#Sustainability #Qatar2022
Choose Header Image (1920 x 500)
News stories - road to 2022
Choose Mobile Header Image (480 x 375)
News Story
Choose Meta Image (1200 x 630)

النص الآتي هو نسخة من الخطاب الذي ألقاه سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧.

أصحاب السعادة،

الممثلون الدائمون المحترمون،

السيدات والسادة،

أود التعبير عن عميق شكري لسعادة نائب الأمين العام للأمم المتحدة وسعادة وزير خارجية دولة قطر وسعادة الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات على كلماتهم الافتتاحية ظهر اليوم وعلى مقدماتهم القيمة حول تطويع الرياضة لتحقيق التنمية المستدامة.

أود أيضًا أن أغتنم هذه المناسبة للتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة علياء آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمة الأمم المتحدة، على استضافتها حدث اليوم وعلى إتاحة هذه الفرصة أمامنا لمناقشة قوة تأثير الرياضة، وخاصة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢.>

السيدات والسادة،

قامت ١٩٤ دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمصادقة على سبعة عشر هدفًا للتنمية المستدامة في سبتمبر ٢٠١٥، وهذا في إطار أجندة طموحة ومهمة تهدف إلى إحداث تحول عالمي من خلال التزام الحكومات، وتفعيل دور القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمواطنين.

وعلى ذكر هذا التحول المرتقب للعالم، فإنه ينبغي أن يحدث فورًا، ففي زمن تطور شتى وسائل التواصل، فإنه ليدمي القلب أن نشهد هذه الخلافات، والصراعات، والتكتلات المتناحرة ونرى استمرار التنافر والنزاعات بين الجيران والدول، وبين الشعوب ذات النوايا الحسنة.

الحضور الكريم،

إن بلدي قطر يطمح إلى تذويب الخلافات بين الثقافات، ونشر السلام بين الحضارات، فدولة قطر تأمل أن ترى عالمًا تحل فيه الأقلام محل الأسلحة وأن ترى يد العون ممدودة لمن يعيشون في ظروف حياتية صعبة، عالماً يضمن ويحترم حقوق الإنسان في كل مكان، ويقوم على التآلف وتعايش الثقافات المختلفة.

وكما أكد حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر في خطابه أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن أحد ركائز سياسة دولة قطر الخارجية هو تسوية النزاعات بالطرق السلمية.

وعندما تقدمنا بملف الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، فقد رأينا ما يحمله ذلك من فرصة لتوحيد العالم وجمع الشعوب على حب الرياضة، وهذا هو ما تأمل قطر أن تحققه من خلال استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢.

فالرياضة لها هذا الأثر المذهل في توحيد الجميع، فهي قادرة على كسر الحواجز، وخلق الصداقات، وتعزيز التفاهم الثقافي، ومهما كانت معتقداتنا، أو جنسياتنا، أو مستوياتنا الاقتصادية، فإن الرياضة شغف الجميع وهي تمكن كافة الأفراد من تقديم أفضل ما لديهم. إن الرياضة تدفعنا نحو الامتياز والمثابرة.

إن في الإجماع على حب الرياضة قيمة كبيرة لا ينبغي أن يستهان بها، ومن المهم استثمار تأثير الرياضة على المجتمعات المختلفة لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ التي تسعى إلى إحداث تحسن جذري في حياة الجميع والعمل على تحويل العالم إلى الأفضل.

السيدات والسادة،

في حين أننا ملتزمون باستضافة أنجح بطولة في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، فنحن أيضًا ملتزمون في نفس الوقت بتحقيق رؤية أكثر اتساعًا وشمولاً، ومنذ أن مُنحنا شرف استضافة البطولة ونحن نعمل باستمرار على ضمان تحقيق هذه الرؤية وهذا الإرث.

لطالما أكدنا أن بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ لن تكون بطولة تمثل قطر فحسب، بل المنطقة ككل، وستعود بالنفع على فئة الشباب التي تُشكل أكبر شريحة في المنطقة مع أكثر من ٦٠% ممن تقل أعمارهم عن ٢٩ سنة.ونحن نسعى إلى إطلاق قدرات هؤلاء الشباب من خلال قوة الرياضة واستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. كس العالم كنريد

إننا نسعى إلى إطلاق قدرات شباب المنطقة من خلال قدرة الرياضة على إحداث التغيير، وأن نفتح لهم الأبواب للفرص الاجتماعية، والثقافية، والتكنولوجية، والاقتصادية، التي من الممكن أن توفرها بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢.

الحضور الكريم،

إن معرض اليوم سيلقي الضوء على المبادرات التي بدأناها بهدف إطلاق قدرات الشباب وضمان خلق إرث إقليمي وعالمي أصيل.

وفِي سياق التمكين الإقتصادي وتنمية قدرات ومهارات الموارد البشرية، فقد قمنا بإنشاء معهد جسور الذي يقدم برامج دراسية أكاديمية وعملية لشباب المنطقة في مجال الرياضة وتنظيم الفعاليات، وتضم قائمة شركائنا مؤسسات مرموقة كجامعة جورتاون في قطر وIMG. وحتى الآن، استفاد ما يزيد عن ٢٥٠٠ مشارك من هذه البرامج وغالبيتهم ينحدرون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما أننا نرى أن بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ منصة مميزة للمواهب الشابة من المخترعين ورواد الأعمال بالمنطقة العربية، ولذلك أطلقنا تحدي ٢٢ – بالتعاون مع شركائنا مثل فيسبوك وMIT – حيث يحظى الفائزون بالتحديات التي تطرحها اللجنة العليا على الدعم المادي لتطوير أفكارهم واختراعاتهم، وتنفيذ تصوراتهم، كما يُقدم لهم شركاء تحدي ٢٢ الإرشاد الفني على يد نخبة من المختصين والخبراء.

