في تصريحات حصرية للجنة العليا للمشاريع والإرث بمناسبة الإعلان عن شعار بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، أعرب محمد سعدون الكواري، سفير اللجنة العليا والإعلامي الرياضي القطري الشهير في شبكة قنوات بي إن سبورتس، عن اعتزازه بوصول دولة قطر لتلك المرحلة الهامة في طريق استعدادها لتنظيم النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي، وما تعنيه تلك اللحظات للدولة وشعبها.
يعد الكواري من الوجوه الإعلامية المعروفة لدى ملايين المشاهدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهو مذيع في شبكة قنوات بي إن سبورتس، ويحظى باحترام كبير في الأوساط الرياضية، علاوة على كونه محترف سابق في رياضة التنس، وشارك في منافسات الجولة العالمية لرابطة محترفي التنس، كما نال شرف تمثيل دولة قطر في منافسات كأس ديفيز للتنس.
وللتعرف على انطباعه حول كشف النقاب عن شعار بطولة كأس العالم FIFA™، كان لنا مع محمد سعدون الكواري اللقاء التالي:
يعتبر الكشف عن شعار بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™محطة مهمة على طريق الاستعداد لتنظيم المونديال، ما هو شعورك حيال التقدم الذي أحرزته قطر حتى الآن كمواطن قطري، ورياضي محترف، وإعلامي ناجح؟
سُعدت بتغطية بطولات كأس العالم لكرة القدم مع شبكة قنوات بي إن سبورتس في جنوب أفريقيا عام ٢٠١٠، والبرازيل في ٢٠١٤، وروسيا في ٢٠١٨. وخلال تلك البطولات، كانت الاستادات جاهزة قبل عام أو أشهر قليلة من موعد انطلاق البطولة. ولكم أن تتخيلوا شعورنا بالانبهار والفخر حين تواجدنا في استاد خليفة الدولي عام ٢٠١٧، أي قبل انطلاق البطولة بخمسة أعوام ونصف لنشاهد نهائي كأس سمو الأمير. ويمكنك أن تلمس أيضاً التقدم الملحوظ في مشاريع البنى التحتية، كالمترو، وملاعب التدريب، وغيرها، إذ من المذهل أن نلمس تأثير الرياضة وكرة القدم في تطور دولة قطر.يُجسد شعار بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ رموزاً مختلفة مستوحاة من الثقافة القطرية والعربية، فما أهمية ذلك للتعبير عن ثقافة المنطقة؟
يشير الشعار الذي كشف عنه الستار الأسبوع الماضي إلى اعتزاز دولة قطر بهويتها وتاريخها وتراثها، وكذلك تطورها المعماري الذي يتضح في مبانيها واستاداتها، وهو ما يتجلى بوضوح في تصميم استاد الثمامة المستوحى من قطعة من ملابسنا التقليدية، القحفية، واستاد البيت الذي يرمز لتاريخ دولتنا والمنطقة. وأرى أن تصميم الشعار يتبع النسق ذاته، فهو يرمز لتاريخ وثقافة وهوية دولة قطر والشرق الأوسط، الأمر الذي يعتبر مدعاة فخر لنا جميعاً.
يعد الكشف عن الشعار أول خطوة ملموسة في طريق استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™. من وجهة نظرك، كيف ستترك دولة قطر بصمتها في هذه النسخة من المونديال الكروي؟
يمكنك أن تلمس بصمة قطر في التصميم الخاص بكل منشأة من منشآت كأس العالم المميزة معمارياً لتعكس هوية المنطقة. وأعتقد أن هناك ميزة ثانية وهي فرصة خوض تجربة كأس العالم من من بدايتها وحتى نهايتها، وذلك بفضل سهولة الوصول للاستادات والطبيعة الجغرافية متقاربة المسافات التي تتمتع بها دولة قطر، الأمر الذي سيُتيح للمشجعين فرصة حضور مباراتين في اليوم الواحد.
لقد واجهت دولة قطر انتقادات كثيرة لصغر مساحتها الجغرافية، إلا إنني أرى أنها ميزة كبرى، حيث سيكون بإمكان المشجعين متابعة كل تمريرة في المباريات والاستمتاع بمشاهدتها في مناطق المشجعين مع أناس من مختلف الجنسيات في الوقت الذي يفصلك عن أبعد استاد كيلومترات قليلة. أتوقع أن تكون البطولة بمثابة عرس عالمي يحتفي بالوحدة، وهو ما تنفرد به الرياضة فحسب.أين كنت ليلة الإعلان عن فوز دولة قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ في ديسمبر ٢٠١٠؟
كنت في ذلك الوقت أدرس الماجستير في لندن، وفي مكاتب بي إن سبورتس التي كانت تسمى الجزيرة الرياضية آنذاك. وكنت المراسل المكلف في بريطانيا بتغطية ملف لندن للترشح لعام ٢٠١٨، كما كان هناك مراسلين في الولايات المتحدة، وأستراليا، وروسيا، وحول العالم. وبينما كنت أغطي حظوظ بريطانيا في استضافة البطولة، كنت أرتقب الأخبار عن قطر، وكان شعوراً رائعاً حين أعلن عن فوز قطر، شعور يصعب على المرء وصفه، وبعدها بساعات طلبت مني القناة العودة لدولة قطر، وتوجهت على الفور للدوحة.
