كان عام ٢٠١٧ عامًا حافلًا بالإنجازات في مجال التواصل المجتمعي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إذ قمنا بتقديم برامج عديدة، وتمكّنا من تجسير علاقتنا مع آلاف الأفراد في قطر. وتعتبر مبادرة المجموعة الشبابية، ومنتدى التمكين الثاني، والشراكات المجتمعية من أبرز مبادرات قسم التواصل المجتمعي التي اتسع نطاقها وذاع سيطها هذا العام. كما أنّ اهتمامنا بتنظيم بطولة كرة القدم الرمضانية وورشة عمل حول تطوير التصوير الفوتوغرافي في مجال الرياضة، أسهم بشكل ملحوظ في تعزيز شغف الجتمع في قطر بكرة القدم، خاصة وأننا نقترب يومًا تلو الآخر من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢.
نؤمن في قسم التواصل المجتمعي بأن لكل فرد منّا دور في إنجاح هذه البطولة الكروية، إذ أنّ كل قاطن في دولة قطر هو جزءٌ من رحلتنا نحو بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. ونتطلّع إلى أن يكون هذا الحدث العالمي مصدرَ إلهام لنا جميعًا، وأن يُسهم في استفادة الأفراد من التغييرات الإيجابية المرجوّة منه. ولا يخفى على أيّ منا بأن هذه البطولة تعني الكثير لنا جميعًا وليست مجرد بطولة كروية فحسب، إذ نطمح من خلال استضافة البطولة إلى الاستفادة منها من خلال ترك إرث للأجيال القادمة لعشرات السنين.
وتعكس جهودنا عند إطلاق استاد خليفة الدولي في مايو الماضي هدفنا الرامي إلى إشراك أكبر عدد ممكن من الأفراد في رحلتنا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، حيث استمتع آلاف الأفراد بمنطقة المشجعين خلال نهائي كأس سمو الأمير التي تضمنت عروضًا موسيقية تراثية ووسائل ترفيهية وأجنحة لتقديم الأطعمة. وقد أشرف على هذه الأنشطة أكثر من ٢٠ فريقًا مجتمعيًا مختلفًا. ويعتبر كلّ فريق عضوًا في مبادرة الشراكات المجتمعيّة التي ازدهرت عام ٢٠١٧ من خلال تنظيم ورش عمل لتحسين مهارات سفراء الجاليات من ٣٨ دولة ممن تربطها شراكة مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
من ناحية أخرى، أسفر التعاون القائم بين اللجنة العليا ومركز أونتاريو للتعليم الخاص عن إنشاء قاعة حسيّة في استاد خليفة الدولي مُخصصة لاستقبال الأفراد من ذوي الإعاقة الذهنية. وتوفّر هذه القاعة فضاءً آمنًا للأفراد من ذوي الإعاقة الذهنية لمتابعة مباريات كرة القدم، إذ أنها تتميز بخاصية عزل الضوضاء والأثاث المريح والإضاءة المناسبة والموسيقى الهادئة، بالإضافة إلى تزويدها بألعاب وأدوات تعليمية مساندة ذات ألوان فاتحة. وستُسهم هذه المميزات في ضبط اضطراب الأفراد من ذوي الإعاقة الذهنية والسماح لهم ولعائلاتهم وأصدقائهم بمشاهدة مباريات كرة القدم في بيئة هادئة شاملة تُلبي احتياجاتهم. وتعتبر هذه القاعة الحسيّة أول قاعة من نوعها يتم إنشاؤها في استاد مخصص لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، كما أنها القاعة الأولى من نوعها في المنطقة.
كما شهدت أنشطتنا في مجالي الفنون والثقافة خلال هذا العام تطورًا كبيرًا، حيث نظمنا ورش عمل بالتعاون مع جيتي ايميجز، وذلك في إطار أهدافنا الرامية إلى إلهام المصورين الفوتوغرافيين في قطر لتطوير مهاراتهم في التصوير بشكل تدريجي حتى موعد البطولة الكروية المنتظرة عام ٢٠٢٢. كما حقق برنامج "الفنون المدرسية" نجاحًا باهرًا، إذ قدّم طلبة المدراس المشاركين في البرنامج أفكارًا فنية خلاقة لتصميم وتنفيذ مجسّمات تعكس روح البطولة.
على صعيد آخر، لاقت البطولات الرمضانية التي يُنظمها قسم التواصل المجتمعي شعبية واسعة، حيث تمّ تنظيم مباريات في قطر والكويت وعمان، وهو ما يُعزز شغف الأفراد بكرة القدم في المنطقة العربية، ويؤكّد رغبتنا بأن يكون لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ تأثير إيجابي يعود بالنفع على المنطقة بأسرها.
كما تواصل المجموعة الشبابية في قسم التواصل المجتمعي جهودها الرامية إلى إلهام جيل الشباب، حيث حضر الشباب في دفعة عام ٢٠١٧ ورش عمل منحتهم فرصة التعرف على شخصيات رسمية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بالإضافة إلى زيارة عدد من مواقع البناء والالتقاء بعدد من شركاء اللجنة. علاوة على ذلك، يُسهم الأفراد المنتسبون إلى المجموعة الشبابية في تقديم الدعم اللازم لعدد من الفعاليات الكبرى التي تنظمها اللجنة العليا، منها على سبيل المثال تطوع عدد من الشباب في تنظيم مأدبة عشاء لتكريم العمال في استاد خليفة الدولي، بالإضافة إلى تطوع آخرين في فعاليات درب الساعي. ويعكس شغف الشباب بالانخراط في العمل التطوعي حماسهم واستعدادهم للإسهام في البطولة الكروية الكبرى، وهو ما نطمح في اللجنة العليا إلى استثماره خلال العام القادم عند إطلاق برنامج التطوع.
نتطلع إلى إكمال مسيرتنا في عام ٢٠١٨، وندعوكم للاطلاع على الموقع الإلكتروني الجديد الخاص بنا.