من المتوقع أن تتوسع القاعدة الجماهيرية لكرة القدم في الهند بحلول سنة ٢٠٢٢ عندما تستضيف قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم، وذلك بحسب اثنين من كبار المسؤولين عن شؤون المستديرة الساحرة في الهند. وسيساعد في هذا برنامجٌ للتوعية الكروية يتوجه للأطفال في المدن ويحمل اسم"المهمة ١١ مليون" ومن المتوقع إطلاقه في وقت لاحق من سنة ٢٠١٦.
تستضيف الهند عام ٢٠١٧ أول بطولة في تاريخها من تنظيم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وهي بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت ١٧ سنة، وسيستفيد المنظمون من برنامج (المهمة ١١ مليون) لزيادة الاهتمام ورفع مستوى الوعي قبل هذه البطولة الهامة التي تنطلق في سبتمبر/أيلول.
وفي مقابلة مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa، تحدث السيد كوشال داس، أمين عام الاتحاد الهندي لكرة القدم حول البرنامج قائلاً: "تتمثل فكرة البرنامج بجعل ١١ مليون طفل في المدن الهندية ينخرطون في عالم كرة القدم على مختلف المستويات. نخطط لكي يقوم رئيس الوزراء الهندي، السيد نارندرا مودي، بإطلاق برنامج (المهمة ١١ مليون) خلال قمة دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في مدينة غوا في أكتوبر/تشرين الأول. سيتم تنظيم بطولة لفئة تحت ١٧ سنة تمثلها فرق من الدول الخمس، ومن المرجح أن يحضر رؤساء هذه البلدان المباراة النهائية التي تشهد إطلاق برنامج (المهمة ١١ مليون)."
وأضاف داس: "أشار رئيس الوزراء في خطابه الإذاعي الشهري في مارس/آذار إلى حاجة البلاد للاستفادة من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت ١٧ سنة لجعل الشباب في المدن الهندية ينخرطون في عالم كرة القدم. بعد ذلك، أظهر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ووزارة الرياضة اهتماماً في برنامج (المهمة ١١ مليون) وقد بادرنا إلى توسيع البرنامج الذي كان يشمل المدن الست فقط التي تستضيف منافسات البطولة ليضم حوالي ١٨ مدينة هندية".
وكشف داس عن خارطة طريق المشروع: "بعد أن نستضيف بنجاح بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت ١٧ سنة ٢٠١٧، ربما نقوم بتنظيم بطولة لمن هم تحت ٢٠ سنة وذلك عام ٢٠٢١. وبحلول ذلك التاريخ، يكون برنامج (المهمة ١١ مليون) قد حقق غايته المنشودة بزيادة انخراط الشباب في اللعبة".
وكانت المستديرة الساحرة في الهند قد استقطبت اهتماماً عالمياً سنة ٢٠١٤ مع إطلاق دوري السوبر، بحيث بلغ متوسط عدد المتفرجين على المدرجات في المباراة الواحدة ٢٧ ألف شخص، وهو الأكبر في أي من دوريات آسيا، مع التنويه إلى أن السيدات والأطفال يشكلون ٥٠ بالمئة من إجمالي عدد الحضور في الملاعب.
أما البطولة المحلية الأخرى وهي الدوري الهندي، التي تجري تحت مظلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فقد شهدت طفرة في الاهتمام الشعبي، وهو ما أوضحه المدير التنفيذي للدوري، السيد سوناندو دار: "حققنا زيادة تبلغ ٤٠ في المئة بعدد المتفرجين هذا الموسم مقارنة مع موسم ٢٠١٤/٢٠١٥. وشمل ذلك كافة الأندية التسعة المشاركة في المنافسات. الجمهور الجديد بغالبيته هو من الشابات والأطفال الذين ينتمون للطبقة الوسطى جيدة الحال في المدن".
يتوقع دار إقبالاً هائلاً على تذاكر بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ من فئة الشبان في المدن الهندية، وشرح ذلك قائلاً: "من الناحية الجغرافية، قطر قريبة نسبياً إلى الهند، وتشهد كرة القدم هنا صعوداً مضطرداً فيما يتعلق بمعدلات الاستهلاك والمشاركة. سافر الكثير من الهنود إلى نسختي بطولة كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا عام ٢٠٠٦ وجنوب أفريقيا عام ٢٠١٠. وقد عملتُ شخصياً على تنظيم جولات بطولة كأس العالم من مدينة كلكُتّا سنة ٢٠٠٦".
وأردف قائلاً: "كان هناك إقبال هائل على تذاكر مباريات البرازيل والأرجنتين، وبدرجة أقل مباريات المنتخب الألماني. وسيحقق الإقبال مستويات قياسية سنة ٢٠٢٢ في معظم المدن الهندية"
يُعرب كل من دار وداس عن قناعتهما بأن الشعبية لدى الجماهير الهندية لن تقتصر على الفرق العريقة والقوية تقليدياً، بل يتوقعان أن تدفع بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت ١٧ سنة ٢٠١٧ باهتمام أكبر بالمنتخب الهندي.
وقال داس في هذا الصدد: "سيكون أفراد منتخب تحت ١٧ قد بلغوا التاسعة عشر من العمر سنة ٢٠١٩ عندما تبدأ تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، بحيث يشكلون العمود الفقري للمنتخب الوطني الأول. وهو ما يعني أن الهند ستعيش إثارة كأس العالم قبل وقت طويل من انطلاق البطولة في قطر".
تقوم اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدعم مشاريع مختلفة في قطر وخارجها من خلال برنامج المنح المجتمعية. أحد هذه المشاريع عاد بالفائدة على بطولة هندية لكرة القدم في قطر، حيث يُشكّل الهنود أكبر جالية وافدة في الدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم ٢٠٢٢.