بدأت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الهيئة المسؤولة عن تهيئة البنية التحتية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، باختبار تقنيات مبتكرة تم تصميمها للإسهام في تخفيف تأثير الحرارة المرتفعة على العمال في مواقع مشاريع كأس العالم خلال شهور الصيف.
وقد تلقى حوالي ١,٠٠٠ من العمال في استاد الوكرة مناشف تبريد مبتكرة الأسبوع الماضي، تجعل ظروف عملهم في الهواء الطلق أكثر راحة، إذا تعمل هذه المناشف على ترطيب الجسم بالماء البارد لمدة ٤ ساعات وذلك بعد غمسها في الماء لمرة واحدة، ويُمكن للعمال وضع المناشف المبردة حول أعناقهم وأذرعهم أو في جيوبهم ليشعروا بالراحة والبرودة المنعشة دون أن يكون في ذلك تقييد لحركتهم. وسيتم خلال الفترة القادمة توزيع ٩,٤٠٠ منشفة على العاملين في مختلف مشاريع للجنة العليا للمشاريع والإرث.
وتعمل اللجنة العليا أيضاً وبالتوازي مع هذه التجربة على تطوير حلول أخرى للتخفيف من تأثير الحرارة المرتفعة والتقليل من الإجهاد في مواقع العمل. أول هذه الحلول التي سيتم تجربتها في استاد الوكرة هو تطوير سترة تبريد خفيفة الوزن تعمل على مبدأ التبخر، وتساهم في الحد من الضغوط والإرهاق الناتجين عن الحرارة، من خلال تبريد النصف الأعلى من الجسم، وهي منطقة القلب ونظام الأوعية الدموية. أما الحل الثاني الذي تجري تجربته الآن فهو عبارة عن خوذة تبريد مبتكرة أشرفت على إعدادها اللجنة العليا بالتعاون مع باحثين من جامعة قطر ومؤسسة أسباير زون. ويمكن لهذه الخوذة أن تخفض درجة حرارة جسم من يرتديها بمقدار عشر درجات مئوية. وفي حال نجاح هذه التجربة، سيتم توزيع هذه الخوذة على العمال في جميع مواقع مشاريع بطولة كأس العالم.
وفي تعليقه على مباردة اللجنة العليا في استد الوكرة قال بلبير سينغ، مسؤول السلامة والأمن والبيئة في الاستاد: "إن الضغوط الناتجة عن الحرّ الشديد تمثل مشكلة في هذه الفترة من العام، لذا، علينا أن نكون على أعلى درجات اليقظة والانتباه من أجل ضمان حصول العمال على فترات راحة منتظمة، بحيث يحافظون على شرب السوائل والاحتماء بالظل. وتُعتبر هذه المناشف إضافة ممتازة لمساعدة العمال على التكيف مع ظروف العمل في فصل الصيف، لأنها سهلة الاستخدام، ولا تعيق حركة العمال، مما يعني أنها توفر شروط السلامة. ولم تكن مفاجأة أن الملاحظات التي تلقيناها من العمال في مواقع البناء كانت في غاية الإيجابية، وأنا أوصي بأن تتبنى جميع مواقع أشغال البناء في البلدان شديدة الحرارة هذه الفكرة للعمال."
وقد عملت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع شركة ميدماك وبور قطر وسيكس كونستركت من أجل تنفيذ هذه المبادرة التي من شأنها أن تساعد بشكل مستمر في حماية العمال في مشاريع اللجنة العليا خلال شهور الصيف.
بدوره قال محمود قطب، المستشار الأول في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ورئيس قسم رعاية العمال في اللجنة: "لقد كان تقييم استخدام مناشف التبريد إيجابياً جداً لحد الآن. إن الاستثمار الذي قمنا به لتطوير تقنيات التبريد يعكس حرص اللجنة العليا على تطوير حلول مبتكرة للتعامل مع التحديات التي يُواجهها تنظيم أول بطولة لكأس العالم في المنطقة، كما ينبع من التزام اللجنة العليا بتقديم أفضل الظروف للعمال في مواقع العمل وفي مساكنهم، وقد سعينا لتطوير حلول مبتكرة وفعالة للتخفيف من الضغوط الناتجة عن الحر الشديد، في فترة حساسة وحيوية من العام، وعلى أثر مجموعة من عمليات التطوير والتحسين الشاملة التي قمنا بها في المعايير الخاصة بالسكن وممارسات توظيف العمال، فإن هذه المبادرة تجسم مدى استعدادنا لاتخاذ ما يمكن من الإجراءات، من أجل توفير أفضل ظروف الراحة والسلامة للعمال. وأنا فخور جداً بالجهود التي بذلها الفريق في التنفيذ الفعال لهذه المبادرة، وأتطلع إلى مراجعة نتائج تجربة سترات التبريد في المدى القريب."
إن استثمار اللجنة العليا للمشاريع والإرث في تقنيات التبريد المخصصة للعمال، تأتي استكمالاً للجهود المستمرة في مجال تطوير معايير رعاية العمال فقد قامت اللجنة العليا الشهر الماضي بتفعيل أداة إلكترونية لقياس مؤشر الرطوبة، في إطار ما يطلق عليه اسم الحلول الذكية في إدارة سلامة العمل (SHAMS). ويقوم الجهاز بشكل آلي، بإطلاق إشارات تنبه بالتوقف عن العمل، عندما يصل مؤشر الرطوبة إلى أقصاه، وذلك بدلاً من النظام اليدوي المعمول به في منطقة الخليج، حيث يقوم مسؤولو السلامة برفع أعلام سوداء إيذاناً بضرورة التوقف عن أعمال البناء. ويعتبر هذا الجهاز المبتكر هو الأول من نوعه في المنطقة، وقد قامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بإعداده، بالتعاون مع مركز قطر للابتكارات الحركية (QMIC) في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
هذه السلسلة من تقنيات التبريد، تجعل من عام ٢٠١٧ عاماً استثنائياً فيما يتعلق برعاية العمال في مشاريع بطولة كأس العالم ٢٠٢٢. فخلال شهر أبريل، قامت مؤسسة المراقبة والتدقيق المستقلة 'إمباكت ليميتد' المتعاقدة مع اللجنة العليا، بنشر تقريرها السنوي الأول، الذي أشادت فيه بالاتجاه الذي تسير فيه رعاية العمال، في الوقت الذي أشارت فيه إلى الفرص الموجودة لمزيد من التطوير والتحسين. كما قامت إدارة رعاية العمال مؤخراً بتنظيم فحوص طبية للعمال نفذتها كلية الطب وايل كورنيل – قطر، الشهيرة، إلى جانب تفعيل الخط الهاتفي الساخن الذي يوفر للعمال فرصة أخرى للتقدم بملاحظاتهم وشكاواهم، بالإضافة إلى الإجراءات المعمول بها مثل منتديات رعاية العمال.