يحرص ريكاردو طراد الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس العالم لكرة القدم البرازيل ٢٠١٤ على زيارة دولة قطر باستمرار، وذلك ليُشارك المعارف والخبرات التي اكتسبها خلال قيادته للفريق الذي نظم واحدة من أجمل بطولات كأس العالم. وخلال زيارته الأخير للدوحة للمشاركة في اليوم المفتوح لنقل الخبرات لموظفي اللجنة العليا، خصّ طراد موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث بمقابلة تطرق فيها لتجربة بلاده في التنظيم وكيف يُمكن لدولة قطر الاستفادة من هذه التجربة في ٢٠٢٢.
وأبدى طراد إعجابه بالمرحلة التي قطعتها دولة قطر في التحضير لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ مستفيدةً في ذلك من تجارب الدول المستضيفة السابقة مثل البرازيل وغيرها من دول العالم التي استضافت الأحداث الرياضية الكبرى، كما عبر طراد عن تحمسه لمشاهدة أول بطول كأس عالم متقاربة المسافات في قطر عام ٢٠٢٢ قائلاً: "لقد قطعت قطر شوطاً واسعاً في التحضير لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، وإذا ما قارنا تطور التحضيرات هنا مع ما كان عندنا في البرازيل فقد بدأنا بتجهيز الاستادات في ٢٠١٠ فقط بينما بدأت قطر بالفعل بتشييد الاستادات قبل ٧ سنوات. وحتى في مجال التخطيط وتهيئة فريق العمل فإن قطر تبدو متقدمة إذ بدأت بإرسال الوفود للمشاركة في تنظيم لبطولات الكبرى مثل كأس العالم للشباب تحت سن ٢٠ سنة في نيوزيلندا، أظن أنكم في قطر تسيرون على الطريق الصحيح وإذا ما استمريتم في ذلك فستنظمون بطولة رائعة".
وأضاف طراد: "البرازيل دولة كبيرة وكان علينا أن نروج لمختلف المعالم السياحية فيها مثل الأمازون والشواطئ ومناطق الشمال الشرقي لنقنع العالم أن بلادنا فيها ما هو أكثر من ساو باولو وريو دي جانيرو، أما هنا فالوضع مختلف وستكون بطولة مشابهة إلى حد بعيد للألعاب الأولمبية".
كما تحدث عن خبرته في التعامل مع وسائل الإعلام العالمية حيث قال: "في إحدى المرات سافرت أنا ونجم المنتخب البرازيلي الأسطوري رونالدو إلى انكلترا لمقابلة فريق محطة سكاي نيوز وصحيفة الدايلي تيليغراف لنؤكد على قدرة البرازيل على استضافة البطولة، وبالطبع فقد شككوا في قدرتنا، لكننا قلنا لهم نحن قادرون، قادرون، قادرون حتى اللحظة الأخيرة، وهذا ما كان".
وكما تعتبر قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ بطولة لكل المنطقة، كان طراد يرى في بطولة كأس العالم ٢٠١٤ بطولة لكل قارة أمريكا الجنوبية حيث تدفق المشجعون من الدول المجاورة مثل الإكوادور والأرجنتين وتشيلي إلى البرازيل بالطائرات والسيارات والحافلات.
وخلال إحدى جولات كأس العالم في قارة أمريكا الجنوبية قال: " أنا فخور جداً لكون بطولة كأس العالم في البرازيل كانت بطولة لكل القارة وأسهمت في إظهار التطور الذي تشهده هذه القارة التي تواجه صعوبات اقتصادية، وأعتقد أن كل أمريكا الجنوبية كانت فخورة بما حققت في البرازيل وهذا ما يُمكن لقطر أن تُحققه أيضاً كونها تُمثل العالم العربي بأسره".
ولا يزال طراد ذو الأصل العربي يحمل مشاعر خاصة تجاه العالم العربي ويعتقد أن استضافة قطر لهذه البطولة كممثلة للعرب سيدفع الكثير من الأجيال الجديدة للمهاجرين ذوي الأصول العربية للتفكير بحضور بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر لإعادة الاتصال بجذورهم العربية، حيث قال: "تعود أصول عدد كبير من البرازيليين إلى العالم العربي، ويُمكن لنا أن نبني على هذه الروابط فجدي كان مهاجراً من لبنان وربما يدفع ذلك العديد من الأشخاص للتفكير بحضور كأس العالم ٢٠٢٢ إذ يعتبرون أنه يُقام في المنطقة التي ينحدرون منها، وسيمنحهم فرصة العودة لجذورهم".
وأكد ترايد أن قطر يُمكن لها أن تستفيد من تجربة البرازيل التي اجتذبت السياح خلال كأس العالم ٢٠١٤ قائلاً: "يمكن لقطر أن تستفيد من الدروس والخبرات التي اكتسبناها في البرازيل لتعريف العالم بما يملكه هذا البلد الجميل من إمكانيات، ويمكن لها أن تستفيد أيضاً من هذه البطولة لتطوير القطاع السياحي، وهذا أمر استفدنا منه نحن في البرازيل".