عندما يدخل اللاعبون إلى أرضية الملعب الجديدة في استاد خليفة الدولي يوم الجمعة في المباراة النهائية لكأس الأمير، ستلامس أقدامهم عُشبًا جرى تحسينه على مدار عامين من الأبحاث التطويرية والتجارب المكثفة التي سعت إلى الوصول به إلى أفضل المواصفات العالمية حتى يكون قادرًا على تحمل ظروف المباريات المختلفة ومؤهلًا لأكبر مباراة في موسم كرة القدم القطرية. وقد كان وراء هذا الإنجاز المحطم للأرقام القياسية رجلًا عاشقًا لهذه المهمة العلمية والتي ترجع بداياتها إلى دورة الألعاب الآسيوية التي احتضنها استاد خليفة الدولي عام ٢٠٠٦.
قال ياسرالملا، مسؤول إدارة تصميم أرضيات الملاعب الرياضية، باللجنة العليا للمشاريع والإرث: "جرى إعداد العُشب بمشتل خاصٍ في قطر، وتم اختباره مرات عديدة من أجل التأكد من تلبيته لأفضل المواصفات الملائمة لظروف اللعب المختلفة، وقدرته على التحمل لأطول فترة ممكنة". ذلك ما أكده الملا وهو يقف على أرضية ملعب استاد خليفة الدولي التي تم فرشها خلال الشهر الماضي في وقت قياسي وصل إلى ١٣ ساعة ونصف.
وأضاف: "لقد أجرينا ١٤ اختبارًا مختلفًا، مثل سرعة تدحرج الكرة على سطح العشب، ومستوى ارتفاعها بعد أن ترتطم بالأرضية، بالإضافة إلى نواحي أخرى طلبنا فيها من اللاعبين أن يفيدونا بآرائهم وملاحظاتهم حول هذه الأرضية. ونحن على ثقة من أننا قد طورنا أفضل أرضية عشبية في دولة قطر، سوف يستمتع باللعب عليها لاعبون من شتى أنحاء العالم. لقد أجرينا التجارب والأبحاث في مركز التطوير الموجود بمشتل العُشب على ٢٤ نوعًا من العُشب، ووصلنا إلى قناعة بأن هذا العشب هو النوع الأكثر ملاءمة ومناسبة للظروف المناخية السائدة هنا في دولة قطر".
يوضح الملا، الذي لعب أيضًا دورًا مهما في إعداد حديقة أسباير وأطلق أسماء عربية على أشجارها المختلفة، أن رحلة إعداد الأرضية العشبية المثالية لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢ بدأت منذ دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في الدوحة عام ٢٠٠٦، حيث يقول: "ترجع بداية هذه الرحلة إلى دورة الألعاب الآسيوية عام ٢٠٠٦ في الدوحة، حيث أعدنا حينها زراعة العُشب المخصص للملعب، وأنتجنا أول عشب مثالي لأرضيات الملاعب هنا. لقد درست تصميم المناظر الطبيعية في جامعة قطر، وهو عمل أعشقه كثيرًا، إنه مهمة علمية تتطلب أعلى درجات التفاني والاحترافية".
والملا بدوره مشجع متحمس لكرة القدم، وهو يتذكر بوضوح وحب كبيرين عددًا من اللحظات التاريخية التي ستظل راسخة في ذهنه والتي كان هذا الملعب مسرحًا لها. وقد صار الآن فخورًا بتطويره لهذه الأرضية التي ستلامسها أقدام اللاعبين يوم الجمعة في أول ملاعب كرة القدم الذي يتم الانتهاء منها استعدادًا لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢.
ختم الملا كلامه قائلًا: "سأشعر بالفخر حين يطأ اللاعبون بأقدامهم هذه الأرضية. إن إستاد خليفة الدولي يحتل مكانة خاصة في قلوب جميع القطريين، وأنا فخور بمساهمتي في إعداد الأرضية الجديدة للملعب الذي فاز فيه المنتخب القطري بأول كأس خليجية في عام ١٩٩٢، وحيث تمت إقامة بطولة العالم للشباب في عام ١٩٩٥، إلى جانب احتضانه لدورة الألعاب الآسيوية في عام ٢٠٠٦. إننا نسعى إلى المساهمة في صُنع إرث يعود بالنفع على البلدان الأخرى في منطقتنا؛ لكي تستفيد من المعارف والخبرات التي ستتوافر في قطر على مدار مسيرتها لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢".