مؤتمر أمن وسلامة الفعاليات الكبرى الأول
اللجنة العليا للمشاريع والإرث/الانتربول
الثلاثاء ٧ نوفمبر ٢٠١٧
أصحاب الفخامة والسعادة؛
الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، السيد/ يورجن ستوك؛
الضيوف الكرام؛
السيدات والسادة،
صباح الخير ومرحبًا بكم في قطر في مناسبة مؤتمر أمن وسلامة الفعاليات الكبرى الأول.
أود الترحيب بشكل خاص بالأمين العام السيد/ ستوك وأعضاء فريق الانتربول المرافق له.
لقد تأسست العلاقة بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث والانتربول بشكل رسمي في الجمعية العامة للانتربول الحادية والثمانين التي انعقدت في روما منذ ما يقارب خمسة سنوات من الآن.
ونحن الآن على بعد خمس سنوات من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ ونقف في منتصف الطريق نحو دورة الاتفاقية البارزة التي وقعناها. ويبرز إبرامنا لهذه الاتفاقية مع الانتربول التزامنا بتأمين كأس العالم الأول في منطقة الشرق الأوسط، إضافةً إلى أنه كان إدراكًا منا بأهمية التنسيق والتعاون بين وكالات إنفاذ القانون الدولي لضمان تقديم حدث آمن.
وتضمنت الاتفاقية المبرمة عام ٢٠١٢ التزامًا باستضافة مؤتمرات مثل حدث هذا الأسبوع، وهو ما يعد تجمعًا هامًا للخبراء في مجال الأمن. ويتضمن جدول الأعمال قائمة متنوعة من الأفراد من ذوي الخبرات المحورية في مجال تأمين الفعاليات الكبرى، حيث يضم مسؤولين حكوميين ومسؤولي إنفاذ القانون وأكاديمين وممثلي القطاع الخاص وخبراء أمن الفضاء الإلكتروني.
تتزايد أهمية التعاون الدولي عبر الوكالات الأمنية فقط مع تزايد ارتباط العالم بمرور كل ثانية. فلن تكون فعاليات مثل كأس العالم أو الأولمبياد آمنة وسالمة بدون شبكة دولية متكاملة من هيئات إنفاذ القانون عاملة معًا بشكل سلس.
أتمنى أن تخرجوا من مؤتمر الأسبوع الحالي بإدراك أفضل لكيفية عمل الجهات والمنظمات التابعة لنا لكفالة الأمن القومي القطري وكيفية تأمين الفعاليات في الماضي وكيف ستؤمن في المستقبل، وبالتأكيد مع التركيز شكل خاص على عام ٢٠٢٢. وأتمنى في النهاية أن يغادر كل فرد ومنظمة من هذا المؤتمر بمعرفة معززة لشبكة دولية من أفضل العقول في العالم في مجال إنفاذ القانون.
السيدات والسادة،
لقد عملت قطر (وتعمل باستمرار) بدأب لضمان بيئة آمنة وسالمة لشعبها. حيث كانت البيئة المستقرة الآمنة بمثابة أساس النمو السريع لدولتنا على مدار العقدين الأخيرين. فلقد عملت هيئات الأمن القومي وشركائها عبر مجموعة متنوعة من القطاعات في الدولة بشكل فعال لتوفير بيئة آمنة حيث يشعر المواطنين والمقيمين بالأمن.
وقطر معروفة على الساحة الدولية بأمنها. حيث صنف تقرير مؤشر السلام العالمي الصادر في شهر يونيو الماضي – الذي أعده معهد السلام والاقتصاد- دولة قطر كأكثر الدول أمانًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للسنة التاسعة على التوالي. ويشمل تقرير منتدى الاقتصاد العالمي للقدرة التنافسية للسفر والسياحة تصنيفًا للأمن والسلامة تتواجد قطر فيه خلال أعلى عشرة دول جنبًا إلى جنب مع مثيلاتها سويسرا وسنغافورة.
تتحدث هذه التصنيفات عن الكثير بخصوص كفاءة الجهات الأمنية القطرية على مدار السنوات تحت القيادة الحكيمة لرئيس وزرائنا ووزير الداخلية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر الثاني.
وبجانب هدفنا الأساسي المتمثل في مرور الفعاليات بدون حوادث، تتمثل رؤيتنا فيما يتعلق بتأمين كأس العالم في تحقيق إنجاز مماثل لما حققته الدولة بشكل ناجح. وسنعمل على استضافة كأس العالم ٢٠٢٢ بمنتهى الأمان والسلامة بناءًا على أفضل الممارسات بين الشركاء المحليين والدوليين من خلال التنظيم والإدارة ومشاركة المعلومات وتبادل المعرفة وإنفاذ القانون بفعالية. ويجب أن يشمل ذلك حماية البيئة التي نستمتع بها في قطر – مستوى الأمن الهادئ غير القمعي، بالإضافة إلى الشعور بالأمن العام بدون عبئ. كما نود أن يستمتع الناس بوجودهم في قطر والتمتع بتجربة زيارة الشرق الأوسط بدون مخاوف بخصوص أمنهم.
