لا يُمثل البُعد الجغرافي عقبة في طريق تطوير الإنسان لمهاراته. فكما كان عليه الأمر في بطولتي كأس العالم لكرة القدم البرازيل ٢٠١٤ وكأس الأمم الآسيوية أستراليا ٢٠١٥، أوفدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث فريقاً من الخبراء إلى نيوزيلندا للرصد والمراقبة وليكونوا بمثابة منتدبين في كأس العالم تحت ٢٠ سنة. وبعد التواجد في النسخة الماضية من كأس العالم وكأس الأمم الآسيوية وكذلك الرحلة الأخيرة إلى نيوزيلندا، تكون مجموعة المراقبة والرصد التي بعثتها اللجنة العليا قد قطعت ما يزيد عن ٣٥ ألف كيلومتراً حول العالم لاكتساب المعارف والخبرات اللازمة لتنظيم نسخة مبهرة من كأس العالم سنة ٢٠٢٢.
وبتلك الرحلة يكون المنتدبون الذين أوفدتهم اللجنة العليا قد أتمّوا برنامجهم في نيوزيلندا بعد اكتساب المزيد من المعلومات والخبرات في إطار التحضيرات لعام ٢٠٢٢. وشملت المجموعة كوادر متنوعة من مختلف أقسام اللجنة العليا. وربما كان نيك ثورستون من بين أكثر المشاركين استفادة من الرحلة كونه نيوزيلندي وخبير الملاعب لدى اللجنة العليا، حيث مثّل قسم العمليات والتخطيط للبطولة. وبالنظر إلى أنه شارك في الماضي بتنظيم عدد من البطولات التي يُشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللجنة المنظمة المحلية، أصبح ثورستون يشجع بقوّة إرسال مجموعات للرصد والمراقبة إلى البطولات، وهو أمر يعتقد أنه جوهري لتنظيم نسخة عظيمة من كأس العالم سنة ٢٠٢٢.
وقال ثورستون: "أنا على قناعة بأنه خلال كل بطولة، وعلى المستويين المهني والشخصي، نكتسب دائماً معارف أساسية من خلال العمل مع الآخرين الذين قد تكون مقاربتهم وتجاربهم مختلفة. بما أني درست في مدينة دونيدين وكنتُ منخرطاً في دوائر كرة القدم المحلية قبل سنوات عدة، أصبحتُ قادراً على المساعدة بشكل مباشر في تنظيم الفعاليات، وكذلك اكتساب الخبرة والمعارف الضرورية للمساعدة في تنظيم بطولات كروية، وبالأخص بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢."
تشاطر ثورستون بهذه الأفكار مع زميله إيفان مارشينكو من قسم العمليات والتخطيط للبطولة والذي يشغل منصب كبير مسؤولي تخطيط الملاعب، والذي يعتقد أيضاً أن انتدابه إلى نيوزيلندا كان أمراً جوهرياً بالنسبة له، وقال في هذا الصدد: "أن أضطلع بدور في مجال العمليات مع فريق رائع في كأس العالم تحت ٢٠ سنة نيوزيلندا ٢٠١٥ كان بمثابة فرصة فريدة لاكتساب المعارف واستخدام خبرتي. فالمشاركة بتنظيم أي بطولة في مجال العمليات تجلب معها تحديات وبالتالي دروساً جديدة يمكن تعلّمها."
وأضاف مارشينكو: "يتمثل أحد أهداف اللجنة العليا بالجهوزية على مستوى العمليات. أعتقد أن اكتساب أفضل الخبرات الدولية من خلال الاضطلاع بدور مجال العمليات في ثاني أكبر بطولة لكرة القدم ينظمها الاتحاد الدولي للعبة سيكون بمثابة ثمرة أساسية لبرنامج الإعارة."
أما برادلي هابانا، كبير خبراء الرعاية في اللجنة العليا، والذي يعمل في قسم الاتصال والتسويق، فيعتقد أيضاً أنه من المهم التعرف على كيفية تنظيم كأس العالم تحت ٢٠ سنة في نيوزيلندا. وقال هابانا، الذي تم إيفاده إلى كرايستشيرش، وهي إحدى المدن المستضيفة: "عاشت المدينة بحقّ أجواء الاحتفال بكرة القدم، رغم الشعبية الكبيرة للعبة الرجبي هناك. كانت الإعارة استثنائية لجهة الخبرة التي اكتسبتها في مجال الإجراءات المتبّعة من قبل اللجنة المنظمة المحلية ومن الكوادر العاملة في الشُعب المختلفة للاتحاد الدولي لكرة القدم مثل الأمن والتنسيق وبطولات المنتخبات."
من جانبه، أشاد محمد أحمد، أحد المهندسين في مشروعي استاد خليفة واستاد البيت، والذي شارك في برنامج الرصد والمتابعة، بالعمل الجماعي والانسجام بين الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة المنظمة المحلية. وأعرب عن ذلك بقوله: "مستوى التفاعل المتبادل بين الاتحاد الدولي للعبة واللجنة المنظمة المحلية مدهش فيما يتعلق بتوفير التوجيه والإرشاد في مسائل معينة ذات صلة باحتياجات الملاعب وما ينتظره الاتحاد الدولي. إشراك المزيد من ممثلي أقسام اللجنة العليا سيعود بالفائدة حتماً فيما يتعلق باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢."
وبالنظر إلى أنه بانتظارنا المزيد من البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من الآن وحتى سنة ٢٠٢٢، فإن كادر اللجنة العليا للمشاريع والإرث سيستمر في السفر والترحال حول العالم لرصد ومراقبة العمليات في البطولات الكبيرة، ويشمل ذلك شغل مناصب إعارة، وكل ذلك لضمان أن تعيش الجماهير بعد سبع سنوات أعظم نسخة من كأس العالم على الإطلاق.