#Qatar #AhmadBinAliStadium #Qatar2022
Choose Header Image (1920 x 500)
News stories - road to 2022
Choose Mobile Header Image (480 x 375)
News Story
Choose Meta Image (1200 x 630)

كان دخول إيفريستو دي ماسيدو "بيت قطر" في ريو دي جانيرو بمثابة عودة إلى أرض الوطن حيث قوبل بحفاوة كبيرة وابتسامات صادقة أينما ذهب في بيت الضيافة القطري الذي دشنته اللجنة الأوليمبية القطرية في دورة الألعاب الأوليمبية في البرازيل.

فالمدرب البرازيلي الذي نجح في قيادة قطر نحو الفوز بمركز الوصيف في كأس العالم تحت ٢٠ سنة الذي احتضنته استراليا في ١٩٨١ وساعد العنابي على التأهل للمرة الأولى إلى الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لوس أنجلوس بعدها بثلاث سنوات، ظهرت على وجهه علامات السعادة بما يضفيه من دعابة على كل مقابلة، كما تحدّث مع الكثير من المعجبين عن اللاعبين الذين دربهم خلال مسيرة ناجحة امتدت لعشر سنوات قضاها على رأس القيادة الفنية للمنتخب القطري.

وفي هذا الصدد قال إيفريستو أثناء زيارته لبيت قطر: "ريو دي جانيرو هي مسقط رأسي والمكان الذي تعيش فيه عائلتي وأملك فيه ذكريات كثيرة، لكن وطني الثاني في العالم كله هو قطر".

وفي أواخر مسيرته التدريبية في الدوحة، نجح إيفريستو بقيادة قطر نحو الوصول إلى ربع نهائي منافسات كرة القدم في أولمبياد برشلونة ١٩٩٢. وما أن دخل المدرب البرازيلي جناح اللجنة العليا في "بيت قطر"، أخذ يمعن النظر في مجسم استاد الريان ثم قال: "هذا هو النادي الذي لعب له منصور مفتاح، أحد أفضل اللاعبين الذين دربتهم".


وفي مقابلة حصرية مع موقع اللجنة العليا www.sc.qa، صرّح مهاجم ريـال مدريد وبرشلونة السابق أنه أدرك فور وصوله إلى قطر في ١٩٨٠ أن البلد ستحقق إنجازات كبيرة. إذ قال في هذا الصدد: "لم يؤمن البعض آنذاك بقدرات قطر، لكن تجمعني علاقات وطيدة مع صناع القرار هناك وكنتُ على يقين بأن قطر ستحقق إنجازات كبيرة. أدركت أنها ستصبح إحدى أعظم دول العالم، شعرت بذلك فور وصولي هناك في ١٩٨٠. قضيت هناك أكثر من عشر سنوات كوّنت خلالها صداقات رائعة. هناك ذكريات لن أنساها وستظل محفورة في ذهني. نجحنا في بناء عقلية كروية جديدة وتركنا إرثاً كبيراً لكرة القدم القطرية ونحمد الله أن قطر تواصل جني ثمار جهدنا حتى وقتنا الحالي".

وخلال تفقده رفقة أسرته لجناح اللجنة العليا في "بيت قطر" للتعرف على الخطط الجاري تنفيذها لنهائيات ٢٠٢٢ وبرامج البطولة مثل الجيل المبهر وتحدي ٢٢، تذكّر إيفريستو الوقت الذي أذهلت فيه قطر عشاق المستديرة الساحرة حول العالم للمرة الأولى. إذ قال "ما حققناه في استراليا كان مذهلاً. لم تفز قطر باللقب لأن النهائي لُعب بعد هطول أمطار غزيرة وهو الأمر الذي ساعد المنتخب الألماني لكننا نجحنا بتحقيق إنجاز كبير ذلك العام. كنا سنفوز على ألمانيا الغربية لو أقيمت المباراة في ظروف مختلفة دون هطول أمطار".

