ثمّن ناصر الخاطر، رئيس مجموعة تجربة وجاهزية البطولة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الدور الحيوي الهام الذي تقوم به الشركات الأمريكية للإسهام في جهود التحضير لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة نقاشية على هامش الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة، الذي عقد في الدوحة مطلع الأسبوع الجاري، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها، ومناقشة قضايا دولية وإقليمية راهنة.
وفي هذا السياق، قال الخاطر: "نفخر منذ عام ٢٠١٠ باستقطاب عدد من أكبر وأفضل الشركات الأمريكية ليكونوا شركاء استراتيجيين لنا في الطريق نحو استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر. ونَعِد الجميع باستضافة نسخة استثنائية من البطولة. وسنتمكن من تحقيق هذه الغاية بفضل حرصنا على التعاون مع أفضل الشركات في مختلف مشاريع البطولة".
وأضاف الخاطر: "استطعنا التعاون مع أكثر من ٣٠ شركة ومؤسسة أمريكية في مختلف القطاعات".
وفيما يتعلق بتعاون اللجنة العليا مع شركات أمريكية في مجال بناء بعض الاستادات المستضيفة لمباريات المونديال، قال الخاطر: "عملنا جنباً إلى جنب مع عدد من الشركات الأمريكية المرموقة مثل تيرنر انترناشونال، وشركة سي إتش تو أم، وشركة جاكوبز آند إيكوم. وعلاوة على تعاون شركة سيسكو، وأوراكل، وأمازون معنا لإنجاز كل ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات، والشبكات، وحلول الأمن السيبراني، تُسهم جامعات أمريكية عريقة مثل جامعتي جورج تاون ونورث ويسترن في دعم برامج الإرث في اللجنة العليا".
وأشار الخاطر في حديثه إلى أن قطر تتطلع بحلول عام ٢٠٢٢ إلى الترحيب بآلاف المشجعين والزوار من الولايات المتحدة، قائلاً: "رغم عدم تأهل المنتخب الأمريكي لخوض منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم روسيا ٢٠١٨، إلاّ أن البطولة شهدت إقبالاً ملحوظاً من الجمهور الأمريكي الذي سجل للمرة الثالثة على التوالي أعلى معدل في شراء تذاكر المباريات بعد روسيا. لذا، نأمل الترحيب بالجمهور الأمريكي في قطر عام ٢٠٢٢ لإعطائهم فرصة خوض تجربة كروية وثقافية استثنائية عند استضافة المونديال لأول مرة في العالم العربي".
كما نوّه الخاطر إلى استعداد الدولة للتعاون مع الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، لإثراء تجربتهم في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٦". وفي هذا الصدد، قال: "حرصت اللجنة العليا على الاستفادة من التجربتين الأفريقية والروسية عند تنظيمهما نسختين من بطولة كأس العالم لكرة القدم عامي ٢٠١٠ و٢٠١٨. وإننا على يقين تام بأن خبرة قطر في استضافة البطولة الكروية ستزخر بدروس ومخرجات قيمة ستكون محطّ اهتمام اللجنة المنظمة لمونديال ٢٠٢٦ الذي سيشهد مشاركة ٤٨ منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة".
كما شهدت الحلقة النقاشية، التي ترأسها السيد محمد العبيدلي وكيل الوزارة المساعد لشؤون العمل بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، والسيدة مارثا نيوتن، نائب وكيل وزارة العمل الأمريكية للشؤون الدولية، مشاركة السيد محمد الهاجري، مدير علاقات الشركاء في إدارة رعاية العمال في اللجنة العليا، الذي تحدث عن وضع العمال الحالي في قطر، والتحسينات التي أجرتها الدولة في هذا المجال. كما تحدث الهاجري عن جهود اللجنة العليا في هذا السياق خاصة فيما يتعلق بتطبيق آليات ونظم تُسهم في إيصال صوت العمال وآرائهم مثل منتديات رعاية العمال التي استفاد منها ٢٢ ألف عامل حتى الآن.
يُذكر بأن العلاقات الثنائية الاقتصادية القوية التي تربط بين قطر والولايات المتحدة تعتبر واسعة النطاق، إذ يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ٦ مليارات دولار، بالإضافة إلى استثمارات في قطاعات مختلفة. كما تصل قيمة الشراكة الاقتصادية بين البلدين إلى أكثر من ١٢٥ مليار دولار. وتخطط الدولتان لمضاعفة هذه القيمة خلال الأعوام القادمة.