كما أننا أطلقنا أحد أهم المبادرات التي تتجاوز حدودها الشرق الأوسط والعالم العربي والمتمثلة في برنامج الجيل المبهر الذي كان من ضمن الملف الذي قدمناه لاستضافة بطولة كأس العالم، إذ يركز هذا البرنامج على دولٍ كالنيبال، وباكستان، ومخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان ويهدف الى استثمار بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، وقوة رياضة كرة القدم من أجل تعزيز التغيير الاجتماعي، وكسر الحواجز، ودعم فرص ممارسة الرياضة، والمساهمة في التكامل المجتمعي.

وبالتعاون مع شركائنا مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة UNHCR، و Mercy Corps, Right to Play و Street Football World فقد قمنا ببناء منشآت رياضية، وإدارة برامج تركز على تنمية مهارات القيادة، والمسؤولية المجتمعية، وتطوير المهارات الحياتية لدى الفتية والفتيات في المجتمعات الأقل حظًا.

ولعل أحد أكثر قصص النجاح المؤثرة لأحد النماذج التي تجسد نجاح برنامج الجيل المبهر هي أوزما شريف – الفتاة الشابة من حي لياري الذي يعتبر أحد أقدم وأفقر أحياء مدينة كراتشي الباكستانية الذي يعاني من ضعف البنية التحتية وارتفاع معدلات الجريمة.

أوزما هي إحدى السفراء الشباب للجيل المبهر، حيث شكلت المبادرة مصدر إلهام لها، ودفعتها لممارسة لعبة كرة القدم والتي لعبت دوراً مهماً في حياتها منذ ذلك الحين. وقد قامت بإنشاء فريق كرة قدم للفتيات تشرف هي على تدريبه، كما قامت مؤخراً بإنشاء دوري كرة قدم للفتيات في حي لياري. وكان ذلك خير رد منها على الأحكام النمطية حول عدم تكافؤ الجنسين والتي يزعم أصحابها أن الفتيات لا يتقنّ كرة القدم ولا يجب أن يمارسنها. وبهذا النموذج الفريد أثبتت أوزما أن كرة القدم بإمكانها أن تحدث أثراً إيجابياً في كل المجتمعات. وكجزء من برنامجنا حضرت أوزما كأس العالم ٢٠١٤ وعند عودتها تمت دعوتها من قبل منظمة غير حكومية تُعنى بنشر السلام لإلقاء كلمة حول دور الشباب في إحلال السلام في كراتشي.

قصة أوزما على بساطتها تجسد مثالاً قوياً للاستثمار الإيجابي لكرة القدم بهدف تحقيق التقدم الإجتماعي، وتغيير الظروف المعيشية إلى الأفضل. ومن بين القصص الكثيرة التي شهدناها، فإن قصة أوزما تذكرني بأهدافنا ومسؤولياتنا، وخاصة ما يمكن تحقيقه من غايات نبيلة من خلال إقامة حدث رياضي كبير بحجم بطولة كأس العالم.

السيدات والسادة،

إن الهدف من لقاء اليوم هو التأكيد على قيمة وقوة الرياضة كعامل أساسي في قيادة وتحقيق هذا التغيير. أعتقد أن للرياضة وبخاصة كرة القدم، تلك اللعبة الرائعة إمكانيات لا محدودة من أجل إحداث التغيير الإيجابي في العالم الذي نعيش فيه اليوم، العالم الذي نحن بصدد بنائه للأجيال القادمة كي يتسنى لهذه الأجيال المساهمة في جهد الأمم المتحدة الساعى لجعل أهداف التنمية المستدامة شيئاً ملموساً على أرض الواقع.

لا يمكننا أن ننكر أيضًا أن أهدافنا طموحة جداً، ولكن عندما نتطلع إلى النجوم فإن أقدامنا تبقى ثابتة على الأرض.

إن المبادرات التي أدعوكم اليوم للتعرف عليها تمثل الخطوات العملية التي نقوم بها والمنشآت التي نشيدها، والتي من شأنها أن تساهم في خلق الاستقرار وإيجاد فرص اقتصادية مهمة جداً لمستقبل شباب منطقتنا. ومن شأن ذلك أن يخلق البيئة الضرورية التي ستساعدنا في مهمتنا لتوحيد العالم والارتقاء به نحو الأفضل.

إن الأمر يتعلق هنا بأن تكون لنا أحلام كبرى كي تعم الفائدة القصوى على الناس جميعًا في قطر، وفي المنطقة، وفي كافة أرجاء العالم.

الفرصة التي بين أيدينا الآن هي فرصة ثمينة لا يمكن إهدارها. إنها فرصة من أجل تحقيق تغيير إيجابيّ وبناء مستقبل أفضل. ونحن سنعمل جاهدين على الاستفادة من هذه الفرصة الى أقصى حد، وأدعوكم جميعًا للإنضمام إلينا في رحلتنا هذه.