يرى سونيل شيتري، أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية في الهند والهداف الأفضل لمنتخبها على مر العصور، أنه قادر على إحياء علاقته الخاصة مع دولة قطر وذلك في سعيه لكتابة تاريخ كروي مع ناديه بنجالورو إفي سي في نهائي كأس آسيا في الدوحة، والتي يصفها شيتري بـ"الوجهة المثالية".

وسيقود مهاجم منتخب الهند المتألق وقائده السابق، الذي سجل هدفين في كأس الأمم الآسيوية ٢٠١١ في قطر، بطل الدوري الهندي في محاولته ليصبح أول فريق هندي يُتوج بلقب آسيوي منذ عام ١٩٦٢، وذلك حين يلتقي بنجالورو بنادي القوة الجوية العراقي في نهائي كأس أبطال كؤوس آسيا في استاد نادي قطر.

وفي مقابلة حصرية مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa قبل ساعات من سفره إلى الدوحة، قال المهاجم البالغ من العمر ٣٢ عاماً والذي سجل ٥١ هدفاً في ٩١ مباراة دولية إن الجالية الهندية في قطر، والتي تعتبر أكبر مجموعة وافدة في الدولة المنظمة لكأس العالم ٢٠٢٢، ستساعد فريقه على سطر التاريخ لكرة القدم الهندية في بلدهم الثاني.

إذ قال اللاعب الذي لعب بقميص الفريق الرديف للعملاق البرتغالي سبورتنج لشبونة ولفريق كانساس ويزارد في الدوري الأمريكي لكرة القدم: "إن وصول بنجالورو لنهائي كأس أبطال كؤوس آسيا الذي سيحتضنه البلد المنظم لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢ واحتمالية الفوز به قد سجّل بداية انتعاش الكرة الهندية كقوة آسيوية".

كان منتخب الهند قد فاز بلقب الألعاب الآسيوية في عام ١٩٦٢، كما احتل مركز الوصيف في كأس الأمم الآسيوية بعدها بعامين، لكن لم ينجح أي فريق هندي في الوصول إلى أي نهائي قاري منذ ذلك الوقت حتى نجح الفريق القادم من المنطقة الجنوبية في التغلب على حامل اللقب جوهور دار التعظيم الماليزي في الدور نصف النهائي.

وفي هذا الصدد يقول سونيل: "ليس هناك مكان في آسيا لأن تعود فيه الكرة الهندية للحياة أفضل من قطر، والتي ستستضيف النسخة المقبلة لكأس العالم في قارة آسيا. لقد تواصلنا بالفعل مع الجالية الهندية في الدوحة وتلقينا ردود فعل رائعة تعدُنا بدعم جماهيري كبير في النهائي. أنا على يقين بأن الجالية الهندية في الدوحة ستذهب إلى استاد نادي قطر بأعداد غفيرة يوم ٥ نوفمبر/تشرين الثاني. أريد أن أخبرهم أن ظهورنا في النهائي لا يتعلق بمدينة بنجالورو أو مقاطعة كارناتاكا، بل الأمر يتعلق بالهند وانتعاش الكرة الهندية في آسيا في بلدكم الثاني الذي سيحتضن كأس العالم".

كان شيتري قد سجّل هدفين في فوز بنجالورو في مباراة العودة بنتيجة ٣-١ في الدور قبل النهائي على جوهور دار التعظيم ليقود الفريق للنهائي بنتيجة ٤-٢ في مجموع المباراتين. ويرى نجم الكرة الهندية أن الأمر بمثابة تكرار لإنجاز سابق حين قاد منتخب الهند إلى حجز تذكرة التأهل إلى كأس الأمم الآسيوية الذي احتضنته الدوحة في عام ٢٠١١، وهي المرة الأولى التي يصل فيها منتخب الهند للبطولة القارية الكبرى منذ عام ١٩٨٤. كما سجّل شيتري ثلاثية في نهائي كأس التحدي ضد طاجيكستان في نيو دلهي وهي المباراة التي قادت الفريق إلى كأس الأمم الآسيوية.

وفي هذا الصدد، أكد قائلاً: "لم أفكر في الأمر قبل الفوز في الدور نصف النهائي، لكنني تجمعني علاقة خاصة بالدوحة. أتمنى أن تساعدني هذه العلاقة الوطيدة بالمدينة على الفوز باللقب. كان كأس آسيا بمثابة منحنى تعليمي لكرة القدم الهندية وقد نجحت بتسجيل هدفين في كل من البحرين وكوريا الجنوبية، لكن نهائي أبطال كؤوس آسيا يمثل أمراً مختلفاً تماماً، فالأمر يتعلق ببزوغ الهند مرة أخرى على الساحة الآسيوية. لقد حاربنا على مدار عام ووصلنا إلى هنا في النهاية".

ويثق شيتري بأن إنجاز بنجالورو سيكون مجرد بداية للكرة الهندية. حيث أكد قائلاً: "الكرة الهندية تطبق نظاماً جيداً تُضخ فيه استثمارات كبيرة. نجح منتخبنا تحت ١٦ سنة في مزاحمة قوى آسيوية كبيرة مثل السعودية والإمارات في كأس الأمم الآسيوية تحت ١٦ سنة في جوا، ونأمل أن نظهر بشكل طيب في كأس العالم تحت ١٧ سنة على أرضنا في العام القادم. سيصبح عدد من لاعبي جيل تحت ١٧ سنة مستعداً للعب في المنتخب الأول بحلول ٢٠١٩ حين نبدأ مرحلة التصفيات لنهائيات كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. وفي ظل تحقيق بنجالورو للنجاح على المستوى القاري، فإن المنتخب الهندي سيضم مجموعة لاعبين مفعمة بالثقة قبل تصفيات ٢٠٢٢".

واختتم شيتري حديثه مؤكداً بأنه يتطلع لنقل خبراته، التي اكتسبها على مدار مسيرة منقطعة النظير، إلى زملائه في إطار سعيهم لسطر صفحات في تاريخ بلدهم الهند. إذ علّق قائلاً: "نأمل أن ننافس المنتخبات الأخرى بقوة في تصفيات نهائيات ٢٠٢٢. سنجد مناخاً يشبه مناخ بلادنا في كأس العالم إذا تأهلنا؛ فالأمر سيكون أشبه بخوض كأس العالم في الهند. سنتحلى بكل عزم وإصرار لمواجهة التصفيات في عام ٢٠١٩".