شاركت اللجنة العليا للمشاريع والإرث الأسبوع الماضي في قمة الاتحاد الأوروبي للسلامة وإدارة الاستادات، والتي عقدت في استاد الدراغاو - مقر نادي بورتو البرتغالي- بحضور أكثر من ٣٧٥ خبير ومتخصص ناقشوا أفضل الممارسات المتبعة في تنظيم البطولات الكبرى، وإدارة الاستادات وقواعد الأمن والسلامة فيها.
وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من ٣٠ متحدثاً من بينهم خليفة عبدالله المانع، مهندس أول لمشروع استاد الثمامة، الذي أطلع الحضور على الاستعدادات الجارية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، ومجريات العمل في الاستادات الثمانية التي ستستضيف مباريات البطولة.
كما سلط المهندس المانع الضوء على دور الأفراد في المناطق المجاورة للاستادات في تحقيق أهداف الإرث الذي تتطلع اللجنة العليا إلى تركه لأجيال بعد انتهاء البطولة، مشيراً إلى مزايا أول بطولة متقاربة المسافات ستستضيفها قطر في تاريخ المونديال، إذ سيتاح أمام المشجعين والزوار واللاعبين فرصة حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد.
وفي هذا الصدد، قال المانع: "نحرص من خلال إشراك المجتمعات في المناطق المجاورة للاستادات على ضمان تحقيق الاستفادة القصوى من إرث الاستادات بعد إسدال الستار على البطولة، إذ سيتم تحويل هذه الاستادات في مرحلة الإرث إلى مراكز مجتمعية حيوية. وبفضل التصميم المبتكر للطوابق العليا من مدرجات الجمهور، سنتمكن من خفض الطاقة الاستيعابية للعديد من هذه الاستادات عقب انتهاء البطولة، ليتم التبرع بالمقاعد الفائضة لتطوير مشاريع رياضية أخرى داخل قطر وخارجها".
وأضاف المانع: "استطعنا بفضل التخطيط الذكي لاستادات البطولة ابتكار قيمة تضاف إلى ميزة البطولة متقاربة المسافات وهي أن الجمهور واللاعبين لن يضطروا لقطع مسافات طويلة للوصول إلى الاستادات، نظراً لأن أطول مسافة بين استادين لا تتجاوز ٥٥ كم، الأمر الذي سيوفر لهم مزيداً من الوقت للراحة أو التدريب".
وتحدث المانع بالتفصيل عن استادات البطولة، خاصة استاد الثمامة بتصميمه الفريد المستوحى من شكل القحفية، وهي القبعة التقليدية التي يرتديها الرجال في أنحاء الوطن العربي، لافتاً إلى أن الاستاد من تصميم المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة.
وأكد المانع على أهمية الاستدامة في تصميم استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، قائلاً: "تأتي الاستدامة في جوهر خطط بناء استادات بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢، وذلك بدءاً من مرحلة تصميمها حتى مرحلة التخطيط لترك إرث بعد البطولة، مروراً بأعمال البناء. وبفضل هذه الجهود، من المتوقع أن يحصل مزيد من استادات البطولة على شهادة نظام تقييم الاستدامة العالمي من فئة الأربع نجوم نظير التزامها بتطبيق أعلى معايير الاستدامة في التصميم والبناء. علاوة على ذلك، ستستهلك كافة استادات البطولة عند تشغيلها مياه وطاقة كهربائية أقل بنسبة ٤٠%، هذا إلى جانب تمتع الاستادات بخصائص استدامة أخرى".
يشار إلى أن النسخة الخامسة من قمة الاتحاد الأوروبي للسلامة وإدارة الاستادات جاءت بالتعاون مع رابطة الأندية الأوروبية. وأصبح المؤتمر من أبرز الفعاليات التي يحرص على حضورها ممثلون عن أندية كروية، واستادات، ودوريات، واتحادات كرة القدم، من مختلف أنحاء العالم. وستُعقد الدورة المقبلة من القمة في يناير القادم في استاد غروباما أرينا في العاصمة المجرية بودابست.