ما الذي تتذكره عند عودتك للوطن في تلك الليلة؟
شعرت بشيء لا يوصف آنذاك، ولكن أكثر اللحظات التي أتذكرها جيداً هي لحظة وصولي للدوحة ورؤية شوارع المدينة خالية من السيارات وتعج بالناس احتفالاً بذلك الإنجاز العظيم. اتصلت حينها بصديق لي يعمل في الشرطة، فأتى إليّ بسيارة تابعة للشرطة ليأخذني من المطار إلى الاستوديو، فلم يكن هناك وسيلة أخرى تصلح للتحرّك وسط الحشود.
برأيك، ماذا يعني تنظيم بطولة كأس العالم FIFA™ للقطريين على اختلاف أعمارهم؟
أنا من جيل سعيد الحظ أُتيحت له فرصة مشاهدة بلوغ هذا البلد ذروة مجده وازدهاره. لقد عاصرت الأجيال السابقة أوضاعاً مختلفة، فمن بلغت أو تجاوزت أعمارهم الستين نشأوا في بلد مغاير تماماً. فبسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي مرت بها البلاد خلال عقديّ الستينات والسبعينات من القرن الماضي، اضطر كثير منهم في تلك الفترة إلى امتهان وظائف صعبة بالكاد تؤمّن لهم قوت يومهم. ولكم تغمرني السعادة اليوم عندما أرى هؤلاء الناس وقد امتد بهم العمر ليشهدوا ما حققه هذا البلد من نهضة وتقدم. نؤمن بأن الأجيال السابقة كان لها دور مهم للغاية في بلوغ هذا المستوى الرفيع من الحياة التي نعيشها حالياً، فالثمار التي نجنيها اليوم هي نتاج جهودهم المضنية التي نستكملها من بعدهم، ومنها استضافة بطولة كأس العالم FIFA™ التي يمثل تنظيمها محطة عظيمة لأي دولة.
برأيك، ما الذي ينتظر مشجعي كرة القدم عند قدومهم إلى هنا عام ٢٠٢٢؟
من المهم أولاً الإشارة إلى أن هذه المنطقة تستحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم. هذه المنطقة تتنفس كرة القدم، وحبها يسري في دماء معظم أبنائها. عندما يفد إلينا الناس من الخارج، سيكون أمامنا فرصة لتعريفهم على هذه ثقافة هذه الدولة ورحلة تطورها وازدهارها. قبل السفر إلى روسيا، كان في ذهني صورة عن هذه الدولة تغيرت للنقيض تماماً بعد زيارتها. لذا، أرى أن استضافتنا لكأس العالم فرصة عظيمة، ليس لنا وحدنا، بل ولزائرينا الذين سيحظوا بفرصة الاستمتاع بحُسن الضيافة العربية ويتعرفوا على تراث وتاريخ هذه المنطقة العريق.
من المعلوم بأن الأداء الجيد لمنتخب البلد المُضيف لكأس العالم FIFA™ يصب في مصلحة البطولة. وفي ضوء فوز المنتخب القطري بكأس آسيا أوائل العام الجاري، ما هي توقعاتك حول أداء المنتخب القطري في مونديال ٢٠٢٢؟
أتذكر اليوم الأخير في كأس العالم في روسيا عندما زار صاحب السمو أمير البلاد المفدى الكرملين، وسلّمه فلاديمير بوتين كرة قدم في مشهد احتفالي. حينها قال سموه بأن المنتخب الروسي رفع سقف التوقعات أمام نظيره القطري بعد أدائه المميز في البطولة، لاسيما عند إقصائه المنتخب الإسباني بطل كأس العالم سابقاً. بالنسبة للمنتخب القطري، علينا أن نكون واقعيين، فتكرار الإنجاز الروسي بالوصول لربع النهائي لن يكون سهلاً، لكننا فخورون بمنتخبنا، وبجميع إنجازاته بما في ذلك فوزه بجميع مبارياته في بطولة كأس آسيا. يضم المنتخب القطري نخبة من اللاعبين الذين يجمعون بين الموهبة والتعليم، وهم مصدر فخر لنا وسفراء رائعون لبلدنا، ونتمنى أن يجتازوا دور المجموعات في بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ وتحقيق إنجازات أخرى في هذه البطولة الكروية المنتظرة.