#Sustainability
Choose Header Image (1920 x 500)
Ras Abu Aboud Stadium
Choose Mobile Header Image (480 x 375)
Ras Abu Aboud Stadium
Choose Meta Image (1200 x 630)
Ras Abu Aboud Stadium

استضاف معهد جسور، مركز التميز في إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة، ندوة حوارية عبر الاتصال المرئي، حول الاقتصاد الدائري ودوره في تقليل استهلاك وهدر الموارد، ضمن سلسلة ندوات ينظمها المعهد لتسليط الضوء على جوانب واستراتيجيات الاستدامة في استعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA 2022™.

وناقشت الندوة الحوارية مفهوم الاقتصاد الدائري، وهو نموذج اقتصادي يهدف للحد من هدر المواد، وتحسين كفاءة الموارد وفاعليتها، ويرتكز على الحد من النفايات والتلوث، وإطالة دورة حياة المواد والمنتجات واستخدامها لفترة أطول بطريقة مناسبة بيئياً، والعمل على تجديد النظم الطبيعية.

أدار الحوار السيد "أوريان لوندبيرغ"، خبير الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا، بحضور خبراء ومتخصصين في مجال الاستدامة. وناقش المتحدثون مختلف الاستراتيجيات وأفضل الممارسات في تنفيذ مبادرات الاستدامة، خاصة تلك المتعلقة بسلاسل التوريد وإدارة النفايات عند التخطيط لاستضافة كبرى الفعاليات والأحداث في مدن العالم.

وأكد السيد ألكساندر حجازي، مدير برنامج السياسات البيئية العالمية في جامعة جنيف، على الدور الذي تلعبه الحاجة الملحة في تشجيع منظمي الفعاليات والأحداث الكبرى على إطلاق مبادرات وحلول مبتكرة للمشكلات، مثل حلول التصدي للتحديات المتعلقة بتوفير البنى التحتية الحيوية المستدامة خلال حدث كبير، مع بناء إرث إيجابي يدوم أثره على المدى البعيد.

وأضاف حجازي: "يتوجّب على شركاء في استضافة وتنظيم أي من الأحداث الكبرى العمل معاً لتحديد المنافع المشتركة التي يُمكن أن تعود على المجتمع من تنظيم هكذا فعاليات. عندئذ يُمكن للمنظمين تحقيق أكبر استفادة ممكنة من النظام البيئي والاجتماعي والاقتصادي، وبذل الجهود لضمان أن يترك الحدث إرثاً مستداماً يبقى أثره طويلاً لخدمة المجتمع وأفراده."

من جانبها، أكدت السيدة "غايا بريتنر"، مديرة المشتريات المستدامة في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، على أن قطر تضع نصب عينيها تحقيق أهداف ومبادئ الاقتصاد الدائري في كافة جوانب استضافتها للمونديال.

وأضافت "بريتنر"، التي عملت قبل انضمامها لفريق قطر 2022 في معرض إكسبو ميلانو 2015: "تُشكل المشتريات المستدامة محوراً رئيسياً في استراتيجية الاستدامة الخاصة بالبطولة، إذ تُسهم في تقليل الأثر البيئي الناجم عن الأعمال المتعلقة بالاستضافة، إلى جانب تشجيع ودعم تأسيس الأعمال والمشاريع الجديدة في المنطقة، الأمر الذي يُشكل بحد ذاته إرثاً اقتصادياً واجتماعياً قيماً".

وفي مداخلتها خلال الحوار، ألقت الدكتورة "تالار ساسوفاروغلو"، خبيرة البيئة والاستدامة في اللجنة العليا، الضوء على استاد راس أبو عبود الذي يُجسد بناؤه التزام قطر الراسخ بتحقيق الاستدامة، إذ تدور فكرة تصميم استاد بهيكل مؤقت باستخدام حاويات شحن بحري حول ابتكار معايير جديدة لبناء استادات مستدامة تستضيف كبرى الفعاليات والأحداث الرياضية.

وتتجلى أهمية هذا التصميم الفريد في مرحلة الإرث بعد إسدال الستار على منافسات المونديال، إذ من المخطط تفكيك الاستاد بالكامل ليعاد استخدام الحاويات في تطوير مشاريع رياضية وغير رياضية في قطر والعالم. كما يستلزم التصميم الذكي لاستاد راس أبو عبود استخدام مواد بناء أقل، وهو ما يسهم في خفض تكلفة الإنشاء، وتقليل المدة الزمنية اللازمة لاستكمال أعمال التشييد.

وأشارت "ساسوفاروغلو" إلى أن البنية التحتية لاستاد راس أبو عبود قامت على مبادئ الاقتصاد الدائري، إذ استخدمت في بنائه مواد خشبية وفولاذية معاد تدويرها، مشيرة إلى أن رحلة بناء الاستاد تعد بمثابة تجربة تعليمية أضافت الكثير من الخبرات والمعرفة لقطاع الأشغال العامة وللمجتمع المحلي، الذي يسعى الآن لبناء اقتصاد دائري يعود بالنفع على الأجيال القادمة.

وخلال الندوة الحوارية، تحدث الشاب غانم السليطي، رائد الأعمال القطري ومؤسس العديد من المبادرات الصحية والصديقة للبيئة ومن بينها مقهى نباتي، ومصنع لإنتاج عبوات ومواد تغليف قابلة للتحلل بيئياً، عن تجربته في المحافظة على البيئة وتطبيق أسس الاقتصاد الدائري، وتشجيع الأفراد على اتباع نمط حياة نباتي صحي.

وقال السليطي: "لعل من أصعب العقبات التي واجهتها في رحلتي نحو تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري هي بناء سلسلة توريد محلية تُعنى بالبيئة. وأرى أن رفع مستوى وعي الأفراد بأهمية تنفيذ ممارسات وسلوكيات اقتصادية مستدامة سيمثل خطوة هامة نحو بناء مستقبل يرتكز على أسس الاقتصاد الدائري. وأعتقد بأن اهتمام منظمي مونديال قطر بالاقتصاد الدائري واستضافة البلاد لهذا الحدث الكروي الهام سيسهم في تحقيقنا هذه الغاية في المستقبل القريب".

يُشار إلى أن معهد جسور، أحد برامج الإرث لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، أسسته اللجنة العليا للمشاريع والإرث في العام 2013، بهدف نقل المعرفة المكتسبة من استضافة المونديال إلى الأجيال المقبلة من المتخصصين في مجال الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى في قطر والمنطقة. ويستضيف المعهد أنشطة تعليمية وتدريبية على مدار العام، في سبيل إحداث نقلة نوعية في صناعة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى عبر بناء إرث مستدام في هذا المجال.

لمزيد من المعلومات وللتسجيل في ندوات معهد جسور المقبلة، يرجى زيارة موقع مركز المعرفة التابع للمعهد.