يستحضر إيفريستو ذلك بنبرة هادئة واثقة، كما يشير إلى أنه نجح في غرس هذه العقلية الصلبة في لاعبيه في نهائيات استراليا. إذ قال في هذا الصدد "طلبنا من اللاعبين في هذه البطولة أن يثقوا بقدرتهم على التغلب على عمالقة كرة القدم مثل البرازيل وإنجلترا. بعد ذلك في ١٩٨٤ ظهرنا بشكل رائع في مشوار تصفيات أولمبياد لوس أنجلوس. كان الأمر صعباً لكن كان لدينا مجموعة لاعبين لديهم فلسفة جيدة ويتميزون بمهارات رائعة. نجحنا بهذا النهج في قيادة قطر للظهور وسط صفوة منتخبات كرة القدم في العالم".

وفي الوقت الذي يحتضن مسقط رأسه أولمبياد ريو ٢٠١٦، تذّكر مهاجم السيليساو السابق أحد أهم إنجازاته التدريبية حين قاد قطر إلى دور الثمانية في برشلونة ١٩٩٢: "كان من الصعب للغاية التأهل إلى ربع النهائي في أولمبياد ١٩٩٢ لأن المنتخبات الأخرى كانت قوية للغاية. استعد منتخب قطر بشكل جيد لهذه البطولة وتدرّب اللاعبون بقوة وظهروا بشكل رائع في برشلونة. كانت مفاجأة كبيرة، لكنني كنتُ أثق فيهم تماماً وآمنتُ بقدرات الفريق ككل. كذلك فإن فوز نفس المجموعة بكأس الخليج في وقت لاحق من العام ذاته كان مذهلاً، فالتتويج ببطولة كبرى أمر رائع. كرة القدم لعبة جماعية، وبالطبع استحق الفريق رفع كأس هذه البطولة".

غادر إيفريستو قطر مرفوع الرأس، كما يؤكد أنه على اتصال مع أصدقائه هناك حتى الآن؛ إذ قال "أحب في الشعب القطري احترامه للغير. شعرت بترحاب كبير طوال الفترة التي قضيتها هناك، وكوّنت صداقات رائعة مستمرة إلى الآن، ودائما أتذكر قطر بشغف كبير. أتواصل مع أصدقائي القطريين وأزورهم أحياناً كما ألتقي بهم حين يأتون إلى البرازيل. نقضي وقتاً طيباً نتحدث فيه عن الذكريات الرائعة التي جمعتنا معاً".

ويتطلع إيفريستو إلى الأيام القادمة في البطولة التي تحتضنها ريو دي جانيرو مؤكداً اهتمامه بمسابقة كرة القدم الأوليمبية للرجال ومشيراً إلى أن البرازيل بجاجة للفوز لتُضيف اللقب الذي تفتقد إليه خزينة بطولات السليساو.

إذ يقول "نحن بحاجة لفوز منتخب الرجال بالميدالية الذهبية، فهذا هو اللقب الوحيد الذي لم يسبق لنا التتويج به. لدينا فريق رائع يضم عدداً من اللاعبين المحترفين بالخارج وهم قادرون على تحقيق الحلم. نيمار هو قائد الفريق ورغم أنه يواجه منافسة شرسة ليصبح أفضل لاعب في العالم، إلا أنه قادر على نيل هذا الشرف، فهو يستعد جيداً ليصبح الأفضل".

لا شك أن إيفريستو أصبح أحد أهم الشخصيات في تاريخ كرة القدم القطرية كما تبرز في مسيرته واقعة خوضه لدقائق معدودة في إحدى المباريات بلاعب إضافي. وبينما لا يؤكد هذه القصة أو ينفيها، إلا أنه يجيب بطرفة عين قائلاً "كانت مباراة في كأس الخليج وكان الحكم متحاملاً علينا ولذا أشركت لاعباً دون أن أخرج آخراً، ولذا خاض الفريق ١١ دقيقة بـ ١٢ لاعباً".

وقبل مغادرته "بيت قطر" متجهاً إلى بيته في ريو دي جانيرو، اختتم الأسطورة الحية لكرة القدم القطرية المقابلة بالإفصاح عن أمنية جديدة؛ إذ قال بابتسامته المعهودة "تتبقى أعوام قليلة حتى انطلاق نهائيات قطر ٢٠٢٢ وإذا منحني الله القدرة سأكون هناك".