يعد نجم الكرة الكاميروني صامويل إيتو، الفائز بجائزة أفضل لاعب أفريقي أربع مرات، من أفضل لاعبي العالم في كرة القدم، إذ فاز بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، كما تُوّج بلقب الدوري أربع مرات، وذلك خلال دفاعه عن ألوان فريقي برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي. وشارك إيتو مع منتخب بلاده في أربع نسخ من بطولة كأس العالم FIFA ™، قبل أن يعلن في وقت سابق من الشهر الجاري اعتزاله كرة القدم، بعد مسيرة كروية حافلة امتدت لأكثر من عشرين عاماً.
وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع البنية التحتية وبرامج الإرث لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، قد أعلنت في إبريل الماضي عن اختيار النجم صامويل إيتو سفيراً عالمياً لها.
وفي ضوء الإعلان مؤخراً عن شعار بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، كان للجنة العليا الحوار التالي مع صامويل إيتو ، نجم كرة القدم الكاميروني السابق، وسفير اللجنة العليا:
أُعلن عن الشعار الرسمي لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، ما يمثل محطة هامة على طريق استضافة المونديال. في ضوء خبرتك، ماذا يُمكن للمشجعين توقعه في نسخة ٢٠٢٢ من المونديال؟
عندما يتوجّه المشجعون من أنحاء العالم إلى قطر لحضور منافسات مونديال ٢٠٢٢، سيستقبلهم بلد رائع وثري بتقاليده وثقافته وتراثه، ويمثل وجهة فريدة لاستضافة البطولة. وفي ظل خبرتي في عالم كرة القدم، أؤكد أن درجة الحرارة وقت استضافة منافسات المونديال في شهري نوفمبر وديسمبر تكون مثالية للعب ومشاهدة مباريات كرة القدم، وكذلك الاستمتاع بالشواطئ الجميلة، ليستمتع المشجعون بقضاء أوقات رائعة بعيداً عن الاستادات، في بلد يزخر بالكثير من المعالم التي تتيح لهم قضاء عطلة لا تنسى.
ما الذي يجعل من بطولة كأس العالم FIFA ™ حدثاً خاصة بالنسبة لك؟ وفي ضوء مشاركتك في أول نسخة من البطولة في أفريقيا، كيف يمكن لدولة قطر أن تترك بصمتها في المونديال الأول في العالم العربي؟
كنت أحد اللاعبين سعداء الحظ الذين شاركوا في أول بطولة كأس العالم تستضيفها قارة أفريقيا. وبالرغم من أن التوفيق لم يحالف منتخبنا الوطني كما تمنينا، إلا أنها كانت تجربة لا تنسى، ليس بالنسبة لمنتخب الكاميرون وحده، والبلد المضيف جنوب أفريقيا فقط، بل لشعوب القارة كلها. لطالما ترسّخ لدي إيمان بأن كرة القدم لعبة للجميع، ولذلك من المهم أن تنتقل استضافة المونديال الكروي بين مختلف مناطق العالم. لذا، سُعدت بإتاحة الفرصة أمام منطقة الشرق الأوسط لاستضافة مونديال ٢٠٢٢، وأنا على يقين بأن المنطقة ستُحسن الاستفادة من هذه الفرصة القيمة.
قطر بلد صغير المساحة لكنه متميز عن غيره، ومن الرائع العيش فيه أو زيارته، ففي قطر تشعر بالأمان، وتستمتع بشواطئها الرائعة، ما يتيح أمام ضيوف قطر الاستمتاع بعطلة غير عادية، إلى جانب متعة حضور مباريات المونديال.
يتيح موقع قطر الجغرافي سهولة وصول المشجعين من أفريقيا لحضور منافسات مونديال ٢٠٢٢، فماذا تقول لمشجعي كرة القدم الذين يعتزمون السفر إلى قطر لمتابعة الحدث الكروي الكبير؟
بالطبع هي فرصة رائعة أمام المشجعين من أفريقيا، فلن يتطلب الوصول إلى قطر سوى رحلة جوية واحدة، كما لن يضطر المشجعون للسفر لساعات طويلة. وأنا على يقين أن المشجّع الأفريقي عندما يصل إلى قطر سيسعد بطقس مماثل لأجواء الطقس في بلادنا في بعض أوقات العام. كما أن قطر تتشارك مع بلدان أفريقيا في قيم الطيبة وحُسن استقبال الضيوف وإكرامهم. لا شك أن مونديال ٢٠٢٢ سيكون تجمّعاً عالمياً سيضم الكثيرين ممن يسجلون حضورهم الأول في متابعة منافسات كأس العالم لكرة القدم، ما سيجعل البطولة حدثاً استثنائياً بالنسبة للآلاف الذين لم تتح لهم من قبل فرصة حضور المونديال.
بعيداً عن كرة القدم، ما الذي سيجعل من كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ بطولة ناجحة، وما مدى ثقتك في تميّز قطر في استضافة البطولة؟
يرتبط نجاح بطولة كأس العالم لكل من يتابعها عبر التلفاز بمستوى أداء المنتخبات المشاركة في المباريات، وما يترتب عليه من فوز وخسارة وشغف وطموح. ولا شك بأن مونديال قطر سيمثل حدثاً كروياً متكاملاً في هذا الجانب، وسينعم المشجع الذي سيختار السفر إلى قطر لحضور المنافسات بتجربة متكاملة يميزها ما تزخر به قطر من معالم ووجهات يستمتع بها المشجعون بعيداً عن الاستادات، ما يتيح لهم خوض تجربة ممتعة سواء في المدينة ومطاعمها ووجهات التسوّق بها، أو على الشاطئ، أو في بين الكثبان الرملية الصحراوية، وغير ذلك.
في قطر، سيُتاح أمام المشجّع لأول مرة في تاريخ البطولة فرصة حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد دون تكبد عناء السفر من مدينة لأخرى، ليشعر المشجعون بالرضا عن تجربتهم في المونديال الذي ستستضيفه قطر لأول مرة في الشرق الأوسط.
ما هي أفضل ذكرياتك عن بطولة كأس العالم FIFA كلاعب ومشجّع؟
كلاعب، كانت تجربتي الأولى في هذا الحدث الكبير خلال بطولة فرنسا ١٩٩٨، إذ كنت آنذاك لاعباً صغيراً يكتشف هذا المهرجان الكروي العالمي الرائع. فقد أتيحت لي لأول مرة حضور المونديال وتمثيل بلادي في منافساته، ما شكّل مصدر فخر وسعادة بالنسبة لي. وقد شاركت في مباراة منتخبنا أمام إيطاليا، وبالرغم من عدم تحقيقنا النتيجة المرجوّة، إلا أنها تجربة لا تُنسى.
ومن مقاعد المشجعين، أرى أن أفضل تجربة بالنسبة لي كانت النسخة الأخيرة من المونديال العام الماضي، والتي استضافتها روسيا، البلد الرائع الذي فاق توقعات الجميع، فقد عشت في هذا البلد وأدرك أنه كان يواجه تحدياً يتمثل في تبديد شكوك الكثيرين حول إمكانية الدولة من تنظيم المونديال. لكن روسيا نجحت في استضافة نسخة مبهرة من البطولة. وأنا على ثقة تامة من قدرة قطر على مواجهة كافة التحديات وتجاوز كل التوقعات عند استضافتها نسخة استثنائية من المونديال عام ٢٠٢٢.