ولتحقيق ذلك، شاركت اللجنة الأمنية في التخطيط للفعاليات المحلية والدولية منذ إنشائها. وشارك أعضاء اللجنة وأشرفوا على العمليات التأمينية في فعاليات مثل بطولة أوروبا ٢٠١٦ في فرنسا وبطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠١٤ في البرازيل وفي مباريات منفردة في الدوري الإنجليزي والإسباني والفرنسي. ولعبت اللجنة أيضًا دور هام في استشارة مصممي الملاعب الخاصة بنا والمساهمون معنا لضمان تحقيق المتطلبات الأمنية لتصميمات أماكن المسابقة. وهناك مجموعات فرعية في اللجنة تتعامل مع الأمور التشريعية والقضايا المتعلقة بأمن الفضاء الإلكتروني.
تقع شراكتنا مع الانتربول ومشروع الملاعب في صميم نهجنا للتعامل مع من كأس العالم ٢٠٢٢ بطريقة وقائية. وبخلاف مشاركتنا في أمن كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، تهدف هذه الشراكة إلى وضع مركز تميز لمساعدة الدول الأعضاء في الانتربول في التخطيط وتنفيذ السياسات وعمليات التأمين للفعاليات الرياضية الكبرى. ونأمل أن تترك هذه الشراكة إرثًا مستمرًا لمجتمع إنفاذ القانون الدولي ونهجه في التخطيط لأحداث مثل كأس العالم والأوليمبياد.
لقد وقعنا مذكرة تفاهم مع المركز الدولي للأمن الرياضي القائم في الدوحة الذي ازدهر على المستوى الدولي تحت قيادة رئيس مجلس الإدارة محمد الحنزاب. وقام المركز الدولي للأمن الرياضي. بدور هام في وضع قطر على مقدمة الجهود الرامية إلى الأمن الرياضي ويركز تعاوننا على سلامة الفعاليات وأمنها وأمن التصميم وأمن استعراض التصميم والتدريب والجدول الزمني الرئيسي للحدث.
وتشمل شراكاتنا العالمية أيضًا اتفاقية مع مجلس أوروبا وبين حكومة وأخرى مع دول متعددة متضمنة المملكة المتحدة التي نعمل معها على تأسيس وحدة شرطة وطنية لأمن الملاعب – وهي الأولى من نوعها في قطر والشرق الأوسط.
السيدات والسادة،
عند مناقشة أمن الفعاليات الكبرى أو خلاف ذلك، فمن الأهمية القصوى أن نبرز الأمور الأمنية على المستوى الكلي. حيث يعمل المجتمع الدولي بشكل متكاتف لمكافحة الإرهاب العابر للحدود، فمن الضروري أن يتعاون الأفراد والمنظمات والدول لتخفيف آثار العوامل التي تقود الفئات المستضعفة نحو الطريق الخطأ.
لقد قامت قطر بدور ريادي في هذا الصدد. حيث تلتزم دولتنا في المساهمة في الجهود الدولية لصون وتعزيز السلام والأمن الدوليين. ويعد تسوية النزاع بالطرق السلمية ركيزة أساسية لسياستنا الأجنبية – كما أشار سمو الأمير في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
تلتزم دولتنا بلعب دور الوسيط من خلال فتح سبل الحوار ومحاربة الفقر عن طريق التطوير والمساعدات الإنسانية، والاستثمار في التعليم حيث أنها تعد الأداة المثلى لبناء مستقبل مشرق للشعب القطري والشعوب الأخرى بالشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.
إننا نعتبر بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ منصة فريدة تساعد على توفير فرص التقريب بين وجهات النظر، وتعزيز التفاهم بين شعوب الشرق والغرب. وبناءً على العلاقات الإنسانية، فلن نجد أي فعالية تعمل على توحيد البشر من مختلف الأصول والديانات والثقافات مثل تلك التي يمتلكها كأس العالم. فلقد ابتكرنا برامج عديدة تهدف لمشاركة الشباب القطري في كأس العالم ٢٠٢٢ وضمان استفادتهم منه. كما أننا نعمل على توفير منصة خاصة بالمبتكرين ونتطلع للاستفادة من إمكانيات توسيع نطاق الوسط الرياضي في منطقتنا العربية من أجل المساهمة في خلق فرص العمل التي يحتاجها الشباب في الشرق الأوسط للحفاظ على مستقبله.
ويتطلب تأمين كأس العالم ٢٠٢٢ العمل الدؤوب والمشترك في ظل روح تعاونية بين الجميع. ويعد تأمين الفعاليات الكبرى في القرن الحادي والعشرين جهد عالمي حقًا. ولكن نجاحنا الفعلي يعتمد على تحقيق الأهداف الأعلى التي تحدثت عنها سابقا؛ الالتزام بالأمن الدولي عن طريق الحوار ولعب دور الوسيط ومناقشة احتياجات السكان الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى التعليم الذي يقع في المقدمة.
سيداتي سادتي،
آمل أن يساعد هذا المؤتمر في تعزيز الأهداف المشتركة وتحقيقها، وأتمنى لكم جميعا إقامة ممتعة هنا في الدوحة.
شكرا لكم جميعا، وطاب صباحكم.