يُعد استاد الثمامة، الذي كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن تصميمه مؤخراً، أول استادات كأس العالم التي تُصمم بالكامل بأيدٍ قطرية عربية، إذ تولى تصميم الاستاد المكتب الهندسي العربي – أقدم شركة استشارية هندسية معمارية في قطر، وقد قاد فريق العمل المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة.
ويستوحي الاستاد تصميمه الفريد من القبعة العربية التقليدية المعروفة في قطر باسم "القحفية"، والتي تُشكل جزءاً من اللباس التقليديّ للرجال في أرجاء الوطن العربيّ إذ يرتدونها تحت "الغترة" و"العقال" لتثبيتهما.
لمهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة مصمم استاد الثمامة
وفي حديثه مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa أعرب المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة عن فخره الشديد كونه جزءًا أساسياً من رحلة استعدادات قطر لاستضافة أول بطولة كأس عالم في العالم العربي والمنطقة.
حيث قال الجيدة: "يغمرني شعور بالفخر والسعادة لمساهمتي في تصميم أحد الاستادات المستستضيفة لأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في المنطقة والعالم العربي، وقد جاء تصميم الاستاد المستوحى من الثقافة العربية ليؤكد على حرص دولة قطر على استثمار هذا الحدث الرياضي الضخم لتعريف العالم بثقافتنا العربية".
ويُعتبر إبراهيم الجيدة أحد أبرز المعماريين في قطر. وتتميز تصاميمه بارتباطها الوثيق بالهوية القطرية التي تتجلى في أعماله كمبنى وزارة الداخلية الجديد في قطر ومقر معرض مطافئ الدوحة والمبنى السابق لإدارة مؤسسة قطر الذي يُطبع اليوم على ورقة المئة ريـال قطري.
تصميم استاد الثمامة مستوحى من القبعة التقليدية التي يرتديها الرجال والمسماة في قطر بالقحفية
وتعليقاً على ارتباطه بالطراز المعماري القطري، قال مصمم الاستاد السادس المرشح لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢: "لقد تركَت نشأتي في منطقة الجسرة القابعة في قلب الدوحة تأثيراً عميقاً على أعمالي وتصاميمي. فبعد أن عدت من دراستي في الخارج في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، قادني الفضول إلى استكشاف أبعاد العمارة القطرية وإمعان النظر في تاريخها وتفاصيلها، ونتيجة لذلك أخذت على عاتقي مسؤولية تبني الطراز المعماري القطري في أعمالي، علاوة على مسؤولية توثيقه، فقمت باستعراض تاريخ وتطور العمارة في دولة قطر في كتابي تاريخ العمارة القطرية".
وحول تصميمه لاستاد الثمامة قال الجيدة: "عندما كُلّفت بالعمل على تصميم استاد لبطولة كأس العالم يكون مستلهماً من القحفية، كان التحدي الرئيسي كيفية دمج تفاصيل القحفية التقليدية في تصميم حديث ومواكب للعصر. لهذا وقع اختياري على القحفية المعروفة قديماً في دولة قطر باسم "أم نيرة" والتي تتميز بنقوشها المستديرة الذهبية أو الفضية. ثم عملنا جنباً إلى جنب رفقة ١٣ شريك دولي للوصول إلى النتيجة التي ترونها اليوم. وخلال رحلة إنجاز التصميم، استرجعت الكثير من ذكريات الطفولة عندما كنا نجول في طرقات منطقة الجسرة مرتدين لباسنا التقليدي المكون من الثوب والقحفية كحال جميع الصبيان في قطر والخليج".
"استرجعت الكثير من ذكريات الطفولة عندما كنا نجول في طرقات منطقة الجسرة مرتدين لباسنا التقليدي المكون من الثوب والقحفية كحال جميع الصبيان في قطر والخليج"
ويرى الجيدة أن البساطة في التصميم علامة بارزة في الطراز المعماري القطري حيث أضاف موضحاً: "يقترب الطراز المعماري في قطر من نظيره في نجد، إلا أنه يمتزج بالأنماط الساحلية في الخليج، ومن هنا يأتي تفرده. أعتقد أن منزل الشيخ عبدالله بن جاسم الواقع داخل متحف قطر الوطني يشكل مرجعاً هاماً لتوثيق الطراز المعماري في قطر".
واختتم المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة حديثه قائلاً: "أشعر بامتنان كبير لإتاحة الفرصة للكوادر القطرية والعربية للمساهمة بشكل فاعل في استضافة البطولة ولتقديم هذه الكوارد للعالم بعد أن يرى بعينه الإنجازات التي يُمكن لشباب هذه المنطقة تحقيقها إذا ما منحوا الفرصة لذلك".