بالتزامن مع الإعلان عن تصميم استاد الريان –خامس الملاعب المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ - تُطلق اللجنة العليا للمشاريع والإرث يوم الأربعاء المقبل ٢٢ أبريل برنامج فن إعادة استخدام المواد المستهلكة.
ويُعدّ برنامج فن إعادة استخدام المواد المستهلكة أحد المبادرات التي تندرج تحت مظلة برنامج اللجنة العليا للتواصل المجتمعي جيران، والذي يسعى من خلال هذه المبادرة للاستفادة من المواد الناتجة عن هدم استاد الريان القديم لابتكار أعمال فنية تُعبّر عن التاريخ العريق لنادي الريان الرياضي وتُسهم في تطوير وصقل المواهب الفنية للفنانين الناشئين.
وستُعرض خلال حفل الإعلان عن تصميم استاد الريان يوم الأربعاء مجموعة من العروض التفاعلية التي تروي حكاية نادي الريان منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، وصولاً إلى الشكل المستقبلي الذي سيكون عليه النادي، بالإضافة إلى بعض صور لأعمال فن إعادة استخدام المواد المستهلكة الذي يعكف الفنانان القطري فرج دهام والسعودي صديق واصل على تنفيذها من عن طريق اعادة استخدام المواد الناتجة عن ردم ملعب الريان.
وقد تم تكليف كل من الفنانين – اللذين سيحضران حفل تدشين تصميم استاد الريان- بصنع وتشكيل القطع التي سيتم وضعها بعد الانتهاء من البناء على مدخل استاد الريان الجديد، كما سيُسهم الفنانان بتقديم محاضرات وورش عمل فنية يحضرها الفنانون الناشئون الذين سيحظون أيضاً على فرصة مواكبة الفنانين الشهيرين خلال ابتكار أعمالها الفينة.
وفي تصريح خاص لموقع اللجنة العليا قال الفنان القطري فرج دهام : "أنا سعيد جداً لرؤية مدى تقدير اللجنة العليا للمشاريع والإرث للفنون والثقافة وإدراكها للعلاقة الوثيقة التي تجمعهما بالرياضة... فن إعادة استخدام المواد المستهلكة ليس بالمجال الجديد بالنسبة لي، لذا فقد تقدمت بأفكار عديدة للجنة العليا حول الأعمال الفنية التي يمكن ابتكارها من المواد المستهلكة، لكن الاختيار وقع في النهاية على شجرة السمر الفريدة من نوعها في بيئة قطر بشكل عام وفي الريان بشكل خاص".
من جانبه، أوضح الفنان السعودي صديق واصل أنه استلهم فكرة مشروعه من مقاعد الجماهير التي تُستخدم في الاستادات إذ قال: "لقد لفتت مقاعد الجماهير نظري وقررت أن أحولها لقطعة فنية لتدرك الجماهير أن هذه المقاعد التي كانت تستخدم للجلوس يمكن تحويلها إلى قطع فنية".
ويساهم هذا البرنامج في تحقيق هدف الاستدامة البيئية التي تُعد أحد الركائز الأساسية في عمل اللجنة العليا للمشاريع والإرث منذ البداية، كما يهدف هذا البرنامج إلى نشر الوعي بأهمية إعادة تدوير المواد المستهلكة للحفاظ على البيئة.
ومن الجدير بالذكر أن ٩٠% من المواد الناتجة عن إزالة استاد الريان القديم –الذي انتهت أعمال إزالته في فبراير ٢٠١٥- سيتم إعادة استخدامها، وجزٌ منها سيُخصص لابتكار الأعمال الفنية.
وستبلغ القدرة الاستيعابية لاستاد الريان الجديد ٤٠،٠٠٠ متفرج أثناء بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، وستُخفض السعة بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى ٢١،٠٠٠ متفرج حيث سيتم إرساله المقاعد المفككة إلى الدول التي تفتقر إلى البنية التحتية الرياضية، كما أن المنطقة المحيطة بالاستاد ستضم أيضا مجموعة من المرافق الرياضية والاجتماعية التي ستضمن أن يترك الاستاد إرثاً طويل الأمد لسكان مدينة الريان.