أشاد جوردي كرويف، لاعب كرة القدم الهولندي السابق، والمدير الفني لفريق شونجكينج ليفان الذي يلعب في الدوري الصيني الممتاز، ونجل أسطورة كرة القدم الهولندية الراحل يوهان كرويف، بخطط الإرث في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. جاء ذلك على هامش زيارته لجناح الإرث في مقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وخلال الزيارة، تعرف لاعب برشلونة، ومانشستر يونايتد، وديبورتيفو الافيس السابق على الجيل المبهر، برنامج المسؤولية الاجتماعية الرئيسي في اللجنة العليا، ومعهد جسور، الذي يهدف إلى إعداد جيل مزود بالمهارات التقنية والمهنية والعلمية اللازمة لتأسيس صناعة رياضة مستدامة، وتنظيم فعاليات كبرى.
وحظي جوردي، الذي دامت مسيرته الكروية لأكثر من ١٦ عاماً، بفرصة الاطلاع على كافة المشاريع والمبادرات المتعلقة باستضافة أول نسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في الوطن العربي. وعلى هامش معسكر تدريب شتوي لفريق شونجكينج ليفان الصيني في الدوحة، زار جوردي أكاديمية أسباير للتعرف على خدماتها ومرافقها الرياضية.
وفي حوار له مع فريق الموقع الإلكتروني للجنة العليا، قال جوردي: "تعكس مختلف خطط ومشاريع اللجنة العليا التزامها باستضافة نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢، وتسهم في ترك إرث دائم للأجيال القادمة".
وعبر جوردي عن إعجابه بخطط استادات بطولة قطر ٢٠٢٢ التي ستترك إرثاً مستداماً، وأشاد بحرص اللجنة العليا على الاستفادة من منشآت البطولة بعد إسدال الستار عليها، إذ قال: "يتساءل الكثير عن ملامح مرحلة ما بعد بطولة قطر ٢٠٢٢، إلاّ أن زيارتي لجناح الإرث أجابت على كثير من الأسئلة حول مستقبل الاستادات ودورها في المجتمع المحلي، وجهود إثراء الرياضة في قطر، وخطط تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المرافق والمنشآت الرياضية بعد البطولة. وأرى بأن تنظيم بطولة عالمية بضخامة المونديال لا يقتصر على إمتاع الجماهير خلال مباريات البطولة، إذ أنه من الضروري أن تولي الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم اهتماماً خاصاً بالخطط المتعلقة بمرحلة ما بعد انتهاء البطولة، وتُسهم في ترسيخ ثقافة ممارسة الرياضة بين أفراد المجتمع".
وعبّر جوردي عن إعجابه بالاستادات، والمنشآت الرياضية، ومشاريع البنى التحتية الجاري الإعداد لها استعداداً لاستضافة البطولة، وأشار إلى أن هذه الجهود ستثري مسيرة قطر نحو استضافة نسخة استثنائية من المونديال الكروي.
كما تطرق جوردي للحديث عن أهمية استثمار بطولة كأس العالم لكرة القدم لإطلاق مبادرات تعنى بالمسؤولية الاجتماعية، كبرنامج الجيل المبهر، قائلاً: "تسهم مبادرات كالجيل المبهر في استخدام شعبية كرة القدم لتشجيع الأطفال، والفتيات، والشباب على الاندماج في مجتمعاتهم، وإعطائهم فرصاً قيمة لتحقيق أحلامهم. قد يتطلب تطوير قدرات الأفراد منحهم فرصة حقيقية لتحقيق غاياتهم، وقضاء وقت ممتع في لعب كرة القدم، وتعزيز مهاراتهم، وهو ما نجح الجيل المبهر في إنجازه في عدة دول حول العالم".
وحول رأيه في معهد جسور، قال جوردي: "من المهم استقطاب أفكار وتجارب الخبراء والمتخصصين والمهنيين في مجالات ذات الصلة بصناعة الرياضة من مختلف أنحاء العالم، وذلك لضمان تنظيم بطولة ناجحة بكل المقاييس. وأعتقد بأن معهد جسور نجح في تحقيق هذه الغاية، إذ يولي اهتماماً بمرحلة ما بعد البطولة من خلال تأهيل أفراد المجتمع ليكونوا عناصر فاعلة وناجحة في صناعة الرياضة وتنظيم كبرى البطولات الكروية".
واختتم جوردي حديثه مؤكداً على دور الفعاليات الرياضية الكبرى، كبطولة كأس العالم لكرة القدم، في إحداث تطورات إيجابية في مناطق الدول المضيفة قائلاً: "للرياضة قوة كبيرة في إحداث تغيرات إيجابية في حياة الأفراد، ونظراً لكون بطولة كأس العالم لكرة القدم كبرى الفعاليات الرياضية في العالم، فهي تحظى بشعبية واسعة الانتشار بين الأفراد، الأمر الذي يعزز مكانتها ودورها الحيوي في تطوير المجتمعات وتوحيد الشعوب".
يُذكر بأن جوردي وقبله والده الراحل يوهان كرويف، أسطورة كرة القدم والملقب بالهولندي الطائر، يوليان اهتماماً بالغاً باستخدام قوة كرة القدم في إتاحة فرص قيمة للأطفال، خاصة من ذوي الإعاقة، لممارسة الرياضة، وذلك من خلال إطلاق عدة مبادرات تحت مظلة مؤسسة كرويف التي تأسست عام ١٩٩٧.