كلما اقتربت الكرة من المرمى في ملعب نادي قطر الرياضي مساء يوم الجمعة، تصاعد هدير ٥٢٨٩ مشجعاً تواجدوا على المدرجات لحضور المباراة التي جمعت بين شركة نخيل لزراعة وتصميم الحدائق الخارجية ومجموعة شركة آل عجاج المحدودة في إطار منافسات المجموعة الأولى من كأس العمال ٢٠١٦ والتي تلت حفل افتتاح البطولة.
وقد أظهر الجمهور الحاضر ـ وجلّه من عمال الشركات الأربع والعشرين المشاركة في هذه النسخة من البطولة اهتماماً كبيراً بما يدور داخل المستطيل الأخضر. وفي دردشة مع موقع اللجنة العليا للمشاريع www.sc.qa، قال تشارلز أنتوني، الذي يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً ويحمل الجنسية الهندية ويعمل في الدوحة مديراً في شركة شابورجي بالونجي قطر التي يتنافس فريقها في المجموعة الرابعة: "بالنسبة للجماهير المتواجدة هنا اليوم، سيكون هناك سبع نسخ مصغرة من كأس العالم قبل تنظيم الحدث الأساسي سنة ٢٠٢٢. يمثل هذا مستوى التواصل الكبير الذي نبنيه مع موظفينا".
وأضاف قائلاً: "سأتابع بشغف كبير حظوظ فريقي، تماماً بنفس درجة مساندتي لمنتخب الأرجنتين منذ أن كنتُ طفلاً. خسرنا بأضيق هامش وبنتيجة ٣-٢ على يد فريق دلتا الدوحة في أولى مبارياتنا، وكان الهدف الذي سجّله الفريق الخصم في الأنفاس الأخيرة من اللقاء مفجعاً بالنسبة لنا. إلا أننا راضون عن جودة أدائنا وإني على ثقة من أن النتائج ستصبّ في صالحنا مستقبلاً".
يتشاطر جوفيند راي ومحمد رفيق خان مع تشارلز ذلك التعلّق بكرة القدم الدولية، وبالأخص تأييد المنتخب الأرجنتيني. لكن الاثنين أظهرا مساندة كبيرة لفريقيهما اللذين حققا انتصارين كبيرين في أولى مباريات مرحلة المجموعات. محمود هو بنغلاديشي يبلغ من العمر ٤١ عاماً ويعمل بستانياً لدى شركة نخيل. أما جوفيند، فهو نيبالي في الحادية والثلاثين من العمر ويعمل مساعداً إدارياً في شركة آوتلوك للتجارة والاستشارات التي اكتسح فريقها في إطار منافسات المجموعة الثانية نظيره فريق شركة دايكوتك قطر ٩-٠.
يُعرب جوفيند، الذي يُعتبر مشجعاً شرساً للنجم ليونيل ميسي، عن فخره بأن صديقه راج كومار تشوداري يلعب مهاجماً مع فريق شركة آوتلوك. وقال جوفيند وابتسامة تعلو مُحياه: "رغم أن راج لم يتمكّن من تسجيل هدف في المباراة الأولى، إلا إني أتوقع منه الكثير في البطولة. مهارته بقدمه اليسرى تجاري مهارة ميسي".
وبينما يصرخ وينادي زملاءه الذين يشنّون الهجمة تلو الأخرى على دفاعات فريق مجموعة آل عجاج المحدودة، أعرب محمود عن سعادته الغامرة بما يعيشه في هذه الأمسية قائلاً: "وفّرت لنا شركاتنا النقل من وإلى الملعب لكي نساند زملاءنا داخل الملعب. هذه تجربة عظيمة. سنفوز بالبطولة إن شاء الله وسأتواجد هنا مجدداً لحضور المباراة النهائية. ستكون هذه بالنسبة لي تجربة رائعة تماثل ما عشته عندما تابعتُ فوز الأرجنتين بقيادة أسطورتي دييغو مارادونا ببطولة كأس العالم لكرة القدم ١٩٨٦ عندما كنتُ طفلاً في بنغلادش".
أتت مساندة محمود وزملاؤه لفريق شركتهم بثمارها. وبالنسبة إلى لاعب خط الوسط المهاجم لفريق نخيل ستانلي أمايتشي أوكافور الذي اقتنص هدفين في اللقاء، فقد عزا فوز كتيبته إلى الجهد الجماعي والدعم الذي لاقوه من المدرجات: "بذلنا جهوداً كبيرة في التدريب سوية على مدى الأسابيع القليلة الماضية وهو ما أتى بثماره. إني على ثقة من أننا سنبلي بلاءً حسناً في البطولة. وقد كان زملاؤنا على المدرجات مذهلين في مساندتهم لنا ودعمهم سيساعدنا على المُضيّ قُدماً".
أما أمبوفو تاوماسي، ٢٨ عاماً، القادم من غانا والذي يعمل في شركة لارسون وتوربو قطر التي تنافس أيضاً في المجموعة الأولى، فقد عكس كلامه روح البطولة تماماً: "الأمر برمته يتعلّق بالتنافس والتسلية. لسنا خصوماً، بل أصدقاء متنافسين. السيناريو الفعلي سيكون عندما يلعب أي فريق أفريقي بمواجهة آخر آسيوي في بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ بما أن المنتخبات الأفريقية والآسيوية متشابهة من نواحٍ عدة." وأضاف بينما برقت عيناه بصورة رسمها في مخيلته: "تخيّلوا مواجهة المنتخب الغاني لقطر هنا!"
تحت رعاية اللجنة العليا للمشاريع والإرث وتنظيم مؤسسة دوري نجوم قطر، تسعى بطولة كأس العمال ٢٠١٦ والتي تمتد منافساتها لسبعة أسابيع لإظهار القوة التي تتمتع بها كرة القدم من خلال توحيد أسرة كرة القدم في قطر وتوفير فرصة للعمال المنخرطين في تشييد البنية التحتية لبطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ لإظهار مهاراتهم الكروية.
يُذكر أن نهائي البطولة سيجري بتاريخ ٦ مايو/أيار.