علن اليوم من العاصمة القطرية الدوحة انطلاق النسخة الثانية من تحدي ٢٢، وذلك خلال حملة إلكترونية ضمت شركاء وسفراء التحدي في كافة الدول التي يشملها لهذا العام وهي: الأردن، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس، والمملكة العربية السعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، والمغرب، ومصر.
تحدي ٢٢ هو مبادرة أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث عام ٢٠١٥، لتعزيز ثقافة الابتكار في العالم العربي واستقطاب المبتكرين ورواد الأعمال العرب ودعم ورعاية أفكارهم التي من شأنها أن تسهم بتقديم حلول مبتكرة لاستضافة وتنظيم الفعاليات الكبرى وإحداث أثر مستدام في المجتمعات العربية.
وتنطلق النسخة الثانية من تحدي ٢٢ بالتعاون بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث –الهيئة المسؤولة عن تهيئة الأرضية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢- وشركائها الاستراتيجيين في الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي و"ومضة" ومنتدى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في العالم العربي.
ويواصل القائمون على تحدي ٢٢ في نسخته الثانية سعيهم لتشجيع ثقافة الابتكار في العالم العربي من خلال إيجاد منظومة متكاملة لدعم المبدعين العرب ورعاية أفكارهم وتطويرها، وذلك كجزء من الإرث المستدام الذي يسعى القائمون على بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ لأن تتركه هذه البطولة في كافة دول المنطقة.
ويهدف تحدي ٢٢ لهذا العام لاستقطاب المواهب من المواطنين والمقيمين في ١٠ دول عربية، ليقدموا حلولاً مبتكرةً للتحديات التي تواجه تنظيم الفعاليات الكبرى سواءً في قطر والمنطقة أو في مختلف مناطق العالم، والتي تندرج –في النسخة الثانية للتحدي- تحت أربعة مجالات رئيسية هي: الاستدامة، والصحة والسلامة، وإنترنت الأشياء، والتجربة السياحية.
وفي تعليقه على إطلاق النسخة الثانية لتحدي ٢٢ قال سعادة السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: "تزخر منطقتنا بالكثير من الطاقات والمواهب التي تحتاج إلى الدعم والتوجيه لكي تتغلب على المصاعب التي يواجهها المبتكرون ورواد الأعمال، ويأتي تحدي ٢٢ ليستثمر الفرصة التي تقدمها استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في تطوير مجتمع المبتكرين ورواد الأعمال الناشئ في العالم العربي، وذلك عبر إفساح المجال أمامهم لتحويل أفكارهم إلى منتجات فعلية يراها ويستخدمها مئات الملايين حول العالم عام ٢٠٢٢".
مضيفاً: "إن الشراكة مع مؤسسات مرموقة في مجال دعم المبتكرين وتطوير الأفكار في العالم العربي كالصندوق القطري لدعم البحث العلمي وومضة ومنتدى MIT في العالم العربي ستساعدنا على تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المبادرة. ونحن نأمل أن يترك تحدي ٢٢ أثراً إيجابياً في المنطقة على المدى الطويل يُسهم في إلهامَ الأجيال المقبلة لسنوات طويلة بعد انطلاق صافرة النهاية لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢".
من جهته قال الدكتور عبد الستار الطائي المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي: "يسعى الصندوق القطريّ لرعاية البحث العلمي عضو قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، للمساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة عبر دعم البحث العلميّ ورعاية واحتضان المبتكرين في المنطقة العربيّة، وهو الهدف الذي دفعنا للمشاركة في تحدي ٢٢ منذ انطلاقته، إذ رأينا فيه فرصة ليس فقط للاستثمار في المواهب العربية وتطويرها بل أيضاً عرضها أمام مئات الملايين لتأخذ موقعها على الساحة العالمية".
وأضاف د. الطائي: "لقد كانت تجربتنا في العام الماضي مع الفرق الفائزة مشجعةً وواعدة، ونحن نترقب أن تكون المشاركات هذا العام أكثر زخماً وتنوعاً مع دخول التحدي لبلاد جديدة وإضافة المزيد من المجالات التي يُمكن للمشاركين تقديم مقترحاتهم وأفكارهم فيها".
