شارك المئات من المتطوعين المسجلين لدى اللجنة العليا في قطر، في تنظيم حفل موسيقي استضافه استاد خليفة الدولي، كما شارك العديد منهم في تنظيم مباراة كأس السوبر الأفريقي على ملعب الغرافة، ليكتسب المتطوعون مهارات عملية للاستفادة منها خلال تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢.
وشهد الحفل الفني للمغني والموسيقار الشهير أي. أر. رحمان مشاركة ٤٠٠ متطوّع، بينما شارك ٣٥٠ متطوّع في تنظيم مباراة كأس السوبر الأفريقي، حيث تسهم مثل هذه الفرص في إثراء خبرات المتطوعين في تنظيم وإدارة الفعاليات الكبرى، قبل أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق منافسات مونديال قطر ٢٠٢٢.
ومنذ الإعلان عن برنامج التطوع في سبتمبر عام ٢٠١٨، تقدم أكثر من ٦٠ ألف متطوع في دولة قطر للمشاركة في البرنامج، ويستعين فريق التواصل المجتمعي بالمتطوعين في تنظيم فعاليات متنوعة، بهدف صقل مهاراتهم في هذا المجال.
واستقبلت اللجنة العليا ما يزيد عن ستة آلاف طلب للتطوع في تنظيم حفل أي. أر. رحمان، وتعاونت مع مجموعة متطوعي قطر، التي تنشط في مجال التطوع منذ ثمانية أعوام، لاختيار الأفراد الأكثر ملاءمة للمشاركة في جهود تنظيم الحفل الذي شهد حضور أكثر من ٢٠ ألف شخص.
وخلال الإعداد لاستضافة مباراة كأس السوبر الأفريقي بين فريقي الترجي التونسي والرجاء البيضاوي المغربي، تعاونت اللجنة العليا مع مركز التطوع والخدمة المجتمعية في جامعة قطر، لتوفير مئات المتطوعين للمشاركة في تنظيم المباراة، التي أقيمت خارج أفريقيا للمرة الأولى، وشهدت حضوراً جماهيرياً واسعاً.
وقال فيصل أخطر، أحد المتطوعين في تنظيم الحفل الفني ومباراة كأس السوبر الأفريقي: " سعدت باختياري من بين المتطوعين، حيث كانت تجربة رائعة بالنسبة لي ساعدتني على فهم مقدار الجهد الذي يتطلبه إنجاح الفعالية، كما تعرّفت على مدى أهمية الخطيط، وإدارة فرق العمل، والتعلم من الزملاء."
وأضاف فيصل: " كانت اللحظة الأفضل بالنسبة لي في هذه التجربة عندما طلب أحد كبار السن أن يلتقط صورة معي، رغم أني لست من الشخصيات الشهيرة، وشعرت حينها أنني أحدثت فرقاً إيجابياً في حياة الآخرين، وشاركت في صناعة حدث رائع."
وأعربت مها محمد، إحدى المتطوعات، عن امتنانها لفرصة التطوع قائلةً: " تشرفت بالانضمام إلى فريق المتطوعين، وخاصة اختياري كقائدة للفريق، وقد تعلمت الكثير خلال وقت قصير. لذا، أتقدم بالشكر للجنة العليا وفريق التواصل المجتمعي على إتاحة مثل هذه الفرص الاستثنائية التي تعني لي الكثير."
من جانبها قالت السيدة ميعاد العمادي، مديرة التواصل المجتمعي في اللجنة العليا، إن التطوّع في مثل هذه الفعاليات قبل بطولة قطر ٢٠٢٢ يمنح الأفضلية للمتطوعين عند التقدم لبرنامج التطوع الذي سيغطي كافة جوانب تنظيم مونديال ٢٠٢٢، بما في ذلك إدارة منافسات البطولة.
وأضافت العمادي: "استضفنا مؤخراً فعالية كبرى حضرها الآلاف في أحد استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، كما شهدت قطر منافسة كروية حضرها مشجعون من بلدان مختلفة. وقد أسهمت هذه الفرص الفريدة في إثراء خبرات المتطوعين في تنظيم وإدارة الفعاليات الكبرى، ما يدعم دورهم عندما تستقبل قطر المشجعين من مختلف أنحاء العالم في ٢٠٢٢. وتأتي فرص التطوع هذه ضمن جهودنا للتواصل والعمل مع متطوعينا، حيث يساعدنا ذلك في التخطيط لتنظيم الحدث الرياضي الأضخم في العالم، بما في ذلك التعامل مع أعداد كبيرة من الجمهور، والخدمات المقدمة لحضور المنافسات، وتعزيز تجربة المشجعين، وغيرها."
ومن المقرر أن يشارك المتطوعون في عدد من المحطات الهامة على الطريق نحو استضافة مونديال العرب ٢٠٢٢، منها افتتاح الاستادات والفعاليات التجريبية وغيرها، حيث سيبرز دورهم في أنشطة إدارة الفعاليات والضيافة والترويج والاتصال والتعامل مع الجمهور والأمن والخدمات الطبية وغيرها.
يشار إلى أن برنامج التطوع لدى اللجنة العليا استقبل إلى الآن طلبات ما يزيد عن ٢٦٥ ألف شخص، ويرحب البرنامج بكافة الأفراد الذين لا تقل أعمارهم عن ١٦ عاماً، ولا يشترط أن تكون لدى المتقدم خبرة سابقة في العمل التطوعي، للمشاركة في رحلة قطر نحو استضافة نسخة مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في ٢٠٢٢.