.jpg)
_1-itok=GFMKQ6A9.jpg)
"أحب التقاط الصور"، هذا ما قاله محمد أبو فارس، البالغ من العمر ١٤ عاما، وابتسامته الخجولة ترتسم على وجهه. "لو كان أحدهم يلتقط بعض الصور لأول مرة، فإني سأقول له أن يلتقط صورة لفتاة وصبيّ يلعبان، لأن ذلك يمثل المساواة بين الجنسين، وهو شيء جميل."
كان هذا أحد الأقوال الإيجابية حول المساواة بين الجنسين التي قالها بها أحد أحدث المشاركين في 'أصوات مبهرة' مشروع التصوير الشمسي الذي يعلّم الأطفال والشباب كيف يتقنون استخدام الكاميرا أو آلة التصوير، ثم يمكّنهم من تمثيل أنفسهم، ومن أن يقولوا قصصهم الشخصية من خلال استخدام الصور.
ومن بين أحدث المشاركين في المشروع، كان هناك أطفال يعيشون في مخيم البقعة في مدينة عمّان بالأردنّ. جميعهم شاركوا في برنامج 'الجيل المبهر'، برنامج المسؤولية المجتمعية الرائد للجنة العليا للمشاريع والإرث الذي يستخدم قوة تأثير كرة القدم لإحداث التغيير نحو الافضل . والمدربون، الذين تم إعدادهم في إطار الشراكة مع 'الحق في اللعب' على أساس مقاربة اللعب والتعلم والتطوير، يستخدمون تمرينات لكرة القدم مثل المراوغة والتمرير، لتعليم الفتيات والأولاد مهارات اجتماعية مثل العمل الجماعي، والقبول والتعاون، ولخلق الوعي بمسألة الاندماج المجتمعي والمساواة بين الجنسين، في الوقت الذي يتم فيه حث الفتيات على المشاركة.
إن النشأة في بيئة محافظة تقليدية في مخيم البقعة للاجئين بالأردن، لم تكن دائما توفر أفضل النماذج للمساواة بين الجنسين. والكثير من المقيمين في المخيم، يتّبعون تقاليد وعادات ثقافية، مثل زواج القصر، ومنع الفتيات من ممارسة ألرياضة خارج إطار الأسرة.
يقول قصيّ العطيات، المدرب ببرنامج 'الجيل المبهر' والمعلم الميداني لبرنامج 'الحق في اللعب' بالأردن: "قبل أن يأتي برنامج 'الجيل المبهر'، لم يكن هناك موارد للترفيه ، ولم يكن هناك أي أنشطة بعد فترات الدراسة اليومية. وحتى لو توفر ذلك، فإن معظم الفتيات لم يكن ليسمح لهن بالمشاركة."
"كنا نتحدث إلى الآباء والأمهات في المجتمع، ونشجعهم على أن يوافقوا على انضمام بناتهم بناتهم إلى البرنامج. وكان الأمر في غاية البطء في البداية، لكن، ما أن رأى الأولياء أطفالهم يزدادون ثقة واحتراما وإيمانا بقدراتهم، حتى وثقوا بنا وسمحوا لبناتهم بالانضمام إلينا."
براء سعادة، في سن الرابعة عشرة (١٤)، واحدة من ٥٠٠ فتاة حاليا في البرنامج.
وها هي تقول: "عندما بدأت أمارس لعبة كرة القدم، وجدت أن بإمكاني اللعب بنفس جودة أداء الأولاد. وفي البداية، كانت أحلامي تقتصر على تسجيل هدف، أما الآن، فإني أريد أن أصبح لاعبة محترفة عندما أكبر، وأن أكون معلمة فنون جميلة."
مجد الدين غريفات، البالغ من العمر ١٤ عاما، وهو الآن أحد الذين يدافعون عن حقوق الفتيات، ويقول: "إن الفتيات قادرات على القيام بما أقوم به أنا. لقد تعلمت كيف أتعامل مع الفتيات أيضا نحن جميعا متساوون. وما أن بدأت الفتيات بممارسة كرة القدم، ونجحن في إقناع الآخرين بأن لديهن المهارات اللازمة، بل ربما هن أكثر مهارة من الأولاد، حتى بدأ الجميع يستمعون إلى ما تقوله الفتيات."
وبفضل برنامج 'الجيل المبهر'، فقد أصبح هناك مؤشرات هامة على أن الأمور بدأت تتغير في مخيم البقعة. وفي دراسة حديثة، أكد ٩٨ بالمئة من الشباب المشاركين في البرنامج، أنهم يؤمنون بقدراتهم على أن يجعلوا مجتمعاتهم أماكن أفضل للعيش فيها. ويمثل ذلك زيادة بنسبة ٣١ بالمئة بالمقارنة مع ما كان هؤلاء الصبيان والفتيان يعتقدونه عند التحاقهم ببرنامج 'الجيل المبهر' قبل عام.
ويمكنكم مشاهدة بعض الصور التي تدور حول مسألة المساواة بين الجنسين، والتي تم التقاطها من قبل الأطفال المشاركين في برنامج 'الجيل المبهر'، في إطار مشروع 'أصوات مبهرة'، وذلك في استعراض الصور أدناه.