بقلم: د. فادي مكي، مدير وحدة قطر للتوجيه السلوكي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث كان عام ٢٠١٨ حافلاً بالمحطات
الهامة في مشوار وحدة قطر للتوجيه السلوكي في اللجنة العليا، حيث نجحنا في زيادة عدد التجارب العملية، واستطعنا تعريف أفراد المجتمع المحلي برؤية الوحدة وأهدافها، بالإضافة إلى دعم مؤسسات إقليمية لإطلاق وحدات توجيه سلوكي في بلدانهم.
وتهدف وحدة قطر للتوجيه السلوكي إلى توظيف علوم التوجيه السلوكي للإسهام في مواجهة تحديات في عدة مجالات منها الصحة، والرياضة، والاستدامة، ورعاية العمال، وريادة الأعمال، وغيرها. ومع استعداد قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢، استطعنا توظيف هذا الحدث الكروي الهام لتعريف المجتمع المحلي والإقليمي والدولي بأهداف الوحدة ورؤيتها.
شاركت وحدة قطر للتوجيه السلوكي خلال عام ٢٠١٨ بعدد من الأنشطة والفعاليات المحلية الهامة، منها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، حيث أصدرنا تقريراً حول تطبيقات التوجيه السلوكي في المجال الصحي خاصة الوقاية من الأمراض غير المعدية كالسكري، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما شاركنا في المؤتمر السنوي لمجلس قطر للأبنية الخضراء، ومؤتمر التوجيه السلوكي في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، وقمة علوم التوجيه السلوكي في جامعة وارويك في المملكة المتحدة، وقمة لبنان للتوجيه السلوكي الاقتصادي.
ومحلياً، تعاونت وحدة قطر للتوجيه السلوكي مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لإطلاق مبادرة "مجتمع العاملين في مجال الاقتصاد السلوكي". وفي هذا الإطار، عنيت الوحدة بإطلاق "مجلس الإرث" الذي استقطب خبراء ومتخصصين أطلعوا الحضور من جهات أكاديمية وحكومية وغير حكومية والقطاع الخاص على أهمية علم التوجيه السلوكي وجدوى توظيفه لتحسين سياسات المؤسسات. وحضر البروفيسور كاس سونستين، الرائد في مجال الاقتصاد السلوكي، أول اجتماع للمجلس، بالإضافة إلى استضافة دانييل شيبارد، الخبير في مجال التعليم والتقييم، والبروفيسورة لوري فوستر، العضو السابق في وحدة التوجيه السلوكي في البيت الأبيض.
بالإضافة إلى ذلك، أولينا خلال هذا العام اهتماماً بإجراء تجارب تستخدم علوم التوجيه السلوكي لمواجهة تحديات في قطر. كما تعاونا مع برنامج الجيل المبهر في اللجنة العليا لدعم مخرجات البرامج التدريبية التي يقدمها من خلال تطبيق علوم التوجيه السلوكي. بالإضافة إلى ذلك، عملنا مع فريق الصحة والسلامة والأمن والبيئة في اللجنة العليا لتشجيع الموظفين على نشر المعارف والدروس المكتسبة. ولم تقتصر جهودنا على العمل جنباً إلى جنب مع اللجنة العليا، بل قدمنا دعماً لعدد من المؤسسات والهيئات في قطر لتشجيع الأفراد على تبني عادات وسلوكيات إيجابية مثل الحد من إهدار الطعام، وإعادة تدوير المخلفات، والالتزام بارتداء حزام الأمان أثناء قيادة المركبات، وغيرها.
من ناحية أخرى، تعاونا خلال عام ٢٠١٨ مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) لتنظيم ورشة عمل في اليونان بعنوان "تدريب المدربين". علاوة على ذلك، عملنا جنباً إلى جنب مع الجامعة الأمريكية في الكويت لتصميم وطرح مقرر دراسي في الاقتصاد السلوكي. وقد شارك طلبة المقرر في تجارب سلوكية تسهم في تعريفهم بمبدأ الاستدامة وسبل تطبيقه. كما تعاونت وحدة قطر للتوجيه السوكي مع مجموعة "تحفيز لبنان" خلال فعالية مارثون بيروت، وذلك من خلال فحص معدل ضغط الدم لدى العدائين وعائلاتهم. وقد كشفت النتائج عن أن ٧٦% ممن يعانون من ضغط دم مرتفع لم يكونوا على دراية بهذه المشكلة. وتهدف هذه المبادرة إلى تشجيع المؤسسات والهيئات المعنية بالصحة على اغتنام الفعاليات الرياضية لتغيير سلوك الأفراد. وتلتزم وحدة قطر للتوجيه السلوكي بالتعاون مع مجموعة "تحفيز لبنان" لتصميم وتنفيذ برنامج خاص لمتابعة الحالة الصحية للأفراد الذين دلت فحوصاتهم على ارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي تحفيزهم على تغيير نمط حياتهم واتباع نظام صحي.
نتطلع خلال عام ٢٠١٩ إلى مواصلة جهودنا في اغتنام فرصة استضافة قطر لحدث عالمي كروي، وتعريف المجتمعين المحلي والإقليمي بأهمية علوم التوجيه السلوكي في تغيير حياة الأفراد نحو الأفضل. وستكون تجربة قطر في هذا المجال أنموذجاً يحتذى به، وإرثاً قيماً سيتم الاستفادة منه في بطولات كأس العالم التي ستنظمها دول أخرى بعد قطر.