أكد نجم الكرة الهولندية السابق وسفير برنامج إرث قطر رونالد دي بور أن مشجعي كرة القدم على موعد مع تجربة استثنائية مبهرة خلال منافسات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وقال دي بور، الذي انضم إلى سفراء برنامج إرث قطر في يونيو الماضي، إن كأس العالم في قطر ستعد أول بطولة متقاربة المسافات في التاريخ الحديث للمونديال، ما يتيح الفرصة أمام المشجعين لحضور أكثر من مباراة في يوم واحد دون الحاجة إلى السفر والتنقل من مكان لآخر، وهي الميزة التي ستعود بالفائدة أيضاً على اللاعبين الذين سيحصلون على قدر أكبر من الراحة بين المباريات، ما سينعكس إيجابياً على مستوى الأداء على أرضية الملعب.
لعب دي بور خلال مسيرته الكروية الحافلة ضمن صفوف عدد من أهم الأندية الأوروبية شملت أياكس أمستردام، وبرشلونة، ورينجرز. وتوّج مع أياكس بدوري أبطال أوروبا في موسم 1994-1995، وحصل على لقب أفضل لاعب في هولندا عامي 1994 و1996.
وشارك نجم خط الوسط مع منتخب بلاده في 67 مباراة دولية أحرز خلالها 13 هدفاً، وسجّل حضوراً لافتاً في بطولتي كأس العالم 1994 و1998، وأحرز هدفين خلال المباريات التسع التي شارك فيها.
نستعرض في السطور التالية حواراً لموقع (Qatar2022.qa) مع رونالد دي بور أسطورة كرة القدم الهولندية وسفير برنامج إرث قطر.
يواصل أداء المنتخب القطري تميزه هذا العام، وقد بدا ذلك لافتاً في مشاركته في كأس الكونكاكاف الذهبية. فما رأيك؟
يقدم المنتخب القطري لمشجعيه وعشاقه أداءً كروياً مبهراً، وقد شاهدنا جميعاً تميز هذا الفريق في المباريات التي خاضها خلال بطولة الكأس الذهبية. وعلى الرغم من احترافية أداء هذا المنتخب ووصوله للعالمية؛ لم يحالفه الحظ بكل أسف في الفوز على المنتخب الأمريكي في نصف نهائي البطولة، وأضاع الفريق ركلة جزاء كانت بمثابة فرصة ذهبية لتحقيق الفوز والوصول إلى نهائي البطولة، إلا أن أداء هذا الفريق وتميزه هو أمر قاطع لا خلاف بشأنه.
وأنا على يقين تام بأن منتخب قطر سيقدم أداءً كروياً مبهراً يُمتعنا جميعاً عند تمثيله الدولة المضيفة في النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم. وأتطلع إلى متابعة تميز أداء المنتخب وتحقيقه نتائج إيجابية في المونديال المرتقب.
سيواجه المنتخب القطري منتخبي البرتغال وصربيا ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال قطر 2022، فما مدى أهمية هاتين المباراتين بالنسبة للعنابي الذي يستعد لتمثيل الدولة المستضيفة للمونديال؟
تكمن أهمية هذه المباريات في إكساب اللاعبين تجارب كروية حقيقية تُسهم في تحسين أدائهم وتطوير مهاراتهم استعداداً للحدث الكروي الأبرز في العالم على أرض قطر العام المقبل. وتُتيح هذه المباريات أمام المنتخب ومدربه فيليكس سانشيز فرصة ذهبية لتحديد مواطن قوة الفريق ونقاط ضعفه والعمل على رفع مستوى أداء كافة اللاعبين. لقد أثبت المنتخب القطري بالدليل القاطع إمكانياته ومهاراته واستعداده التام لمواجهة أقوى المنتخبات العالمية، وأتطلع بكل حماس لأشهد تميز أداء العنابي خلال مونديال 2022.
من وجهة نظرك وتجربتك، كيف ترى انتشار ثقافة كرة القدم في المجتمع القطري؟
لدى الناس في قطر شغف كبير بكرة القدم، ولا يتابع القطريون دوري نجوم قطر والبطولات المحلية فحسب، بل هم حريصون أيضاً على متابعة منافسات أهم دوريات كرة القدم في العالم. وتعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية والأوسع انتشاراً في قطر. وإذا ما خضت أي نقاش كروي مع شاب قطري، سيبهرك بزخم معرفته وكمّ معلوماته وعمق اطلاعه على كل ما يتعلق بكرة القدم ومتابعته لأحدث مستجدات اللعبة وأبرز المباريات الدولية.
وكلاعب لكرة القدم، عاينت مدى حماس أفراد المجتمع القطري لكرة القدم. وكثيراً ما كان يستوقفني الشباب للحديث معي عن هذا اللاعب أو مناقشة تلك المباراة أو ذلك الهدف. ولعل أبرز ما يدل على حب القطريين لكرة القدم هو امتلاء مدرجات الملاعب تشجيعاً للمنتخب القطري في أي منافسة يخوضها. وسيحظى مشجعو كرة القدم وعشاقها بفرصة معايشة شغف القطريين بكرة القدم عند زيارتهم قطر لحضور مباريات المونديال المرتقب العام المقبل.
ما التجربة التي تنتظر المشجعين من كافة أنحاء العالم عند زيارتهم لدولة قطر في 2022؟ هل لديك نصيحة لأولئك الراغبين في زيارة قطر خلال المونديال؟
تعد قطر مشجعي وعشاق كرة القدم بتجربة كروية مبهرة، إذ تستضيف أول نسخة متقاربة المسافات من المونديال العام المقبل، ما يعني إتاحة الفرصة أمام المشجعين لحضور أكثر من مباراة في يوم واحد نظراً للطبيعة الجغرافية التي تتميز بها دولة قطر وقرب الاستادات من بعضها. وسيشعر المشجعون أنهم في قلب الحدث طوال فترة البطولة كما لو أنهم في مدينة أولمبية تحتفي بكرة القدم.
من جانب آخر؛ سيحظى الزوار والمشجعون بفرصة التعرف على ثقافات عديدة والالتقاء بأفراد من مختلف الجنسيات والأفكار والأعراق. وأعتقد أن تميز بطولة كأس العالم يكمن في كونها عرس كروي يحتفي بكافة الثقافات ويجمع الناس تحت مظلة كرة القدم. ترحب دولة قطر بالجميع وتدعوهم لاكتشاف ثقافاتها، وأعتقد بأن كل زائر يحط رحاله في قطر خلال المونديال سيغادرها حاملاً معه ذكريات جميلة وصورة إيجابية حول الدولة والمنطقة، وسيعاود بكل تأكيد زيارتها مجدداً.
لقد عشت في قطر لأعوام طويلة، وأؤمن بأن كل شيء يمكن تحقيقه في هذه الدولة التي تحترم كافة الثقافات وتحتضنها. وأنا على يقين تام بأن التجربة التي تنتظر المشجعين وزوار مونديال 2022 ستكون استثنائية وستُطلع الزائر على ثقافة قطر وعاداتها وتقاليدها وكرم ضيافتها.