أدارت اللجنة العليا للمشاريع والإرث سلسلة من ورش العمل في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الجاري، حيث استعرضت خلالها أفضل الممارسات والمبادرات، والدروس المستفادة، والجهود المبذولة في مجال رعاية عمال مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢.
وشهدت ورش العمل التي نظمتها إمباكت ليمتد، شركة التدقيق الخارجي المستقل في اللجنة العليا، مشاركة ممثلين عن شركات عالمية مثل بريمارك، وبيربري، ويونيليفر، وتيسكو، إضافة لحضور مؤسسات معنية برعاية العمال، ونشطاء في حقوق الإنسان، وشركاء آخرين. وقد سلطت الورش الضوء على قضايا عمالية مُلحة مثل رسوم التوظيف، وآليات التظلم ورفع شكاوى العمال.
وقدّم السيد محمود قطب، المدير التنفيذي لإدارة رعاية العمال في اللجنة العليا، عرضاً توضيحياً ألقى من خلاله الضوء على التقدم الذي تحرزه اللجنة العليا لتحسين ظروف حياة نحو ٣٠ ألف عامل في مشاريع بطولة قطر ٢٠٢٢، وقال: "من المعلوم بأن العديد من المؤسسات تواجه ذات التحديات التي نواجهها، ويسعدنا أن نرى بأن الإنجازات التي نحققها في مجال رعاية العمال باتت نموذجاً تحتذي به مؤسسات وهيئات أخرى تتطلع إلى تحقيق إنجازات ملموسة في مجال رعاية العمال".
واستعرض قطب الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا في مجال رعاية العمال منها إعداد معايير رعاية العمال، والتي يتعيّن على جميع المقاولين العاملين في المشاريع المرتبطة ببطولة قطر ٢٠٢٢ الالتزام بها. كما تطرّق للحديث عن منظومة اللجنة العليا للتدقيق والتي لعبت شركة إمباكت ليمتد دوراً فاعلاً في إعدادها. علاوة على ذلك، ناقش قطب جهود اللجنة العليا في تطوير مواقع سكن العمال، والتدابير المتعلقة بالصحة والسلامة.
كما أن من أبرز القضايا التي تناولها قطب خلال الورشة هي قضية فرض رسوم على العمال مقابل توظيفهم، مشيراً إلى أن أكثر من ٢٥ مليون عامل في العالم يعاني من هذه المشكلة، لافتاً إلى أن اللجنة العليا قد بدأت عام ٢٠١٧ بمعالجة هذه القضية من خلال إطلاق منظومة خاصة لسداد الرسوم التي دفعها العمال. وقد نتج عن هذه الجهود موافقة ١٢٠ من مقاولي اللجنة العليا على سداد أكثر من ٨٠ مليون ريال قطري، أي نحو ٢٢ مليون دولار، لقرابة ٣١ ألف عامل خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أعوام.
إلى جانب ذلك، ناقشت الفعالية منتديات رعاية العمال التي أطلقتها اللجنة العليا بهدف إيصال صوت العمال ورفع تظلماتهم وشكاويهم. ويقوم حالياً المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية في قطر بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في قطر بدراسة هذه المبادرة لتعميمها على مستوى الدولة.
وأضاف قطب: "غالباً ما يعتمد القطاع الخاص على الحكومات فيما يتعلق بحماية حقوق العمال، بينما تتحمل الحكومات المسؤولية، إلا أنه باستطاعتنا ممارسة الضغوط على موردينا لدفعهم نحو منح العمال حقوقهم".
وحول أهمية ورش العمل، قال قطب: "تمثل هذه الفعاليات منصة مثالية للمشاركة والتفاعل مع مؤسسات تحمل القيم ذاتها، وقد سُعدنا برؤية اهتمام الشركات الحاضرة من مختلف دول العالم بتطبيق منظومة مماثلة للتعامل مع قضية حقوق العمال، وهذا تجسيد عملي للإرث القيّم الذي تتطلع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ إلى تركه ليس في قطر فحسب، إنما في العالم أجمع".
من جانبها، قالت ليبي أنات، مسؤولة مراقبة الاستدامة والتجارة الأخلاقية في سلسلة متاجر بريمارك: "سعدت بالمشاركة في هذه الفعالية التي استضافتها إمباكت ليمتد، واستعرضت خلالها اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر جهودها المتواصلة في مجال رعاية العمال. لا شك أن بإمكاننا إحراز مزيد من التقدم في سبيل تحقيق أهدافنا على صعيد رعاية العمال إذا ما استطعنا توسيع مداركنا، والاستفادة من خبرة مؤسسات وشركات خارج دائرة القطاعات التي نعمل بها، ومشاركة الحلول، وذلك للتغلب على التحديات التي تعيق تقدم جهود رعاية العمال".