ستحظى الجماهير التي ستتوافد على استاد خليفة الدولي لحضور المباراة النهائية لكأس الأمير يوم الجمعة بأجواء مثالية بفضل تزويد الاستاد بتقنية مبتكرة لتبريد الأماكن المفتوحة توفر نحو ٤٠% من استهلاك الطاقة مقارنة بوسائل التبريد التقليدية.
فقد أسفرت أعمال التطوير والتجديد، التي خضع لها الاستاد من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث ومؤسسة أسباير زون، عن إضافة سقف جديد سيغطي جميع الأماكن المخصصة للجلوس في الاستاد وتزويده بتقنية تبريد ستوفر أجواء منعشة للاعبين والجماهير.
وتعليقًا على نظام التبريد المبتكر، قال الدكتور عبد العزيز عبد الغني، الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة قطر: "لقد راعينا في تصميم تكنولوجيا التبريد المستخدمة في استاد خليفة الدولي أن تقتصد في استهلاك الطاقة وأن تُخفِض حرارة أرضية الملعب والمدرجات إلى ٢٦ درجة مئوية كما حددتها اللجنة العليا. ويتميز نظام التبريد الجديد بأنه نظام ذكي يُمكن التحكم فيه لتوفير أفضل الأجواء وفقًا لعدد الجماهير".
ويُعرَف نوع نظام التبريد المُستخدم في الاستاد باسم "تبريد المناطق"، ويتميز باستهلاكه المنخفض للطاقة، وتوفيره لدرجة حرارة مثالية في المدرجات وعلى أرضية الملعب بصرف النظر عن درجات الحرارة خارج الملعب.
أضاف عبد الغني: "تكنولوجيا "تبريد المناطق" أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنحو ٤٠% مقارنة مع تقنيات التبريد التقليدية. لدينا مركز للطاقة يقع على بعد كيلومتر واحد من الملعب، ومن خلاله سيتم نقل المياه المبرّدة إلى الملعب عن طريق خط أنابيب، وعند وصولها، سنقوم بدفع الهواء البارد إليها في اتجاه أرضية الملعب والمدرجات".
وقد أُجريت العديد من التجارب لاختبار نظام التبريد، سواء في الملعب نفسه أو في جامعة قطر، وذلك من أجل تحقيق الاستفادة القصوى بتوفير كميات الهواء المناسبة خلال المباريات.
وحول ذلك، أوضح الدكتور عبد الغني قائلًا: "عند تصميم هذه التكنولوجيا، كانت الريح هي أكثر العوامل التي وضعناها في الاعتبار، نظرًا لتأثيرها على خروج الهواء البارد من الملعب. وقد أجرينا عدة اختبارات في نفق الرياح لدينا في جامعة قطر على سرعات مختلفة من الرياح لضبط هذه المسألة، وإلى جانب ذلك ستساعدنا زاوية فتح سقف الملعب الجديدة على التحكم في توجيه الهواء البارد بشكل متقن، وستمكننا من تفادي اندفاعه إلى الخارج. وهذا هو أول ملعب مفتوح السقف بهذا الحجم يتم تبريده بهذه الطريقة، وبفضل هذا التقنية سيتسنى للملعب أن يستضيف العديد من الفعاليات طيلة العام".
وفي إشارة إلى ما يزيد عن الـ ٥٠٠ فوهة التي سيراها الجمهور في الملعب يوم المباراة، ختم الدكتور عبد الغني كلامه بالتأكيد على أن هذه التكنولوجيا تستخدم عناصر مبتكرة تم تصميمها في دولة قطر، قائلًا: "هذه الفوهات تم تصميمها خصيصا في قطر، باستخدام أجزاء بلاستيكية قابلة للنقل، وتتميز بطول بقائها، وسماحها للهواء بأن يتم ضخه أو دفعه إلى المنطقة التي نريده أن يصل إليها. نتطلع إلى استقبال الجمهور في الملعب للاستمتاع بالأجواء المبردة في أول مباراة يشهدها إستاد خليفة الدولي في حلته الجديدة".