أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث يوم الثلاثاء ١٥ ديسمبر عن اختيار تحالف يضم شركتي مدماك و"بور" قطر كمقاول رئيسي للمشروع، ومن المتوقع أن يبدآ العمل خلال الأسبوع الحالي.
ومع استكمال مرحلة الأشغال الأولية بدأ استاد الوكرة يتخذ شكله على الأرض وستشهد الأشهر المقبلة بدء العمل في بناء الهيكل الأساسي والمدرجات فيما سيُنجز مشروع الاستاد مع نهاية عام ٢٠١٨.
يقع استاد الوكرة على مسافة ١٥ كلم إلى الجنوب من العاصمة القطرية الدوحة. وقد استلهم تصميم الاستاد من المحامل التقليدية التي كانت تنقل الصيادين القطريين والغواصين الباحثين عن اللؤلؤ. وسيستضيف الاستاد مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ حتى الدور ربع النهائي.
وقد حضر مراسم توقيع عقد المقاول الرئيسي التي أُقيمت في مقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في برج البدع كلّ من حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، وهلال الكواري رئيس المكتب الفني، وياسر الجمال نائب رئيس المكتب الفني، وغانم الكواري المدير التنفيذي لمنشآت البطولة، وفيصل الكعبي المدير التنفيذي لخدمات البرنامج، ويوسف المصلح نائب المدير التنفيذي لمنشآت البطولة، وعثمان زرزور نائب المدير التنفيذي لمنشآت البطولة، وثاني الزراع مدير مشروع استاد الوكرة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث، فيما حضر كل من راغب قبلاوي المدير العام لشركة مدماك، ومارك كروس المدير المالي لشركة "بور" قطر عن التحالف الفائز بعقد المقاول الرئيسي.
وفي هذا الصدد، قال حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: "يسرنا أن نعلن عن انطلاق مرحلة جديدةٍ من البناء في استاد الوكرة مع منح عقد المقاول الرئيسي إلى تحالف شركتي مدماك وبور قطر. طوال مراحل المشروع كنا على تواصل مع أهل الوكرة للاستماع لآرائهم وتطلعاتهم حول الاستاد والمنطقة المحيطة به لضمان أن يترك هذا الاستاد إرثاً اجتماعياً مستداماً لهم ولمدينتهم، ويأتي اختيار تحالف يضم شركة قطرية للقيام بأعمال المقاول الرئيسي في استاد الوكرة في إطار هذه الرؤية لترك إرث مستدام لبطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢".&
من جهته، قال هلال الكواري رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "نحن مسرورون بوتيرة سير العمل في مشروع استاد الوكرة، إذ بدأت أرضية الملعب تتخذ شكلها بالفعل، بينما ستبدأ أعمال بناء الهيكل الأساسي للاستاد خلال الأسابيع القليلة القادمة، بعد إتمام الأشغال الأولية وانتهاء إخلاء الموقع لكي يبدأ المقاول الرئيسي بالعمل".
بدوره أعرب سعادة الشيخ حمد بن عبد الله بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة مدماك للمقاولات، عن شكره للجنة العليا على الثقة التي أولتها لتحالف شركتي مدماك و"بور" قطر اللتين ستقومان بتنفيذ أعمال المقاول الرئيسي لاستاد الوكرة.
وفي تعليقه خلال حفل التوقيع قال راغب قبلاوي المدير العام لشركة مدماك: "إن اختيار تحالف شركة مدماك وشركة بور قطر يمثل شرفاً كبيراً لنا كشركة قطرية. كما يسمح لنا بالمساهمة في إنجاز أحد مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ والتي تُعد أكبر حدث عالميّ تستضيفه دولة قطر والمنطقة".
يُذكر أن تحالفاً يضم شركة مدماك و"سيكس كونستراكت" التابعة لمجموعة "بي سيكس" البلجيكية" يُشيّد استاد خليفة الدولي في أسباير زون والذي من المرشح أن يستضيف مباريات دور المجموعات ودور الـ١٦ والدور ربع النهائي.
من جانبه أكّد توماس شتيغلر، العضو المنتدب لشركة "بور" قطر، على التعاون الكامل بين شركته وشركة مدماك في تنفيذ مشروع استاد الوكرة ضمن فترة العقد التي تمتد لـ٣٤ شهراً، مضيفاً: "شركة بور فخورة جداً بهذا العمل وتتطلع قُدماً لمواصلة التعاون المثمر مع اللجنة العليا لتحقيق المزيد من النجاحات".
خلال الأشغال الأولية تم حفر حوالي ٤٦٠ ألف متر مكعب من التربة وصبّ أساسات بلغ حجمها حوالي ٢٥ ألف متر مكعب من الخرسانة، بالإضافة إلى تمديد ٢٨٠٠ متر من الأنابيب.
وتجري الاستعدادات الآن لبناء هيكل الاستاد في أعقاب إتمام الأشغال الأولية وهو ما تطلّب وضع أساسات الاستاد والأعمدة وشبكات تصريف المياه وغيرها من الأعمال الأساسية. كما يسير العمل على قدم وساق في المنطقة المحيطة بالاستاد لضمان توافر إمدادات الطاقة بالوقت المناسب قبل إتمام أعمال البناء الأساسية في الموقع.
وقد تواجد في موقع البناء أكثر من ٨٠٠ عامل خلال العام الماضي، وشكّلت سلامة ورعاية العمال الأولوية القصوى في موقع البناء، حيث تم استكمال أكثر من ٢.٥ مليون ساعة عمل دون أي إصابة كبيرة أعاقت سير الأشغال.
وخلال هذه الفترة تم استكمال أعمال الحفر الأساسية ووضع الهياكل الخرسانية الثانوية، بما في ذلك ٨٤ عموداً من الخرسانة بقُطر ١.٢ متراً وعمق ١٩ متراً، بالإضافة إلى إزالة أعمدة التوتر العالي الخارجية.
وسيُصبح استاد الوكرة المقرّ المستقبلي لنادي الوكرة الرياضي، علماً أنه من المقرّر أن تصل طاقته الاستيعابية خلال البطولة إلى ٤٠ ألف متفرج، فيما سيتم تخفيضها بعد البطولة إلى عشرين ألف مقعد، وسيتم منح المقاعد التي سيتم تفكيكها إلى بلدان نامية تفتقر إلى البنى التحتية الرياضية المناسبة، وستحتوي المنطقة المحيطة بالاستاد والتي تبلغ مساحتها ٥٦٠ ألف متر مربع تقريبًا على مركز رياضي جديد ومرافق للمجتمع المحلي، تضم حديقة ومسجد ومدرسة وفندق وصالة أفراح ومركزاً للتدريب المهني بالإضافة إلى عدد من المحلات التجارية.
تجدر الإشارة إلى أن فريق التواصل المجتمعي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث قد زار عدداً من مجالس أهل المدينة مؤخراً للاطلاع على آرائهم وتطلعاتهم في الوقت الذي يستمر فيه العمل في تشييد الاستاد.