لقاء حصري لـSC.qa
أـشاد تشونغ مونغ جون، رئيس الاتحاد كوريا الجنوبية لكرة القدم، بتقنية التبريد المستخدمة في استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ والتزام قطر بتنظيم بطولة كروية استثنائية تترك أثراً إيجابياً بعيد المدى على العالم العربي والقارة الآسيوية بشكل أوسع. وجاء كلام مونغ جون خلال مقابلة أجراها مؤخراً مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث. وللتعرف بشكل أعمق على رأي مونغ جون حول البطولة في قطر، كان معه الحوار التالي:
علاوة على بناء قطر لاستادات مبهرة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢، ما هي ملامح الإرث التي ترى بأن بطولة قطر ٢٠٢٢ سترسمها للكرة الآسيوية؟
باعتقادي الشخصي، أؤمن بأن توظيف التقنية الحديثة بات ضرورة مُلحة لخدمة البطولات الكروية. وقد أشادت جهات دولية كثيرة بتقنية التبريد المستخدمة في استاد خليفة الدولي. وفي الوقت الحالي، تحظى العديد من بطولات كرة القدم في آسيا بتشجيع ودعم كبرى الشركات والمؤسسات في بلدانهم كما هو الحال في كوريا الجنوبية، والصين، واليابان، والهند. ولاحقاً، قد تنتهج هذه البطولات الآسيوية نهج بطولة قطر ٢٠٢٢ في استخدام تقنية التبريد، خاصة وأنه من المعلوم لدينا بأن كثير من تلك البطولات تنظم عادة خلال فصل الصيف.
لطالما كنتَ مشجعاً وداعماً لخطط دولة قطر في استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، ما السبب وراء ذلك؟
أرى بأن تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم بعد ٢٠ عاماً من استضافة القارة الآسيوية لهذه البطولة العالمية عام ٢٠٠٢ في كوريا الجنوبية واليابان هو سبب يستدعي تقديم كامل الدعم والمساندة في سبيل تحقيق هذا الحلم مجدداً في آسيا. علاوة على ذلك، تضع قطر نصب عينيها أهدافاً اقتصادية من استضافة هذه البطولة، وأؤمن بأن هذا التوجه سيعود على الدولة بالنفع الكبير. وبدوري، أتمنى لقطر حكومة وشعباً النجاح في طريق تحقيق مساعيهما. وأنا على يقين تام بأن قطر ستتمكن بحلول عام ٢٠٢٢ من تحقيق نجاح مبهر كنجاح كوريا الجنوبية واليابان قبل عقدين من الزمن.
ما دور الدعم المحلي في تنظيم نسخة ناجحة في بطولة كأس العالم لكرة القدم؟ وكيف أسهم ذلك في نجاح بطولة كوريا الجنوبية واليابان ٢٠٠٢؟
خلال بطولة كأس العالم ٢٠٠٢، انبهر العالم بدعم الشعب الكوري الجنوبي لمنتخبه الوطني الذي ما كان ليتمكن من التأهل للدور نصف النهائي لولا وقوف المشجعين الكوريين خلف منتخبهم. وقد شهدت استادات البطولة حضوراً جماهيراً غفيراً في كافة المباريات، وتابع حوالي ٧ ملايين مشجع تجمهروا حول ٢٠ ألف شاشة عملاقة توزعت في مختلف أنحاء كوريا مباراة نصف النهائي التي جمعت بين المنتخبين الكوري والألماني. آمل أن نشهد هذا الشغف الكروي في أول بطولة لكأس العالم في الوطن العربي عام ٢٠٢٢.
هل تعتقد بأن الكرة الآسيوية ستشهد تقدماً واضحاً مع استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في آسيا بحلول عام ٢٠٢٢؟
خلال بطولة روسيا ٢٠١٨، سطّر منتخب كوريا الجنوبية التاريخ لكونه أول فريق آسيوي يهزم أحد أبطال العالم في كرة القدم، كما وصل المنتخب الياباني للدور الثاني، وأظهر المنتخب الإيراني أداءاً كروياً عالياً في مجموعة تضم فرق يصعب هزيمتها كإسبانيا والبرتغال. لذا، أرى بأن المنتخبات الآسيوية لديها من المهارة والكفاءة ما يجعلها في صدارة الفرق خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. وبعد استضافة كوريا الجنوبية واليابان لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٠٢، واستضافة جنوب أفريقيا للبطولة ذاتها عام ٢٠١٠، أظهرت منتخبات آسيا أداءاً كروياً رائعاً خاصة مع تأهل منتخب كوريا الجنوبية للنصف نهائي عام ٢٠٠٢، ومنتخب غانا للربع النهائي في جنوب أفريقيا.
في إطار الإرث الذي تركته بطولة كوريا ٢٠٠٢، كيف تعاملت كوريا الجنوبية بعد البطولة مع البنية التحتية والاستادات؟
قامت كوريا الجنوبية عام ٢٠٠٢ بتسليم معظم الاستادات لأندية الدوري الكوري، وتم استثمار هذه المنشآت لتنظيم أحداث رياضية أخرى مثل دورة الألعاب الآسيوية السابعة عشر عام ٢٠١٤ في مدينة إنتشون الكورية، وبطولة كأس العالم تحت ٢٠ سنة لكرة القدم ٢٠١٧. ويحظى ملعب جيونجو بمكانة كبيرة في قلوب القطريين خاصة بعد تتويج فريق نادي السد القطري بلقب بطل دوري أبطال آسيا لموسم ٢٠١١.
علاوة على ذلك، أتاحت بطولة ٢٠٠٢ فرصة ذهبية لظهور جيل جديد من الشباب الكوري الماهر في لعب كرة القدم في بطولات أوروبية كبرى مثل بارك جي سونج، ولي يونغ بيو، وتشونغ يونغ، وكو جا شيول، وكي سونغ يويه، وسون هيونغ وغيرهم.
كيف ترى أداء منتخب كوريا الجنوبية في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢؟
سيحظى المنتخب الكوري بفرصة جيدة إذا تأهلنا لبطولة قطر ٢٠٢٢. فخلال بطولة روسيا ٢٠١٨، تمكنا من هزيمة المنتخب الألماني الذي يضم في تشكيلته الأساسية تسعة لاعبين يلعبون في آسيا، وهو ما يجسد الموهبة التي يتمتع بها الكوريون في الدوري الكوري وغيرها من بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ومع احتمالية حصول بعض اللاعبين على ألقاب في البطولات الأوروبية الكبرى، سيكون لاعبونا حتى عام ٢٠٢٢ على استعداد تام لخوض مباريات شديدة التنافسية.