تُوّج مساء أمس الخميس، وللمرة الثانية في تاريخه، فريق بايرن ميونخ الألماني بطلاً للنسخة السابعة عشر من بطولة كأس العالم للأندية، بفوزه على تيجريس أونال المكسيكي بهدف دون رد سجله اللاعب الفرنسي بنيامين بافار في الدقيقة 59 من المباراة النهائية التي أقيمت في استاد المدينة التعليمية وسط إجراءات احترازية صارمة للحفاظ على سلامة جميع المشاركين.
ونجح الأهلي المصري في حصد المركز الثالث للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه على بالميراس البرازيلي بركلات الترجيح، عقب تعادل الفريقين سلبياً في شوطي مباراة تحديد المركز الثالث، التي سبقت نهائي كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™️، والتي أقيمت في الدوحة للمرة الثانية على التوالي، بحضور عدد محدود من المشجعين التزاماً بتوصيات وزارة الصحة العامة في الدولة للوقاية من كوفيد- 19.
وحازت استعدادات قطر وما رافقها من تدابير صارمة لاستضافة مونديال الأندية، على تقدير مجتمع كرة القدم في العالم، الذي أشاد بالجاهزية التامة للدوحة التي مكنتها من تحقيق استضافة ناجحة أخرى تضاف إلى قائمة الإنجازات المتتالية لعاصمة الرياضة العالمية، التي تواصل المضي قدماً على طريق استضافة نسخة مبهرة من المونديال بعد أقل من عامين.
وجرت منافسات البطولة على ملعبين من ملاعب مونديال قطر 2022؛ استاد أحمد بن علي الذي افتتح في ديسمبر الماضي، واستاد المدينة التعليمية. وتماشياً مع توجيهات وزارة الصحة العامة؛ تقرر إقامة مباريات البطولة بحضور جماهيري من داخل قطر بنسبة 30% من سعة استادي البطولة التي تبلغ في كل منهما 40 ألف مشجّع، مع الالتزام بكافة الإرشادات الصحية المتوافقة مع توصيات الوزارة لمنع انتشار كوفيد-19.
وشهدت منافسات مونديال الأندية تطبيق إجراءات صارمة للوقاية من فيروس كوفيد- 19، وشملت التدابير الصحية الاحترازية تطبيق نظام دائرة العزل الطبي المعروف باسم "الفقاعة الطبية"، حيث اقتصرت حركة جميع المشاركين في البطولة، من لاعبين وإداريين ومنظمين، على أماكن الإقامة وملاعب التدريب والاستادين اللذين شهدا مباريات البطولة. كما خضع جميع القادمين إلى قطر لفحص كوفيد- 19 فور وصولهم إلى مطار حمد الدولي، وعزل كل من ثبتت إصابته بالفيروس.
أما بالنسبة للمشجعين الذين زيّنوا مدرجات استادي البطولة، فقد تعين عليهم إجراء فحص كوفيد-19 يُثبت خلوهم من الفيروس قبل المباراة بـ 72 ساعة كحد أقصى، أو تقديم ما يُثبت حصولهم على الجرعة الكاملة من اللقاح المضاد للفيروس، أو تعافيهم من الإصابة بالمرض بعد الأول من أكتوبر الماضي، فضلاً عن الالتزام بارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد الجسدي داخل الاستادين وفي محيطيهما.
وأكد سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، ورئيس بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، أن تنظيم حدث رياضي عريق بهذا الحجم الكبير وسط ظروف عصيبة يمر بها العالم بأكمله، ما كان ليتم لولا الجهود الحثيثة المتواصلة والكفاءة والمرونة العالية في التعامل مع تداعيات الجائحة، فضلاً عن الحنكة التي تحلى بها جميع الشركاء على المستوى المحلي.
وأعرب سعادته عن فخره واعتزازه بالإنجازات الرائعة للجنة المحلية المنظمة للبطولة، قائلاً: "إن كفاءة الأداء التي تميزت بها فرق العمل في اللجنة المحلية المنظمة أمر يبعث على الاعتزاز، فقد كرسوا جهودهم بالتعاون مع الجهات المحلية المعنية، لتقديم بطولة ناجحة ينعم فيها الجميع من مشجعين ولاعبين ومسؤولين بالسلامة والأمان على الرغم من الأحوال الاستثنائية التي لم يسبق لها مثيل".
وتابع: "مرة أخرى تحقق قطر إنجازاً هاماً يضاف إلى سجلها المشرف في المشهد الرياضي العالمي، وتغمرنا مشاعر الفخر لإشادة مجتمع كرة القدم ومن ضمنهم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والأندية المشاركة في البطولة بالبنية التحتية المتطورة للاستادات، والمرافق الحديثة، والإمكانيات والمهارات التنظيمية الرفيعة، علاوة على كرم الضيافة العربي الأصيل الذي طالما حاز على إعجاب ضيوفنا ورضاهم، الأمر الذي يشكل حافزاً لنا لبذل مزيد من الجهود والارتقاء بالأداء إلى مستويات جديدة ونحن على الطريق لاستضافة مونديال 2022، والترحيب بالمشجعين من أنحاء العالم في احتفالية كروية على أرض قطر".
من جانبه، أكد السيد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™، أن قطر فخورة باستضافة بطولة عالمية عريقة وسط تحديات فرضتها جائحة كورونا، وقال: "نالت قطر شرف استضافة مونديال الأندية للمرة الثانية، ونجحنا في البناء على تجربتنا المميزة في استضافة نسخة العام 2019 من البطولة، لنثبت مجدداً كفاءة عالية في تنظيم بطولة عالمية أخرى وفق أعلى المستويات، رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم".
وأضاف الخاطر: "شكلت البطولة منصة هامة لمواصلة تطوير خططنا وإجراءاتنا لاستضافة بطولة كأس العرب FIFA 2021™ في نهاية العام الجاري، ثم استضافة الحدث الرياضي التاريخي، بطولة كأس العالم في 2022. ولا شك أن احتضان مثل هذه الفعاليات الرياضية الكبرى توفر فرصة فريدة لاختبار جميع عملياتنا التشغيلية على أرض الواقع، كما تسهم بدور فعال في الاستعداد الجيد للحدث الرياضي الأبرز على الإطلاق بعد أقل من عامين".
وأشار الخاطر إلى أن قطر تركز كافة جهودها الآن استعداداً لتنظيم كأس العرب، وهي بطولة دولية تستضيفها قطر في الفترة من 1 - 18 ديسمبر، وستقام مباراتها النهائية قبل عام بالضبط من انطلاق صافرة نهائي مونديال قطر 2022.
واختتم الخاطر: "حرصنا خلال الأشهر الأخيرة على استمرارية أنشطة كرة القدم رفيعة المستوى، وبذلنا أقصى جهد ممكن لتوفير الدعم الكافي لإقامة منافسات كرة القدم الدولية، ومن بينها دوري أبطال آسيا التي شهدت 76 مباراة على أرض قطر العام الماضي، ونهائي كأس سمو الأمير، إضافة إلى كأس العالم للأندية التي اختتمت منافساتها الليلة. نحن على أتم الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العرب بمشاركة أفضل 16 منتخباً عربياً، وهي بطولة مرموقة أخرى تعزز تاريخنا الحافل بالكثير من المحطات الرياضية المضيئة على المستوى الإقليمي والعالمي، كما ستسهم في اختبار كفاءة البنية التحتية واستعداداتنا على طريق استضافة مونديال 2022".