تمثل بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ حافزاً لكافة المحترفين واللاعبين العرب على وجه التحديد خاصة وأنها النسخة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
ومن بين هؤلاء اللاعبين المدافع اللبناني روبرت ملكي الذي لا يشغله حالياً سوى تحقيق حلمه بتمثيل منتخب بلاده برفقة زملائه في مونديال قطر 2022.
يلعب ملكي، الذي ولد في السويد لأم سويدية وأب لبناني، في الدوري القطري، ما جعله يملك تصوراً واضحاً عن مونديال 2022. بدأ اللاعب اللبناني البالغ من العمر 28 عاماً مسيرته الكروية في السويد، ثم انضم لصفوف نادي الخور في 2019، قبل أن يلتحق مطلع هذا العام بنادي الشحانية القطري في دوري الدرجة الثانية.
وخلال الفترة التي عاشها ملكي في قطر، كان شاهداً على العديد من التطورات التي شهدتها البلاد، ومن أبرزها استادات المونديال التي يصفها في حواره مع موقع اللجنة العليا بأنها رائعة وفريدة من نوعها، قائلاً: "لعبت في عدد من الاستادات الجديدة، ولاحظت أنها تتمتع بطابع فريد يميزها عن غيرها. لقد أوشكت جميع الاستادات على الانتهاء بعد التقدم الكبير في الإنشاءات الذي تحقق العامين الماضيين".
وأشار ملكي إلى أنه من بين الاستادات الثمانية المخصصة لاستضافة منافسات المونديال يتطلع لزيارة استاد لوسيل الذي أوشك على الاكتمال. ومن المقرر أن يستضيف الاستاد، الذي تبلغ سعته الجماهيرية 80 ألف مشجع، مباريات في جميع أدوار البطولة وصولاً لنهائي المونديال في 18 ديسمبر 2022، وقال: "لم يسبق لي رؤية هذا الاستاد من الداخل، أعتقد أنه سيكون مدهشاً، فهو يبدو رائعاً من الخارج بتصميمه الفريد الذي يخطف الأبصار".
وكان لإقامة المدافع الدوليّ في قطر دور في وقوفه على تقارب المسافات في قطر، إذ يرى أن الجماهير واللاعبين سيستمتعون بتجربة فريدة في كأس العالم لم يسبق أن خاضوها من قبل، وذلك بفضل إتاحة جميع ما يريدونه بالقرب منهم، مؤكداً على أنهم سيعيشون في قلب الحدث من بداية البطولة إلى نهايتها، إذ لا تتعدى أطول مسافة بين استادات البطولة أكثر من 75 كم.
وفي هذا السياق أضاف ملكي: "تضمن هذه الميزة إتاحة الفرصة أمام المشجعين لحضور أكبر عدد ممكن من مباريات البطولة، فجميع الاستادات قريبة من بعضها. سيكون المونديال مهرجاناً ضخماً لأن أحداثه ستتركز في ضمن منطقة متقاربة المسافات، وهو ما لم أره في أي نسخة سابقة من بطولات كأس العالم".
وتابع ملكي، الذي لعب ضمن صفوف منتخب السويد تحت 21 سنة قبل أن يغير وجهته للمشاركة مع منتخب لبنان، أن المنتخبات أيضاً ستستفيد من ميزة تقارب المسافات، موضحاً أن كل منتخب سيتمكن من الإقامة في مقر واحد طوال منافسات البطولة، وكذلك استخدام مجمع تدريبي واحد بالقرب من مكان الإقامة، ولن تزيد مسافة الوصول إلى أي استاد عن نصف ساعة تقريباً، قائلاً: "سيتيح ذلك للمنتخبات التركيز على التدريب والإعداد والأداء على أرضية الميدان، دون أن يتكبدوا عناء السفر، وبالتالي سينعمون بمزيد من الراحة. وتضمن هذه المزايا وغيرها استضافة نسخة مذهلة من كأس العالم في قطر العام المقبل".
ويأمل ملكي أن يسجِّل حضوره في مونديال قطر 2022. ولكي يحقق هذا الهدف، عليه أولاً أن يقود منتخب بلاده لعبور الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم. وتضم مجموعة لبنان كلاً من كوريا الجنوبية وسريلانكا وتركمانستان، ويسعى المنتخب اللبناني إلى احتلال المركز الأول أو الثاني لللتأهل للدور الثالث من التصفيات.
وحول فرص التأهل لمونديال قطر 2022، قال ملكي: "لدينا فرصة لعبور المجموعة، وفي حال صعدنا للدور التالي، ستكون جميع الاحتمالات ممكنة. منتخبنا جيد وتحسَّن كثيراً في الأعوام الخمسة الماضية. سنواصل هذا الشهر مبارياتنا في التصفيات المؤهلة للمونديال، وفي حال حالفنا الحظ، سنفكر حينها في الدور الحاسم من التصفيات التي ستحدد المنتخبات المتأهلة للنسخة المقبلة من كأس العالم".
ويطمح المنتخب اللبناني أيضاً للمشاركة في بطولة كأس العرب FIFA 2021™ التي تستضيفها قطر نهاية العام الجاري، حيث سيلاقي نظيره الجيبوتي في 23 من الشهر الجاري في التصفيات التمهيدية المؤهلة للبطولة، في مباراة فاصلة يصعد فيها الفائز للمشاركة ضمن المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات مصر والجزائر إلى جانب الفائز من مباراة ليبيا والسودان.
وفي الختام أعرب ملكي، الذي شارك مع المنتخب اللبناني في منافسات كأس آسيا 2019، في الفوز على جيبوتي والتأهل للمشاركة في منافسات بطولة كأس العرب من أجل إتاحة الفرصة أمام جماهير كرة القدم اللبنانية التي تعيش في قطر لمؤازرة منتخب بلادها، وقال: "تعيش في قطر جالية لبنانية كبيرة، وفي حال نجحنا في التأهل لبطولة كأس العرب، سنرى الكثير من الجماهير اللبنانية تشجعنا في المدرجات، فهم عاشقون للمنتخب اللبناني، وقد لمسنا ذلك عندما شاركنا في كأس آسيا منذ عامين بالإمارات. لقد كان تشجيعهم مذهلاً، وأتمنى أن يتكرر ذلك هنا على أرض قطر".