مع فتح أول ملاعب نهائيات كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ لأبوابه يوم الجمعة الماضي لاحتضان المباراة النهائية لكأس الأمير، كان هناك أيضا انطلاق مشروع غرفة عازلة تجريبية، وهو مشروع يمكن أن يحدث تغييرا هاما في الطريقة التي يشاهد بها ذوو الإعاقة الذهنية المباريات الرياضية.
وقد دخلت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في شراكة مع مركز أونتاريو للتعليم الخاص، من أجل إعداد أول قاعة عازلة تقام في ملعب رياضي، لكي توفر فضاء آمنا لذوي الإعاقة يشاهدون فيه الأحداث الرياضية في أفضل الظروف المريحة.
والقاعة التي تقع في إستاد خليفة الدولي، تتميز بعزلها للضوضاء، وأثاثها الناعم، وإضاءتها المريحة، بالإضافة إلى الموسيقى الهادئة وأدوات اللعب والتجهيزات ذات ألوان الفاتحة التي تريح الأعصاب. وقد تم تصميم هذه الخصائص للتعامل مع القلق والسماح لذوي الإعاقة مع أسرهم وأصدقائهم بمشاهدة مباريات كرة القدم في بيئة يشعرون فيها بالاندماج والتواصل.
وقد وجدت مريم الراشدي، التي قامت بتأسيس مركز أونتاريو للتعليم الخاص، الإلهام خلال أعمال المنتدى الذي نظمته اللجنة العليا للمشاريع والإرث حول مسألة تسهيل الوصول، وقررت أن تقدم هذه الغرفة العازلة هدية من المركز كمبادرة تجريبية.
وقالت مريم: "لقد كان هناك حاجة إلى بيئة خاصة من شأنها أن تساعد أولئك الذين يعانون من مظاهر إعاقة إضافية، حتى يتمكنوا من التعامل مع الإثارة والحماس في مباريات كرة القدم."
"إن ما نقوم به عمل تاريخي، ليس فقط بالنسبة للقارة الآسيوية ومنطقة الشرق الأوسط، لكن بالنسبة للعالم بأسره. إن قطر تصنع التاريخ. هذه الغرفة العازلة لم تكن أبدا ضمن شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، لقد كانت مبادرة من قطر التي تؤكد أننا نفكر في من لديهم إعاقات ذهنية، والذين يحتاجون المزيد من الدعم لمشاهدة كرة القدم.
اللجنة العليا للمشاريع والإرث وضعت أهداف واضحة فيما يتعلق بالدمج الاجتماعي، في إطار الاستعدادات لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢، وقد تجسمت هذه التحضيرات من خلال إفتتاح أول ملعب من الملاعب التي سوف تحتضن مباريات كأس العالم.
من جهتها قالت سامنتا صفا، المسؤولة عن التواصل مع المجتمع في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "نطمح أن يكون الجميع قادرين على الاستمتاع بمشاهدة مباريات كرة القدم، بصرف النظر عن القدرة أو الإعاقة."
"كرة القدم تتمتع بشعبية أكثر من أي وقت مضى في قطر والمنطقة، وينبغي أن يكون المشجعون قادرين على مشاهدة فريقهم المفضل وهو يلعب، وذلك بحظوظ متساوية فيما يتعلق بالحضور إلى الملعب، والمشاركة في المساهمة في خلق أفضل أجواء المشاهدة."
"إن توفير احتياجات ذوي الإعاقة يعتبر انعكاسا لطموح هذا البلد في الوصول لكل فئات المجتمع. ونحن نتطلع إلى تعميم ظاهرة الغرف العازلة في الملاعب التي نقوم بإنشائها، ونرى أنها لن تكون إلا مسألة وقت، قبل أن تصبح متوفرة في ملاعب كرة القدم"