وستحصل الأفكار الفائزة في النسخة الثانية من تحدي ٢٢ على جوائز تبلغ قيمتها إلى ١٥ ألف دولار أمريكيّ، إلى جانب تلقي إشراف وإرشاد من نخبة من العلماء والباحثين في المنطقة. كما ستحظى الأفكار الفائزة بفرصة الحصول على منحة تصل قيمتها إلى ١٠٠ ألف دولار أمريكيّ لتطوير أفكارهم إلى مرحلة إثبات المفهوم (التأكد من جدوى تنفيذ الفكرة على أرض الواقع).
وفي تعليقه على إطلاق النسخة الثانية من "تحدي ٢٢"، قال حبيب حداد، الرئيس التنفيذي لـ"ومضة": "تعمل ومضة منذ عام ٢٠١٠ على إيجاد بيئة شاملة لدعم المبتكرين ورواد الأعمال العرب. وقد رأينا في تحدي ٢٢ مناسبة لتوحيد الجهود لتطوير مجتمع الابتكار وريادة الأعمال في العالم العربي، وذلك فضلاً عن الفرصة الثمينة التي يُقدمها التحدي لأبناء المنطقة لرعاية أفكارهم ووضعهم على الطريق الصحيح لتحويل هذه الأفكار إلى تطبيقات ومنتجات تُسهم في تطوير الحياة في مجتمعاتهم، إلى جانب إسهامها في تطوير مفهوم استضافة الفعاليات الكبرى لتصبح أكثر فعالية واستدامة".
وأضاف حداد: "نحن سعيدون بتعاوننا مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث في هذا البرنامج، ونأمل أن ننجح مع سائر شركائنا في استثمار الفرصة التي تُقدمها استضافة أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في العالم العربي لتحقيق عوائد تُسهم إيجاباً في تطوير اقتصاد المنطقة وقدراتها البشرية على المدى الطويل".
بدورها قالت هلا فاضل، المؤسسة ورئيسة منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي "إنّ المنتدى الذي يحتفي هذه السنة بعيده العاشر هو من أولى المبادرات التي دعمت ثقافة الابتكار في المنطقة، وقد تمكنا خلال هذه السنوات من رعاية العديد من الأفكار والمبادرات التي أضحت اليوم مشاريع فاعلة وشركات ناجحة".
مضيفة: "شهدت السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً في مجتمع ريادة الأعمال في العالم العربي، ويأتي تحدي ٢٢ في هذا الوقت ليستثمر الزخم الذي تشهده المنطقة ويوجهه نحو حدث عالميّ هو الأكبر من نوعه، ليوفر بذلك فرصة قيمة للمبتكرين من أبناء المنطقة لعرض أعمالهم على المستوى العالمي، ويُظهر في الوقت ذاته للعالم القدرات والطاقات التي تزخر بها المنطقة العربية ودورها في رفد مسيرة التطور الحضاريّ".
وستنطلق الجولة التعريفية بتحدي ٢٢ في ٣ أكتوبر ٢٠١٦ ولمدة ٥ أسابيع، وستشمل الجولة جميع البلدان التي يضمها التحدي لهذا العام، وذلك لشرح أهداف وطريقة عمل تحدي ٢٢، ودعوة المبتكرين ورواد الأعمال في هذه البلدان للتقدم بأفكارهم ومقترحاتهم، وذلك بمشاركة سفراء التحدي في مختلف الدول العربية.
تجدر الإشارة إلى أن المشاركة في نسخة هذا العام من تحدي ٢٢ ستكون مفتوحة أمام المواطنين والمقيمين في الدول العربية العشر التي يضمها التحدي، كما يمكن للأفراد أو الفرق المكونة من أربعة أشخاص بحد أقصى التقدم بأفكارهم بدءاً من ٢٧ سبتمبر وحتى ١٢ ديسمبر ٢٠١٦ الموعد النهائيّ لتقديم المشاركات. وستمرّ بعدها المقترحات الأولية المقدمة بمرحلتي تصفية، يتمّ على أثرها دعوة المتقدمين الناجحين إلى الدوحة لتطوير أفكارهم في ورش عمل بمشاركة مجموعة من المختصين، ومن ثم تقديم عروضٍ مفصلةٍ لأفكارهم أمام لجنة التحكيم النهائية التي ستختار الأفكار الفائزة.