شارك أكثر من ألف متطوّع من قطر والمنطقة في إنجاح تنظيم نهائي كأس الأمير ٢٠١٩، كأول مباراة يستضيفها استاد الجنوب في مدينة الوكرة، والذي أصبح ثاني الاستادات جاهزية لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، وأول استاد يُشيد بالكامل خصيصاً للمونديال.
وقبل موعد المباراة التي أقيمت في ١٦ مايو الجاري، حرصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على تنظيم دورات تدريبية للمتطوعين لضمان إعدادهم للمشاركة في إنجاح هذا الإنجاز على الطريق نحو استضافة مونديال العرب عام ٢٠٢٢، حيث أسهم المتطوعون خلال تلك الأمسية الاستثنائية في التنفيذ الناجح للحدث الكبير عبر عملهم وتعاونهم مع المعنيين في مجالات عدة شملت إدارة الفعاليات، والضيافة، والتسويق، والاتصال، وإدارة حشود الجماهير، والخدمات الأمنية والطبية.
وفي تصريح لها بهذه المناسبة، أشادت ميعاد العمادي، مديرة إدارة التواصل المجتمعي في اللجنة العليا، بالدور الفاعل للمتطوعين، مؤكدة أنهم يلعبون دوراً أساسياً في جهود قطر لاستضافة نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم بعد نحو ثلاثة أعوام من الآن، وقالت: "نتوجّه بالشكر لكافة المتطوعين الذين أظهروا التزامهم وحماسهم لإنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي. أمامنا كثير من الفعاليات التي سننظمها خلال العام الجاري والأعوام القادمة في طريقنا نحو استضافة بطولة قطر ٢٠٢٢، ونتطلع إلى أن يواصل متطوعونا تأدية أدوارهم الهامة خلالها".
وأكدت العمادي على حرص اللجنة العليا على إشراك المتطوعين من قطر والمنطقة في استعداداتها نحو مونديال ٢٠٢٢، قائلة: "من المهم مشاركة المتطوعين في هذه المرحلة من الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢، إذ يسهم ذلك في إعطائهم لمحة عما ينتظر الجميع عام ٢٠٢٢، إضافة إلى إعداد هؤلاء المتطوعين، ونحن كذلك، للتغلب على التحديات التي ستواجهنا خلال رحلاتنا نحو تنظيم الحدث الرياضي الأضخم في العالم. لا شك أن للمتطوعين دور أساسي في مساعدتنا على تقديم تجربة ممتعة للمشجعين عام ٢٠٢٢. لذا، تمنح مثل هذه الفعاليات الرياضية فرصة قيمة للمتطوعين لتطبيق ما تدربوا عليه وتفعيل المهارات التي اكتسبوها، لضمان أن نكون نحن والمتطوعون على جاهزية تامة عام ٢٠٢٢".
وشكّلت المشاركة في تنظيم نهائي كأس الأمير ٢٠١٩ أمسية استثنائية بالنسبة للمتطوعين الذي أعربوا عن حماسهم وهم يشهدون عن قرب جاهزية استاد آخر لاستضافة مباريات المونديال، عندما تستقبل قطر العالم في ٢٠٢٢.
وحول ذلك قال مجد الدين محمد، متطوع من قطر: "فاقت المشاركة في هذا الحدث كل تطلعاتي، حيث تطوّعت في تنظيم مباراة شرفها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كما شهدت مشاركة جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). أشعر أن ذلك بمثابة مكافأة للعمل الجاد الذي بذله فريق العمل، وأتطلع بكل شغف للمشاركة مجدداً في مثل هذه الأحداث الرياضية في قطر".
وأضاف مجد الدين: "أضافت تجربة التطوّع هذه الكثير إلى خبرتي في مجال العلاقات العامة، كما أثرت مهاراتي الشخصية خاصة تلك المتعلقة بالحاجة إلى التحلي بالمرونة خلال العمل مع الزملاء. ففي مثل هذه الفعاليات الكبرى قد تطرأ تغيرات في اللحظات الأخيرة، ما يتطلب سرعة التعامل معها بما يتوافق مع طبيعتها".
من جانبها، قالت لطيفة الدرويش، متطوعة من قطر: "أبهرتني أجواء الاستاد وتفاعل الجمهور، وشعرت حينها أن مشاركتي في هذا الحدث تجربة فريدة يندر أن تتكرر. قبل يوم المباراة، بدا لنا أن ١٠٠٠ متطوع عدد كبير للغاية، ولكن عندما تواجدنا في الاستاد، أدركنا أن العدد لم يكن كبيراً بالنظر إلى حضور ٤٠ ألف مشجّع. وكان من الرائع بالنسبة لي كمواطنة قطرية أن أرى تواجد أفراد من جنسيات مختلفة في مباراة محلية، ما جعلني أتوقع عظمة وضخامة بطولة قطر ٢٠٢٢ عندما نستقبل المشجعين من مختلف أنحاء العالم".
وكان مئات المتطوعين قد قدموا إلى قطر خصيصاً للمشاركة في تنظيم نهائي كأس الأمير ٢٠١٩، ما مثّل تجربة لا تنسى لهم في رحلتهم نحو الإسهام في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم الأولى في العالم العربي.
وفي هذا السياق، أعرب زاهر الإسماعيلي، متطوّع من سلطنة عُمان، عن سعادته وفخره بالتجربة وقال: "بصفتي من بلد شقيق وجارٍ لدولة قطر، أشعر بفخر عظيم لوجودي هنا في هذا الاستاد الجديد ومشاركتي في تنظيم المباراة. لقد تابعت تتويج قطر بكأس آسيا في وقت سابق من العام الجاري، وكان حدثاً تاريخياً، والآن أًصبحت جزءاً من التاريخ الكروي لقطر بمشاركتي في هذا الحدث المبهر".
وقال مشعل عبد الله من الكويت: "سعيد للغاية لمشاركتي في هذا الحدث الكبير والهام، وأفخر بتمثيل بلدي الكويت في هذه المناسبة التاريخية".
يشار إلى أن أكثر من ٢٦٥ ألف شخص من أنحاء العالم سجّلوا رغبتهم للانضمام إلى برنامج التطوّع التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث، لدعم الاستعدادات المتواصلة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢.