حقّق تحدي ٢٢ – جائزة الابتكار وريادة الأعمال في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث- نجاحًا باهرًا في نسخته الثانية ٢٠١٧، نظرًا لاهتمام البرنامج هذا العام بربط التكنولوجيا ببطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، وتوظيفها بشكل فعّال لدعم مساعي الدولة في استضافة هذه البطولة الكرويّة المُنتظرة.
وحيث أننا في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث نُدرك أهمية بطولة كأس العالم لكرة القدم باعتبارها عُرسًا كرويًّا عالميًا نجحَ في تحطيم الحواجز وتغيير الصور النمطيّة بين مختلف الأمم، ارتبطت التكنولوجيا ببطولة كأس العالم لكرة القدم ارتباطًا وثيقًا، إذ أنّها تُسهم في التقريب بين الشعوب متجاهلة بذلك أية حدود إقليمية ودوليّة. ونفخر في اللجنة العُليا بأننا على وعي تامّ بهذا الأمر الذي يعطي لكرة القدم بُعدًا جديدًا. وبدورنا، فإننا نسعى لتطوير ذلك في جهودنا الرامية إلى ترك إرث اقتصادي مُستدام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبإمعان النظر في قائمة الفائزين العشر في الدورة الثانية من مسابقة تحدي ٢٢ بفئاتها الأربع - الاستدامة والتجربة السياحية وإنترنت الأشياء والصحة والسلامة – نجد أنّ الأفكار الفائزة تتّسم بالتنوع على نطاق واسع شمل فرقًا من دول عدّة منها تونس والمغرب ومصر والأردن ولبنان وقطر، حيث زاد عدد الدول المشاركة في هذه النسخة إلى عشر دول عربية.
ونؤكد دائمًا في اللجنة العليا بأنّ الهدف من تحدي ٢٢ هو دعم المخترعين ورواد الأعمال من الشباب العربيث وتحويل أفكارهم المبتكرة إلى منتجات ملموسة، وذلك بالتعاون مع شبكة مُتكاملة من خبراء ومتخصصين وشركاء من مختلف دول العالم. وتحقيقًا لهذا المقصد، حصل كل فائز في النسيخة الثانية من تحدي ٢٢ على جائزة مالية قيمتها ١٥ ألف دولار أمريكي، كما سيحصل كل فائز على تمويل إضافي يصل إلى ١٠٠ ألف دولار أمريكي في مرحلة احتضان الأفكار في ٢٠١٨، ليتمكّن بذلك الفائزون من تطوير أفكارهم إلى مرحلة إثبات المفهوم وإمكانية تطبيقها بشكل حقيقي على أرض الواقع.
ويتجلّى هدفنا السامي من خلال إطلاق مبادرة تحدي ٢٢ في تقديم الدعم اللازم للعقول اللامعة والأفكار النيّرة في العالم العربي ليكون لها دور فعّال في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. ونحنُ على يقين تام بأن تلك الأفكار المبدعة ستُسهم في إثراء تجربة دولة قطر في استضافة البطولة، بالإضافة إلى الإسهام في تأمين مستقبل مستدام لقطر والمنطقة.
وقد أشاد شركاؤنا في مرحلة احتضان الأفكار بروح الابتكار التي تمتّع بها المتنافسون، وذلك خلال ورشة عمل التي أُقيمت على مدار يومين حول إطلاق الشركات الناشئة العاملة في مجال تجهيز أرضيات الملاعب والتي نظمها مركز أسترولابز الذي يعتبر منصة إقليمية داعمة لرواد الأعمال.
كما حاز الـمتأهلون للنهائيات وعددهم ٢٥ متسابقًا على دعم وتشجيع لجنة تحكيم تألفت من خبراء ومتخصصين وذلك تقديرًا لرؤيتهم الاستراتيجية واحترافية مشروعاتهم.
وقد عكست حلقات النقاش وجلسات الأسئلة والأجوبة في الدور النهائي من النسخة الثانية لتحدي ٢٢ مسابقة تحدي ٢٢ دقّة لجنة التحكيم وعنايتهم في اختيار الفائزين في الدور النهائي.
وفيما يتعلق بالنسخة الأولى من تحدي ٢٢، فقد بدأ الفائزون بهذه النسخة بتطبيق مشروعاتهم على أرض الواقع منها مشروع آرفكس الذي يقدّم للمشجعين تجربة تفاعلية مذهلة ثلاثية الأبعاد، كما نجح د. خالد سعود بابتكار طريقة مستدامة لإنتاج مواد أقل قابلية للاشتعال من البوليسترين. لقد مضى أقل من شهر مذ قمنا بالإعلان عن الأفكار الفائزة في الدورة الثانية من تحدي ٢٢، وقد استقطبت تلك الأفكار البناءة اهتمام القطاع المؤسسي وحاضني الأعمال الخاصة بشكل لافت.
وإننا في اللجنة العليا للمشاريع والإرث نفخر باعتراف قطاع الصناعة في العالم بجهودنا، فقد كان فيسبوك شريكًا استراتيجيًا للجنة خلال الدورة الثانية، بالإضافة إلى استقطاب وسائل إعلام عالمية لتغطية الحدث، إذ حظيت النسخة الثانية من تحدي ٢٢ بتغطية إيجابية واسعة على مختلف منصات وسائل الإعلام في أمريكا، والهند، واليابان، وألمانيا، وروسيا، وسنغافورة، وماليزيا، علاوة على تغطية مختلف وسائل الإعلام في الدول العربية لهذه المسابقة القيّمة.
وغنيٌّ عن القول بأن نجاحنا في النسختين الأولى والثانية من تحدي ٢٢ ما هو إلا داعم لنا لتحقيق مزيد من النجاحات على نطاق أوسع في عام ٢٠١٨، ونأمل بأن ينتشر البرنامج ليشمل دولاً أخرى في العالم في نسخته الثالثة القادمة العام المقبل.