نظّمت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع معهد جسور اللقاء الأول ضمن سلسلة من اللقاءات التعريفية لموظفي اللجنة العليا وشركائها للبدء في تأهيلهم للمشاركة في برنامج الرصد والمراقبة خلال بطولة كأس العالم روسيا ٢٠١٨.
جاء هذا اللقاء، الذي نظّمته إدارة عمليات وتخطيط البطولة باللجنة العليا بالتعاون معهد جسور، بهدف إعداد المرشحين للمشاركة في برامج مشابهة لبرنامج الرصد والمراقبة الذي أقيم خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم البرازيل ٢٠١٤ وحقق نجاحًا كبيرًا بمشاركة ٨٩ موظفًا من اللجنة العليا وشركائها توزعوا على خمس مدن من المدن المستضيفة للبطولة.
وقدم اللقاء نظرة شاملة للمشاركين حول كافة العمليات التشغيلية لبطولة كأس العالم لكرة القدم، كما أطلعهم على بعض المجالات الوظيفية اللازمة لإدارة الفعاليات الكبرى كالأمن وإدارة المرافق والإعلام والنقل والتسويق وغيرها من المجالات.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور ساكيس باتسيلاس، المدير التنفيذي لإدارة عمليات وتخطيط البطولة، أعقبها كلمة للسيد مارتن كالين، الرئيس التنفيذي لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم، تحدث خلالها بالتفصيل عن التجهيزات اللازمة لتنظيم فعاليات عالمية ناجحة.
وفي معرض حديثه عن إدارة البلد المستضيف للعمليات التشغيلية للبطولة، أكد السيد كالين، الذي كان مراقبًا للعمليات التشغيلية في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم الأخيرة في فرنسا ٢٠١٦، أن جودة التنظيم وشعبية الرياضة تعتبر من العوامل الرئيسية لنجاح أي بطولة، موضحًا أن تنظيم البطولات الكبرى يعزز من مكانة الرياضة والبلد المستضيف على حدٍّ سواء.
واستدل السيد كالين على كلامه بأمثلة توضيحية كثيرة، منها إشارته لشعور الشعب البرتغالي بالفخر تجاه تنظيم بلادهم لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم ٢٠٠٤، واصفًا الأجواء حينها بالمثيرة على حد تعبيره. كما أوصى كالين الدول المقبلة على تنظيم بطولات مرموقة بضرورة أن يشعر شعوبها بالفخر تجاه تنظيم البطولة.
وبعد أن اختتم السيد كالين كلمته، أُقيمت ورشة عمل قدّمها السيد نيل دونكاستر، الرئيس التنفيذي للدوري الأسكتلندي الممتاز لكرة القدم، والدكتور سو بريدج واتر من جامعة ليفربول، وعدد من المتخصصين في اللجنة العليا مثل رالي عمراني، أخصائي أول برامج المراقبة، وجاري موريتي، مدير أول فعاليات كرة القدم والتعليم.
وعقب انتهاء ورشة العمل، شارك الرائد علي العلي، نائب المدير التنفيذي للشؤون الأمنية في اللجنة العليا، والسيد زاك جوزيف، خبير المَرافق، والسيد خالد النعمة، مسؤول أول العلاقات الإعلامية باللجنة العليا، في جلسة نقاشية سلطوا الضوء خلالها على المهام التي كُلِّف بها المشاركون في برنامج الرصد والمراقبة في بطولة كأس العالم تحت ٢٠ سنة لكرة القدم ٢٠١٥ في نيورزلاندا، وبطولة أمم أوروبا لكرة القدم ٢٠١٦ في فرنسا، ونهائي دوري أبطال أوروبا الذي أقيم في مدينة كارديف ٢٠١٧.
وتحدث الثلاثة عن خبراتهم فيما يتعلّق بجاهزية الملاعب والتسويق التجاري والنقل والإعلام وتشغيل الاستاد والأمن، كما أسدوا عددًا من النصائح الهامة للمشاركين الذين سيتم اختيارهم للسفر إلى روسيا.
وعقب انتهاء الجلسة النقاشية، دعا المحاضرون المشاركين للتعرف على زملائهم ومواصلة استعدادهم لمشاركتهم المحتملة في برامج اللجنة العليا التي ستنظمها في روسيا.
وفي كلمته، قال الدكتور باتسيلاس:"الوقت يمضي كالسيف، وسرعان ما سنجد أنفسنا على أعتاب بطولة كأس العالم ٢٠٢٢. لذا، علينا الاستعداد لتنظيم بطولة مبهرة لا تلبي توقعاتنا فحسب بل تتجاوزها إلى أبعد من ذلك. وعلينا التعلم من تجارب مختلف البطولات، لاسيما بطولة كأس العالم في روسيا باعتبارها النسخة الأخيرة قبل تنظيم قطر للمونديال. كما ينبغي أن نتحلى بالقدرة على تحديد العقبات الرئيسية وتقديم الدعم للجنة المنظمة للبطولة كيفما أمكن، حتى نكتسب خبرات يمكننا نقلها إلى قطر بعد ذلك للاستفادة منها في بطولتنا".
وأضاف باتسيلاس: "إن هذه اللقاءات وما يماثلها من فرص، كبرامج الرصد والمراقبة والإعارة التي تتيحها اللجنة العليا على المدى الطويل، تتيح للموظفين فرصة فريدة للتدريب الميداني واكتساب الخبرة العملية. ويجب علينا أن نتعلم دائمًا من تجاربنا في الماضي وأن نستلهم منها العبر لبناء مستقبلنا، وتجربة بطولة كأس العالم لكرة القدم ليست استثناءً من ذلك".
وتابع باتسيلاس قوله: "ندعو كل من سيقع عليهم الاختيار للمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم روسيا ٢٠١٨ أن يغتنموا الفرصة، ويستمتعوا بكل لحظة يمضونها هناك، وأن يعودوا إلى قطر مسلحين بخبرات جديدة لنقلها إلى زملائهم والتعاون معهم لتنظيم بطولة كأس عالم مبهرة في عام ٢٠٢٢".
من جانبها، قالت عفراء النعيمي، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد جسور في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "يشرفنا التعاون مع زملائنا في اللجنة العليا لتنظيم برامج على قدر كبير من الأهمية في نجاح مسيرتنا وصولًا إلى عام ٢٠٢٢ وما يليه. يحمل معهد جسور رسالة واضحة منذ إطلاقه، تتمثل في إعداد جيل من الرواد في مجال إدارة وتنظيم الفعاليات الرياضية، وتمهيد الطريق أمام القدرات والكفاءات في دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وليس هناك من مثال يُجسّد سعينا لتحقيق هذا الهدف أفضل من تعاوننا مع اللجنة العليا لإعداد موظفيها خلال كأس العالم لكرة القدم روسيا ٢٠١٨".
وأضافت النعيمي: "إن نجاح برنامج الرصد والمراقبة عام ٢٠١٤ في البرازيل والنسخة القادمة منه في عام ٢٠١٨، سيلعب دورًا جوهريًا في استعدادنا عندما يحين دورنا في قطر لاستضافة بطولة كأس العالم. وتحقيقًا لهذا المقصد، يلتزم معهد جسور باغتنام كل دقيقة واستثمارها بأفضل طريقة ممكنة من الآن وحتى موعد البطولة".