أصبحت ميعاد العمادي، الموظفة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أول قطرية تنال شهادة الماجستير التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ليكون ذلك بمثابة محطة مميزة جديدة لها في إطار المساهمة في الجهود المبذولة لتحضير البلاد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢. وكانت العمادي، التي ترأس قسم التعليم والمشاركة الرياضية في اللجنة العليا، قد تخرجت بنجاح بعد برنامج مكثف استمر لمدة ١١ شهراً. ويُنظر إلى ماجستير فيفا باعتباره أحد أعرق شهادات الدراسات العليا في عالم الرياضة. وقد كانت العمادي واحدة من ٣٢ طالباً وطالبة تم قبولهم في هذه الدفعة من أصل ٦٠٠ طلب تم تقديمه.
وتصف العمادي، التي تعمل مع اللجنة العليا منذ سنة ٢٠١٢، هذه الشهادة بأنها "فرصة مذهلة لتبادل المعرفة. كانت تجربة رائعة وساعدتني فعلاً على توسيع مداركي. كما أنها عرّفتني على الابتكار وفتحت المجال أمامي للتواصل مع جيل جديد، وهو أمر ممتاز. شكّل البرنامج الدراسي فرصة لتغيير مفاهيم الناس إزاء قطر. في البداية كان هناك ٣١ شخصاً يهاجمون قطر ولديهم الكثير من الأسئلة حول كأس العالم. بذلتُ في بداية الأمر جهوداً كبيرة للدفاع. وكلّما استمع الناس إليّ أكثر، فهموا بشكل أكبر ما تحاول قطر أن تنجزه. وفي نهاية الرنامج، كان هناك ٣١ شخصاً يدعمون قطر، وفي حالات عدة، أصبحوا راغبين بزيارة المنطقة والعمل فيها".
يشتمل ماجستير فيفا على ثلاثة مواضيع دراسية رئيسية: الإنسانيات والإدارة والقانون. كما يشارك في المساق الدراسي مجموعة من المحاضرين الضيوف بالإضافة إلى زيارات ميدانية. ومنذ سبتمبر الماضي، درست العمادي في كل من جامعة ديمفورت في إنجلترا، وكلية بوكوني للإدارة في إيطاليا، وجامعة نيوشاتل في سويسرا.
وعن الدراسة، قالت العمادي: "تعرّفنا على صناعة الرياضة بكافة مناحيها، وليس فقط حول كرة القدم. اكتسبتُ معارف عن رياضات كثيرة أخرى، وبالأخص عندما يتحدث الطلاب عن الرياضات الوطنية في بلادهم، ومنها سباقات الماعز والركبي والكريكيت وغيرها من الرياضات. كان هناك تركيز كبير على الحركة الأولمبية، ودرسنا نشأة الرياضة وتطور قوانينها وضوابطها. وتطرقنا لمفاهيم مختلفة في دول متعددة، ومن بينها المقاطعة والعنصرية ومسائل ثقافية واجتماعية. كان أمراً ممتعاً جداً".
وخلال دراستها، استقطبت مسألة الحوكمة الرياضية اهتمام العمادي: "تعرّفنا على تشكيل وهيكلة المنظمات الرياضية، وكيفية حلّ النزاعات في دول مختلفة. كان أمراً مثيراً على وجه الخصوص التعرّف على كيفية إدارة المؤسسات الرياضية على المستوى المالي والاستراتيجي، بالإضافة إلى عملية تنظيم واستضافة الأحداث الدولية الكبرى".
وأضافت العمادي: "كان أمراً مثيراً أيضاً التعرف على مسائل مثل تعاطي المنشطات والفساد والمراهنات. إلى جانب ذلك، تم إطلاعنا بالتفصيل على النماذج الناجحة في مجال إصدار التراخيص واللعب النظيف مالياً، وهو ما يطبقه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم".
ومن بين المحاضرين الضيوف كان هناك السيد ناصر الخاطر مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة باللجنة العليا، والذي قّدم في الجزء الخاص بالإدارة من المساق التدريسي عرضاً بخصوص الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢. وعن هذه المشاركة، قالت العمادي: "قدّم مساعد الأمين العام عرضاً ممتازاً وأجاب على الكثير من الأسئلة. كان في غاية الصراحة وسلّم بأن هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به في إطار الاستعدادات لسنة ٢٠٢٢. لقد ساعد الطلاب كثيراً على فهم الإرث الذي ستتركه بطولة كأس العالم في قطر والمنطقة".
وكانت العمادي قد تعاونت في مشروعها الأخير مع ثلاثة طلاب زملاء لإعداد دراسة حملت عنوان "الترويج لدولة من خلال الرياضة: قطر نموذجاً". وقالت عن هذا المشروع: "بحثنا في السبل التي تنتهجها قطر نحو تحقيق رؤيتها بالاستثمار بالفرق الكبيرة، مثل برشلونة وباريس سان جرمان، وتطوير مبادرات تستهدف القواعد الرياضية مثل أسباير، واستضافة فعاليات كبيرة بدءاً من دورة الألعاب الآسيوية سنة ٢٠٠٦، ووصولاً إلى استضافة ٨٨ بطولة دولية في عام ٢٠١٥".
ونوهّت العمادي إلى أن هذا الإنجاز الذي حققته بنيل ماجستير فيفا سيساعد اللجنة العليا ويعود بالنفع عليها في مسيرتها المهنية: "يوفّر البرنامج فرصة مذهلة لتبادل المعارف. والآن، يتوجّب عليّ نقل تجاربي لتستفيد منها بلادي واللجنة العليا. البرنامج الدراسي برمّته كان بمثابة قصة، قصة الرياضة منذ نشأتها وتطورها على مرّ السنوات من ناحية التنافس والإدارة والقوانين والسياسات.
وختمت العمادي حديثها بأن "أحد أفضل مزايا ماجستير فيفا هو شبكة العلاقات التي يصبح الطالب جزءاً منها. التعرّف على خريجي الماجستير وهم يتحدثون عمّا يقومون به الآن كان أمراً مُلهماً للغاية. حيث إن هذه الشبكة تجعل المرء على تواصل مع كل من هو منخرط في صناعة الرياضة".