تتسارع في الوقت الراهن وتيرة العمل في استاد الثمامة الذي سيستضيف مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ حتى الدور ربع النهائي. فمع اكتمال الأعمال الخرسانية في الاستاد، يواصل فريق عمل المشروع تركيب الأجزاء المعدنية والكابلات الضخمة استعداداً لعملية الرفعة الكبرى لهيكل سقف الاستاد، التي تعتبر من أهم العمليات الرئيسية في بناء هذا الاستاد.
وفي تصريح له حول هذا الإنجاز، أوضح المهندس سعود الأنصاري، مدير مشروع استاد الثمامة، بأن أعمدة السقف والحلقة المعدنية الضخمة تعد مكوناً أساسياً في هيكل سقف الاستاد، مشيراً إلى أن نجاح أعمال تركيب هذه الأجزاء يمثل خطوة هامة في عملية الرفعة الكبرى لسقف الاستاد، والتي تعتبر إحدى العمليات الرئيسية في بنائه.
وأضاف الأنصاري: "تتطلب عملية الرفعة الكبرى استخدام ٨٠ رافعة هيدروليكية و١٠ مضخات هيدروليكية حول الحلقة المعدنية الضخمة لرفع شبكة من الكابلات المعدنية يصل وزنها إلى ٧٢٧ طناً قبل تثبيتها في مكانها. ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ هذه المهمة ٧ إلى ١٤ يوماً تقريباً".
وقد شهد العمل في موقع استاد الثمامة صب أكثر من ٥٠ ألف متر مكعب من الخرسانة، إضافة إلى تركيب ما يزيد عن ٢٢٨٥ طن من الصلب، وتنفيذ أكثر من ٣٨ ألف و٤٠٠ متر مربع من أعمال طابوق جدران الاستاد الذي يسهم في إنشائه ٢٥٠٠ عامل. ويتم استيراد المواد المستخدمة في بناء الاستاد من دول عديدة منها الولايات المتحدة، وإسبانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، ولوكسمبورغ، وتركيا، وألمانيا، وسويسرا.
يُشار إلى أن استاد الثمامة، الذي صممه المهندس المعماري القطري إبراهيم محمد الجيدة، والبالغة سعته ٤٠ ألف مقعد، سيستضيف مباريات بطولة قطر ٢٠٢٢ حتى الدور ربع النهائي. وقد استوحى الاستاد، الذي يبعد ١٢ كيلومتراً جنوبي قلب مدينة الدوحة، تصميمه من شكل القحفية، وهي القبعة التقليدية التي يرتديها الرجال في جميع أنحاء الوطن العربي، مجسداً بذلك الثقافة القطرية وتاريخ منطقتنا العربية العريق.
ومن المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للاستاد عقب انتهاء البطولة إلى ٢٠ ألف مقعد، حيث سيجري تفكيك نصف مقاعد الاستاد والتبرّع بها لبلدان ومشاريع تفتقر لبنية تحتية رياضية. وبعد إسدال الستار على البطولة، سيتحول الاستاد، نظراً لموقعه الجغرافي المميز جنوب البلاد، إلى مدينة رياضية تضم فندقا،ً وعيادة للطب الرياضي، ومرافق ترفيهية، ومجتمعية، وسكنية، وثقافية، ستعود بالنفع على المنطقة المجاورة، ويجسد ذلك أحد ملامح الإرث الذي تتطلع بطولة قطر لتركه لأجيال بعد انتهاء البطولة.