أكد فريق بونوكل، الفائز في النسخة الثانية من تحدي ٢٢، أن الفوز في المسابقة قاد الفريق إلى الانتقال بمشروعه من مرحلة التصوّر المبدئي إلى مرحلة الاستعداد لطرح منتج في الأسواق.
ومنذ فوزه في تحدي ٢٢ عام ٢٠١٧، نجح فريق مشروع بونوكل الذي يتألف من عبد الرازق علي، ومحمود التوني، ورامي عبد الظاهر، وكريم فهمي، في إحراز تقدم ملحوظ لتطوير ابتكارهم الذي تتمحور فكرته حول إنتاج جهاز يستخدم تكنولوجيا البلوتوث في تحويل النصوص الإلكترونية إلى نصوص مكتوبة بطريقة برايل لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية في الوصول إلى المحتوى الرقمي.
وفي هذا السياق، أوضح عبد الرازق علي أن الفريق يقترب الآن، بفضل دعم تحدي ٢٢، من إنتاج نموذج مبدئي من الجهاز، مشيراً إلى استفادة الفريق من المنحة المالية وتوجيه الخبراء في تطوير عناصر إلكترونية إضافية اعتماداً على إمكانيات فريق المشروع، بالإضافة إلى الاستعانة بخبراء في مجالات أخرى كالتصميم الصناعي. وأكد علي بأن المشروع يقترب الآن من بدء مرحلة التصنيع.
كما نوّه علي إلى أن المنحة المالية التي قُدمت لفريق بونوكل نظير فوزه في تحدي ٢٢ سمحت للفريق بالمشاركة في فعالية أقيمت في بيروت العام الماضي، وفاز الفريق فيها بجائزة أفضل مشروع لتطوير تكنولوجيا مساعدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. علاوة على ذلك، شارك الفريق في معرض إلكترونيات المستهلكين الذي استضافته لاس فيغاس الأمريكية في يناير من العام الجاري، وأتيحت لهم فرصة الالتقاء بأفراد مؤثرين وفاعلين في مجتمع المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية للتعرف على اهتماماتهم واحتياجاتهم. وزار جناح الفريق في المعرض ستيفي وندر، مغني وملحن أمريكي ضرير، وأبدى إعجابه بجهاز بونوكل وأهميته للأفراد من ذوي الإعاقة البصرية.
وحول بداية المشروع، أشار علي إلى أن فكرة جهاز بونوكل وُلدت عندما تعرّض لحادث سيارة تسبب في إحداث كسر بيده اليمنى، ما دفعه للاستعانة بقسم الخدمات الخاصة في الجامعة لتقديم امتحانات السنة الثالثة. وقدم القسم لعلي مُساعداً يكتب ما يمليه عليه من إجابات أثناء الامتحانات. وخلال ساعات عدة أمضاها في القسم، تواصل علي مع العديد من طلبة الجامعة من ذوي الإعاقة البصرية، ما قاده إلى ابتكار مشروعه. ويقول علي في هذا السياق: "تواصلت مع طلبة من ذوي الإعاقة البصرية، وتعرّفت عن كثب على التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، كحاجتهم لمتطوعين يساعدونهم في تحويل النصوص المكتوبة إلى نصوص بطريقة برايل. وقد أدركت حينها وجود قصور في وصول ذوي الإعاقة البصرية للكتب وغيرها من مصادر المعلومات، ومن هنا انبثقت فكرة مشروع جهاز بونوكل".
وسرعان ما تنامى لدى علي الحماس تجاه التعرف بشكل أوسع على احتياجات ذوي الإعاقة البصرية، لينتهي به المطاف إلى التركيز على تقديم أفضل تقنية مساعدة في متناول الجميع.
من جانبه، قال محمود التوني: "ساعدنا الفوز في تحدي ٢٢ وما تبع ذلك من توجيه وإرشاد على أيدي خبراء في تطوير مشروعنا. والآن يتيح بونوكل تخزين آلاف الكتب بطريقة برايل في جهاز صغير يسهل حمله واستخدامه".
وأضاف التوني: "كانت فكرتنا مختلفة بعض الشيء قبل مشاركتنا في تحدي ٢٢، حيث كان يتوجب على المستخدم لمس الشاشة للوصول إلى المواد بطريقة برايل. وبعد الفوز في المسابقة، أصبح باستطاعتنا إجراء مزيد من الاختبارات على الجهاز، والتواصل مع أكبر عدد ممكن من ذوي الإعاقة البصرية للتعرف على احتياجاتهم وتلبية متطلباتهم. ونوّه ذوو الإعاقة البصرية إلى ضرورة تطوير جهاز يوضع على منضدة لتسهيل استخدامه".
وأشار التوني إلى تغيير شكل الجهاز ليأخذ شكل فأرة الحاسوب لتسهيل تصفح الكتب لمدة طويلة، مضيفاً أن هذا التصميم أتاح للفريق تزويد الجهاز بذاكرة تخزين.
وكان فريق بونوكل قد زار الشهر الماضي الدوحة لمدة أسبوع برفقة أربعة فرق أخرى فازت في تحدي ٢٢ بنسخة ٢٠١٧. وأسهمت هذه الزيارة في إتاحة الفرصة أمام المبتكرين لعرض مشروعاتهم واختبار ابتكاراتهم أمام ممثلي العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة العاملة في مجالات عدة منها النقل، والسكن، والترفيه، وتقنيات البث، والتكنولوجيا، والاتصالات، بهدف تقييم إمكانية طرحها في السوق المحلي.
وأعرب أعضاء فريق مشروع بونوكل عن شكرهم للجنة العليا على إتاحة الفرصة لعرض مشروعهم، والالتقاء بممثلين عن العديد من الجهات المعنية. وفي هذا السياق، قال التوني: "لم تقتصر أهمية هذا اللقاء على عرض ابتكارنا، بل إنها دفعتنا للتفكير فيما يمكننا إنجازه في المستقبل، إذ فتحت نقاشاتنا مع المعنيين آفاق تفكيرنا في حلول أخرى لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية في قطر، وتلبية احتياجاتهم في وسائل النقل العام، أو الحدائق العامة، أو في الاستادات التي ستستضيف مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢".
وفي ختام حديثه، كشف التوني عن اتفاق فريق عمل مشروع بونوكل مع فريق الإرث في تحدي ٢٢ على تجربة بونوكل خلال فعاليات قادمة، مؤكداً أهمية اختبار المشروع على أرض الواقع للإسهام في تطويره وتحسينه.
يُذكر بأن اللجنة العليا أطلقت عام ٢٠١٥ تحدي ٢٢ بهدف تعزيز ثقافة الابتكار، وريادة الأعمال، والتنوع الاقتصادي، وبناء مجتمع قائم على المعرفة، من خلال إطلاق منصة لاكتشاف إبداع الشباب في العالم العربي، وإطلاق قدراتهم، وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة يمكنها المنافسة عالمياً. وستسهم هذه المشاريع في إثراء تجربة قطر في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢، وتعزيز الخدمات المقدمة للزوار والمشجعين واللاعبين.