في خطوة جديدة نحو طريقها لاستثمار قوة كرة القدم وبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ كمنصة لتوحيد الأفراد والشعوب، أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن عزمها تنظيم مهرجان ثقافي سنوي خلال فترة العد التنازلي لاستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، وذلك بالتعاون مع عدد من شركائها والهيئات الثقافية في دولة قطر كالهيئة العامة للسياحة، ومؤسسة قطر، ومتاحف قطر.
وتأتي هذه المبادرة في إطار رؤية إدارة التواصل المجتمعي في اللجنة العليا والرامية إلى العمل عن كثب مع الأفراد في قطر والمنطقة لضمان إشراكهم في تشكيل الإرث الاجتماعي التي تسعى البطولة إلى تركه للأجيال القادمة.
أثناء ورشة العمل الثقافية في اللجنة العليا
وعلى هامش ورشة عمل ثقافية نظمتها إدارة التواصل المجتمعي باللجنة العليا بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة في قطر لمناقشة المبادرة بين الشركاء والإعلان عنها، قالت فاطمة النعيمي، مديرة إدارة الاتصال في اللجنة العليا: "ستنطلق النسخة الافتتاحية من المهرجان الثقافي عام ٢٠١٩، وسيتم تجربة هذا المفهوم من خلال منطقة مشجعين سيتم تنظيمها في الدوحة هذا العام بالتزامن مع بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا".
وأضافت النعيمي قائلة: "تشكل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في المنطقة فرصة ذهبية لنا لتفعيل أهمية الثقافة وكرة القدم وتعزيز دورهما الهام في تقريب المسافات بين الناس على اختلافهم".
وأشارت النعيمي إلى أن بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ ستوفر العديد من المنصات الثقافية التي ستسهم في إثراء تجربة المشجعين، منها على سبيل المثال مناطق المشجعين وبرامج الفن العام. وسيتم تصميم البرنامج الثقافي الخاص بالبطولة ليروي قصة نجاح دولة قطر للزوار من قطر والمنطقة والعالم أجمع، وهو ما سيسهم في تعزيز جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب. وأضافت النعيمي قائلة: "سيكون الاحتفال الثقافي السنوي الذي سينطلق عام ٢٠١٩ بمثابة العد التنازلي نحو تجربتنا الثقافية الخاصة عام ٢٠٢٢. وتحقيقا لذلك، ستخصص اللجنة العليا منطقة للمشجعين في الدوحة، وجناحاً في روسيا خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠١٨ بعد أقل من شهرين".
وفي حديثها عن دور القطاع الثقافي في استضافة فعاليات رياضية كبرى، قالت النعيمي: "يمكن للثقافة أن تلعب دوراً هاماً في تحقيق رؤيتنا الرامية لتوحيد الشعوب من خلال استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢. وباعتباره جزءاً لا يتجزأ من خطط استضافة بطولة كأس العالم، فإن القطاع الثقافي على وعي تام بالأهداف التنموية التي تقدمها البطولة".
وفيما يتعلق بمحاور الورشة، قال خالد الجميلي، مدير إدارة التواصل المجتمعي في اللجنة العليا: "ناقشنا خلال الورشة مجالات التعاون مع الشركاء في القطاع الثقافي، مثل تنظيم فعاليات ثقافية وصولاً لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. وارتأينا خلال هذا الاجتماع أن نوجّه كافة جهودنا لخدمة البطولة في قطر، لتعود هذه الجهود بالنفع على المجتمعات في قطر وخارجها".
وأضاف الجميلي قائلاً: "ستكون الثقافة والفن بصمتان تميزان بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. ونود من خلال هذا التوجه إشراك سكان قطر والزوار القادمين لحضور البطولة لتعميق التفاهم بين الأفراد. إن مهمتنا هي تشكيل مستقبل مشرق دولة قطر وتقديمها للعالم كدولة عصرية ترنو للمستقبل وتحتفظ بتراثها وتقاليدها العريقة".
وقد شارك في ورشة العمل كل من جودي كيلي ومارتن غرين، وهما خبيران في تنظيم المهرجانات الثقافية الرياضية، للحديث عن تجربتهما، حيث كان لكيلي وغرين أدواراً رئيسية خلال أولمبياد لندن ٢٠١٢، إذ عملت كيلي كعضواً في أولمبياد لندن الثقافي ٢٠١٢ ، بينما عمل غرين كرئيساً للمهرجانات الثقافية الرياضية.
وفي حديثهما خلال الورشة، يرى كل من كيلي وغرين بأن العروض الثقافية الخاصة بقطر عام ٢٠٢٢ يجب أن تعكس التجربة القطرية دون تكرار تجارب ثقافية رياضية أخرى في فعاليات رياضية كبرى. كما شدد غرين، الرئيس التنفيذي لشركة هل سيتي أوف كلتشر، على أهمية القطاع الثقافي في تحطيم الصور النمطية وتغيير المفاهيم عن طريق تسليط الضوء على مشروعات الدولة في إطار جائزة مدينة الثقافة.
يذكر بأن إدارة التواصل المجتمعي في اللجنة العليا مخولة بتنظيم العديد من الأنشطة، بما في ذلك منتدى التمكين والمجموعة الشبابية، وبرامج التوعية المقدمة للطلبة القطريين الذين يدرسون في الخارج، وبرنامج المنح المجتمعية وغيرها.