وقد جرت فعاليات هذا المؤتمر العالمي برعاية ذهبية من اللجنة العُليا للمشاريع والإرث انطلاقًا من رؤية اللجنة الرامية إلى دعم كبرى الأنشطة المحلية والعالمية التي تُسهم في تحقيق رؤية دولة قطر ٢٠٣٠ وتدفع عجلة التطور والتنمية في دولة قطر في مختلف القطاعات وفي مقدّمتها قطاع التعليم.
هذا وقد انطلقت أعمال المؤتمر هذا العام تحت شعار "بين التعايش والإبداع: نتعلم كيف نحيا ونعمل معًا" وذلك يوم الثلاثاء الموافق ١٤ من الشهر الجاري، بينما انطلقت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يوم الأربعاء بحضور كل من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وحضور أمينة غولبران سيدة تركيا الأولى كضيف شرف، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من ٢٠٠٠ خبير ومتخصص وباحث من مختلف قطاعات التعليم في قطر والعالم.
وقد كان للجنة العُليا للمشاريع والإرث هذا العام بصمة واضحة في عدد من أنشطة المؤتمر، حيث شاركت اللجنة في جناح خاص ضمن فعاليات معرض "في رحاب قطر" الذي هدف إلى تعريف الزائرين بأبرز المؤسسات التي تُسهم في دعم قطاع التعليم. كما شاركت سامانثا سيفاه رئيس قسم المشاركة المجتمعية في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث في جلسة نقاشية حول السياسات وخدمات الرعاية المُثلى المقدّمة مدى الحياة للمصابين بطيف التوحّد، بينما أدار د. فادي مكي رئيس وحدة قطر للتوجيه السلوكي في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث جلسة حواريّة تناولت الحديث عن "الاستراتيجيات السلوكية: الترغيب نحو اختيارات تعليمية سليمة". وقد جرى خلال هذه الجلسة مناقشة الأثر السلوكي لنظرية الترغيب في إقناع الأفراد باتخاذ قرارات تعليم صحيحة، ودور الترغيب السلوكي في تحسين أداء المعلمين والتلاميذ وتشجيعهم على تحقيق أفضل نتائج ممكنة.
وعلى هامش المؤتمر، شاركت اللجنة العُليا للمشاريع والإرث بجناح مُخصص لبرنامج الجيل المُبهر أحد برامج المسؤولية المجتمعية التابعة للجنة والمعني بتوظيف كرة القدم كأداة فاعلة لتمكين الأفراد حول العالم من إقامة مجتمعات تتمحور حول الصحة والوحدة والاستدامة. وقد قام القائمون على الجناح بتعريف الزائرين بأهمية هذا البرنامج الرائد الذي يمنح العُمال وتلامذة المدارس وبعض الفئات المُهمشة في العالم من إحداث تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم من خلال تنظيم بطولات لكرة القدم في بلدانهم. وخلال اليوم الثاني من المؤتمر، زار نجم الكرة الإسباني وأول سفير لبرنامج الجيل المُبهر تشافي هيرنانديز جناح البرنامج والتقى بعدد من الطلبة من مختلف مدارس الدولة وقدّم لهم شرحًا عن ماهيّة البرنامج، كما شارك تشافي طلبة المدارس في عدد من أنشطة كرة القدم في الجناح.
وفي تعليقها على رعاية ومشاركة اللجنة العُليا في المؤتمر العالمي، قالت فاطمة النعيمي مدير الاتصالات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "تؤمن اللجنة العليا للمشاريع والإرث بأهمية استثمار بطولة كأس العالم لكرة القدم لتعزيز التنمية في مختلف المجالات وفي مقدمتها التنمية البشرية، ونحن نتطلع من خلال دعمنا ومشاركتنا في مؤتمر وايز لهذا العام لدعم مبادرات التعلم من خلال الرياضة، وذلك إلى جانب حرصنا على التعرف على آخر الابتكارات العالمية في هذا المجال وذلك في إطار سعينا لتطوير برنامج الجيل المبهر الذي يسعى لدعم التعليم من خلال الرياضة والإسهام في تنمية المجتمع عبر كرة القدم". من جانبها، قالت ميعاد العمادي مديرة المسؤولية المجتمعية المحلية والإقليمية في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث: " يصب الاهتمام بالتعليم في صُلب رسالة اللجنة العُليا للمشاريع والإرث، وجاءت مشاركتنا لهذا العام في أسبوع الدوحة للتعليم ومؤتمر وايز لتعريف الجمهور بمبادرات اللجنة العليا في مجال التعليم والتفاعل مع الأطفال المشاركين عبر الأنشطة الرياضية، إضافة إلى التعرف على مختلف المؤسسات والمنظمات المحلية منها والعالمية المعنية بالتعليم وذلك بهدف عقد شراكات تُسهم بشكل أو بآخر في تحقيق هدفنا في استضافة بطولة نجاحة لبطولة كأس العلم تترك إرثاً للأجيال القادمة".
ويأتي المؤتمر هذا العام بهدف مناقشة مختلف القضايا والشؤون ذات الصلة بالمشكلات والتحدّيات الأكثر إلحاحاً التي تواجه المنظومة التعليمية في العالم خاصة في ظل ما يتعرّض له العالم من اضطرابات وصراعات وحروب وغياب الاستقرار الاقتصادي والهجرات الجماعية والنزوح وغياب المساواة والتطور السريع في قطاع التكنولوجيا. كما يرمي المؤتمر الذي يستقطب هذا العام كوكبة من أبرز الباحثين والمتخصصين والخبراء والمفكرين والمبدعين والأكاديميين في مجالات التعليم والإعلام والعمل الخيري والتكنولوجيا والريادة الاجتماعية والتنمية وغيرها إلى بحث السُبُل المُمكنة لإيجاد حلول فاعلة للمشكلات التي تواجه قطاع التعليم، بالإضافة إلى تقديم مقترحات تُسهم في إحداث تغييرات إيجابية في مستقبل المنظومة التعليمية في العالم.
وقد حظيَ المُشاركون بمؤتمر وايز هذا العام بفرصة حضور ورش عمل عملية تنظمها مؤسسات مرموقة تُعنى بمختلف قضايا التعليم في العالم. كما تخلل المؤتمر حلقة تفاعليّة لتشجيع المشاركين على طرح أسئلتهم حول مستقبل التعليم في العالم ووضع توصيات يسترشد بها صُنّاع القرار في قطر والعالم. علاوة على ذلك، شارك عدد من طلبة المدارس في قطر ممن تتراوح أعمارهم بين ١٢ و١٤ عامًا في أربعة مختبرات تعلم تجريبية تهدف إلى نشر التعلم القائم على المرح والتعاون وتنظمها اللجنة العُليا للمشاريع والإرث ومؤسسة المهندس الصغير من لبنان، ومؤسسة "Cultural Infusion" من استراليا، ومؤسسة ابتكار للحلول الرقمية من قطر.
يُذكر بأنّ وايز هو أحد المبادرات التي أطلقتها مؤسسة قطر عام ٢٠٠٩ بهدف تعزيز الابتكار في قطاع التعليم في مختلف أنحاء العالم. وتكمن أهمية قمة وايز في أنها تجمع بين المعلمين وصُناع القرار والخبراء المؤثرين من مختلف المجالات والقطاعات لحشد خبراتهم وتسخيرها بهدف ابتكار حلول فاعلة لمواجهة التحديّات التي تعصف بقطاع التعليم في الوقت الحاضر.