قبيل انعقاد اجتماع مجلس اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ في الدوحة هذا الأسبوع، ترأست فاطمة سامورا، الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وفداً في جولة على متن حافلة للوقوف على آخر التحضيرات التي تجريها قطر استعداداً لنهائيات ٢٠٢٢. وفي حديثها لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa عقب الجولة التي تفقدت خلالها خمسة استادات من أصل ثمانية استادات مرشحة لاستضافة مباريات البطولة، وألقت نظرة عامة على شبكة الطرق، ومواقع شركة السكك الحديد القطرية، ومطار حمد بن خليفة، صرّحت المسؤولة السنغالية أن فيفا سعيد بمستوى التخطيط والحماس الذي تظهره قطر.
س. ما انطباعاتك عن أول زيارة لك إلى قطر، لا سميا بعد تفقد عدد من المواقع المختلفة التي تسير فيها الاستعدادات لكأس العالم قطر ٢٠٢٢ على قدم وساق؟
ج. كانت هذه الجولة مدهشة ليس فقط لي بصفتي الأمين العام للاتحاد الدولي، بل للقيادة الجديدة التي تسير بـ"فيفا" في عملية الإصلاح. لمسنا خلال الجولة التي استمرت ساعتين أن القطريين مستعدون من كل الجوانب. تمضي عمليات البناء بصورة جيدة حيث يتم التركيز على سلامة العمال وأمنهم. شهدنا أيضاً الطبيعة المتقاربة للبطولة والتي ستتيح للجماهير فرصة حضور مباريات مختلفة في اليوم نفسه. إن هذا يبيّن منظوراً مختلفاً لطريقة تنظيم كأس العالم مقارنة بنهائيات روسيا أو جنوب إفريقيا أو البرازيل. أرى أن مستوى الالتزام لدى اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومستوى الحماسة الذي لمسته منذ وصولي لدى اللجنة المنظمة المحلية، يثبت أن اختيار قطر لتنظيم كأس العالم كان صائباً وأن البطولة ستشهد حضوراً جماهيرياً متميزاً.
س. في غضون ساعتين، سنحت لكِ الفرصة لتفقد خمسة استادات إلى جانب مطار حمد الدولي، كيف ترين هذا المفهوم الفريد للبطولة المتقاربة لزوار قطر في ٢٠٢٢؟
ج. تم إخباري قبل الزيارة عن إمكانية زيارة ربما كل الاستادات والمواقع في غضون ساعات قليلة ويمكنني الآن أن أؤكد أن الأمر ممكن حقاً. كنت أتساءل كيف سيتم استكمال البنية التحتية للطرق لدعم حركة الجمهور، لكنني عرفت من العروض التوضيحية أنه سيتم استغلال طرق متنوعة من بينها الطرق المائية. لا شك أن هذا سيحدث فارقاً كبيراً في طريقة تنظيم الاستادات مقارنة بالدول الأخرى التي استضافت كأس العالم.
س. ما مدى رضاك عن التقدم المنجز حتى الآن وقبل ست سنوات من انطلاق البطولة في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٢؟
ج. أرى أن التخطيط يتم مبكراً، وهو الأمر الذي يمثل إشارة قوية على التزام الشعب القطري بتنظيم أفضل كأس العالم على الإطلاق.
س. بعد ان احتضنت أفريقيا أول كأس عالم في تاريخها عام ٢٠١٠، ماذا يعني للاتحاد الدولي أن يتم تنظيم كأس العالم في منطقة جديدة هي الشرق الأوسط والعالم العربي؟
ج. إن هذا يعني أن عالم كرة القدم ينفتح على التنوع ويعتنق الطبيعة العالمية لكرة القدم. يجب أن نمنح مناطق مثل الشرق الأوسط الفرص لإثبات أنها بلاد كروية وأن يظهروا للعالم أن المستديرة الساحرة تجمع الشعوب من ثقافات وخلفيات دينية متنوعة. فهذه أقوى إشارة يمكن لإدارة "فيفا" الجديدة أن تعطيها لباقي العالم. إن وجودي كأول سيدة وأول أفريقية تشغل منصب الأمين العام للجهة المنظمة لشؤون كرة القدم حول العالم يعني وحده الكثير، لكن أن ينظّم كأس العالم في بلدان مثل قطر تضم عدد سكان صغير، بيد أنها تملك شغفاً كروياً هائلاً، يعني أننا لا نركز فقط على الدول الكبرى. وهذه هي مهمة كرة القدم. فالمسابقات العالمية تمثل ٢ بالمائة من كرة القدم، بينما تمثل كرة القدم الشعبية ٩٨ بالمائة. ولهذا فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تساعدنا في بناء مستقبل "فيفا" هو تطوير كرة القدم الشعبية وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الدول للمشاركة في البطولات. أرى أن فكرة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى ٤٠ أو ٤٨ يوضح للعالم أننا نرغب في رؤية المزيد من الناس- بما في ذلك السيدات والشباب- يمارسون كرة القدم.
س. في النهاية، في ضوء عملك لفترة ٢١ عاماً في برامج الأمم المتحدة، هل ترين أن هذه البطولة قادرة على توحيد الشعوب من خلال كرة القدم؟
ج. نتمنى أن يشتري الأجانب جزءاً كبيراً من الثلاثة ملايين تذكرة التي نخطط لبيعها في قطر. فهذا سيعطي باقي العالم فرصة للتعرف على كيفية تنظيم كأس العالم في دول أخرى غير الدولة الكروية الكبرى.