب حينها".
وفي حديثه عن لحظاته المفضلة في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم اعتبر ريد أن فوز إنجلترا الوحيد بكأس العالم عام ١٩٦٦ هو لحظته المفضلة إلى جانب المباراة التي كان حاضراً فيها خلال كأس العالم في المكسيك أمام مارادونا قائلاً: "لقد كنت صبياً حين فازت إنجلترا بكأس العالم بقيادة العملاق "بوبي مور"، كانت تلك أياماً لا تُنسى في كل إنجلترا. وفي عام ١٩٨٦ سجل مارادونا هدفاً رائعاً يُعدّ أحد أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم، كما سجل أحد أكثر الأهداف إثارة للجدل أيضاً، كان الهدفان متناقضين تماماً؛ هدف تاريخي، وهدف ما كان يجب احتسابه أصلاً لأنه استعمل يده ليسجل في مرمى حارسنا بيتر شيلتون".
"بيتر ريد": "عندما يفعل القطريون أمراً ما فإنهم دوماً ما يقومون بذلك وفق أعلى المعايير العالمية".
كما أشاد "ريد" بحجم النمو الذي تشهده كرة القدم الآسيوية والذي خبره عن قرب بحكم عمله في تايلند والهند حيث قال: "يعود تاريخ هذه اللعبة في إنجلترا إلى ١٨٨٦، لكن حجمها في الصين والهند وتايلند ضخمٌ جداً، حجم القاعدة الشعبية للعبة في مومباي وتايلند مثير للإعجاب حقاً. الأجيال الناشئة هناك مليئة بالمواهب الصاعدة، وأعتقد أن لديهم أيضاً الطواقم الفنية اللازمة لتطوير اللعبة. الهند لديها منتخب كريكيت رائع وأعتقد أن بإمكانهم بناء منتخب كرة قدم يضاهيه في الأداء، قد يستغرق ذلك وقتاً، لكن العزيمة موجودة وفي اعتقادي سنشاهد المنتخبات الآسيوية وهي تُنافس على الألقاب العالمية في السنوات القادمة، وأظن أن هناك فرصة لأن يفوز أحد المنتخبات الآسيوية بلقب بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢".
من جانبه تطرق اللاعب الأرجنتيني الأسطوري "أوزفالدو أرديليس" إلى الأداء الاستثنائيّ لمواطنه ليونيل ميسي معتبراً أن بإمكانه المنافسة بقوة في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ وحتى في البطولة التي ستأتي بعدها قائلاً: "يمكن لميسي أن يُشارك على أقل تقدير في البطولتين القادمتين وربما في البطولة التي ستأتي بعدهما أيضاً، خاصة في ظل قوانين اللعب الحالية التي قللت من الاحتكاك الجسدي وارتكاب الأخطاء العنيفة ضد اللاعبين، ونظراً لما يتمتع به من لياقة بدنية عالية وموهبة مذهلة وقدرة فائقة على التحكم بالكرة، إنه فعلاً لاعب مذهل".
" أوزفالدو أرديليس": "في حالة قطر فقد منح العالم العربي -الذي يُشكل جزءاً أساسياً من مجتمع كرة القدم العالمي- حقه الطبيعي في تنظيم البطولة، إنها فكرة ممتازة".
واعتبر "أرديليس" أن تغيير موعد إقامة البطولة يعني أن اللاعبين المشاركين سيكونون في قمة لياقتهم واستعدادهم حيث قال: "إن الموعد الجديد سيكون جيداً لعدة أسباب، فعلى سبيل المثال- ورغم أن الجميع يتجنب التصريح بذلك- فإن الفرق الأوروبية لطالما اشتكت من إقامة البطولة خلال فصل الصيف في أوروبا حيث يكون اللاعبون المشاركون في الدوريات الأوروبية من أوروبا ومن خارجها قد فقدوا لياقتهم بعد موسم طويل. ومع التوقيت الجديد في ديسمبر سيكون جميع اللاعبين بكامل لياقتهم الأمر الذي سيُساعد المنتخبات الأوروبية. وبالطبع سيكون لهذه البطولة طابع مختلف، وفي اعتقادي فإن فتح المجال أمام مناطق جديدة –عدا أوروبا وأمريكا الجنوبية- لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم هو أمر جيد لتطور اللعبة. وفي حالة قطر فقد منح العالم العربي -الذي يُشكل جزءاً أساسياً من مجتمع كرة القدم العالمي- حقه الطبيعي في تنظيم البطولة".