أشادت البروفيسورة لوري فوستر، العضو السابق في وحدة التوجيه السلوكي في البيت الأبيض، وأستاذة جامعية في علم النفس الصناعي في جامعة كارولينا الشمالية الأمريكية وجامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا، بالدور الحيوي الهام الذي تلعبه بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ باعتبارها حافزاً قوياً لإحداث تغييرات إيجابية ومستدامة في سلوك الأفراد في قطر والعالم العربي. جاء ذلك أثناء زيارتها إلى الدوحة مؤخراً لحضور الاجتماع الثالث لمجتمع العاملين في مجال الاقتصاد السلوكي في قطر، وهو جزء من سلسلة اجتماعات تنظمها وحدة قطر للتوجيه السلوكي لمناقشة أوجه التوجيه السلوكي وأهميتها في إحداث تغييرات إيجابية في حياة الأفراد. وتمحور اللقاء هذا العام حول مناقشة جدوى تطبيق علم التوجيه السلوكي لتعزيز الاستدامة البيئية.
وقد حضر الاجتماع أفراد من الإدارات التنفيذية في كل من اللجنة العليا ومؤسسة قطر، إلى جانب حضور سعادة سفير المكسيك لدى دولة قطر، فرانسيسكو نيمبرو، للاستفادة من تجربة التوجيه السلوكي والإرث والاستدامة في قطر عند استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٦ بين المكسيك والولايات المتحدة وكندا.
وللتعرف بشكل أوسع على رأي البروفيسورة فوستر حول علم التوجيه السلوكي وأهميته في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، كان للجنة العليا معها الحوار التالي:
ما هي آلية تطبيق علم الاقتصاد السلوكي للإسهام في استضافة نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام ٢٠٢٢؟
أدرك تماماً بأن اللجنة العليا على وعي تام بدور الرياضة – خاصة كرة القدم- في تشجيع الأفراد على تطوير حياتهم وتبني نمط حياة صحي. فعلى سبيل المثال، للرياضة قوة كبرى تستطيع إحداث تغييرات سلوكية وبيئية إيجابية. أرى بأن الرياضة أداة فعالة في تغيير حياة الأفراد محلياً وإقليمياً ودولياً. علاوة على ذلك، من الممكن أن يسهم علم الاقتصاد السلوكي في تحسين جوانب أخرى ذات صلة بالعمال وبيئة العمل من خلال توفير ظروف عمل ملائمة، وإتاحة فرص عمل للإسهام في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. وأرى بأن اللجنة العليا تهتم باتخاذ هذا النهج في طريقها نحو استضافة البطولة لأول مرة في العالم العربي. أعتقد أن استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام ٢٠٢٢ تعتبر حافزاً لإحداث تغييرات إيجابية ملحوظة، وفرصة لتنظيم بطولة مستدامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
لقد سعدت باهتمام وحدة قطر للتوجيه السلوكي في اللجنة العليا في إطلاق مبادرات واتخاذ خطوات نحو إحداث تغييرات سلوكية إيجابية. وأتطلع إلى معاصرة تجربتنا في تطبيق علم الاقتصاد السلوكي عند استضافة أمريكا وكندا والمكسيك لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٦.
فيما يتعلق بالإرث الذي تتطلع بطولة قطر ٢٠٢٢ إلى تركه، ما هي برأيك أبرز الأمور الواجب تطبيقها لتحقيق هذا الهدف الذي سيعود بالنفع على قطر والوطن العربي بعد إسدال الستار على البطولة؟
أرى بأن الإرث الحقيقي يكمن في إحداث تغييرات إيجابية سلوكية وبيئية واجتماعية تترتب على استضافة البطولة. واعتقد بأن هذا التوجه يبدأ من اليوم وحتى عام ٢٠٢٢ وما بعدها. وسنرى أثر هذه التغييرات الإيجابية وفوائدها الجمة بعد البطولة، وهو ما يجسد الإرث الذي تتطلع البطولة في قطر إلى تركه لأجيال قادمة.
ما هي الرسالة التي تودين إيصالها ونحن نقترب من موعد استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢؟
أود تشجيع الجميع على اغتنام الفرصة التي تُتيحها بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، وأن يدركوا الدور الهام الذي يلعبه علم الاقتصاد السلوكي في إثراء حياتهم وتغييرها بشكل إيجابي.
عن وحدة قطر للتوجيه السلوكي:
أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع مؤسسة قطر في إبريل ٢٠١٧ وحدة قطر للتوجيه السلوكي بهدف تعزيز تبادل المعرفة فيما يتعلق بالاقتصاد السلوكي في دولة قطر. وتهدف الوحدة إلى دعم مبادرات اللجنة العليا من خلال مشروعات تهدف لتغيير سلوك الأفراد بشكل إيجابي. ويتمحور الهدف الرئيسي من إطلاق هذه الوحدة حول دعم مشروعات الإرث الخاصة باللجنة العليا كمشروع رعاية العمال وتحدي ٢٢ والجيل المبهر، كما ترمي الوحدة إلى التأكد من أن تحقق هذه المشروعات أهدافها المرجوة في قطر والمنطقة. وتسهم الوحدة في تطوير السياسات التي ستقود قطر والمنطقة نحو مستقبل أفضل بما يتماشى مع أهداف رؤية دولة قطر الوطنية ٢٠٣٠. وقد بدأت وحدة قطر للتوجيه السلوكي نشاطها بشكل فعال، حيث تمتلك عدداً من المشاريع القائمة في مجالات مختلفة مثل التعليم، ورعاية العمال، والاستدامة البيئية، وأساليب الحياة الصحية.