قام أعضاء المجموعة الشبابية ٢٠١٦، التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث، بنشاط هام في إطار تطوير مهاراتهم على المستوى الشخصي من خلال المشاركة في ورشة عمل نظّمها معهد جسور الأسبوع الماضي تحت عنوان "دروس في القيادة من الرياضة".
شهدت الورشة مشاركة وتفاعلاً من أعضاء المجموعة الشبابية الخمس والأربعين في العرض التقديمي الأساسي الذي حمل عنوان " البناء والمحافظة على بيئة نشطة في صناعة متقلبة وتنافسية" والتي قدّمها داميان كومولي مدير كرة القدم السابق في ناديي ليفربول وتوتنهام هوتسبر.
وبالنسبة إلى كومولي، الذي ضمّ نجوماً حاليين كبار من أمثال غاريث بيل ولويس سواريز خلال عمله مع ناديي توتنهام وليفربول على التوالي، فقد قدّم أنماطاً قيادية مختلفة يتم العمل بها في عالم الرياضة خلال عرضه الزاخر بالمعلومات والحكايات من مسيرته الكروية الحافلة كأحد كبار المسؤولين التنفيذيين في اثنين من أكبر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفي الورشة أيضاً، تحدّث توم كروس، المختص في علم النفس الرياضي والذي يعمل مع نادي ساسكس كاونتي للكريكيت في إنجلترا وسبق له أن عمل مع منتخب بريطانيا العظمى للهوكي في دورة الألعاب الأولمبية لندن ٢٠١٢. وتطرّق في عرضه لنظرية القيادة.
تم تقسيم أعضاء المجموعة الشبابية إلى فرق صغيرة أثرت محتوى الورشة بالمداخلات الفردية للمشاركين وكذلك آراء الفرق. وعكست هذه المشاركة الفعالة، التي أشاد بها كومولي، حقيقة أن المبادرة التي أطلقتها إدارة التواصل المجتمعي اختارت الأفراد المناسبين وذلك في دورتها الثانية على التوالي منذ إطلاقها.
وتهدف المجموعة الشبابية إلى منح الشباب في قطر، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو خلفيتهم العرقية صوتاً خلال مرحلة تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ وكذلك مرحلة الإرث، وذلك من خلال زرع روح الفخر بأول نسخة من البطولة يستضيفها الشرق الأوسط.
وكما كان عليه الأمر بالنسبة لنظرائهم في الدورة الأولى للبرنامج سنة ٢٠١٥ والذين تخرّجوا في مارس الماضي، بدأت دفعة ٢٠١٦ بتعزيز مهاراتها واكتساب المعارف من خبراء في مجالات مختلفة. ومن خلال أربع فعاليات سابقة خلال العام، تفاعل أعضاء المجموعة الشبابية مع فنانين ومؤرخين ومصممين ومهندسين مدنيين مخضرمين يعملون في إنشاء استادات قطر ٢٠٢٢، ومن المنتظر أن يشاركوا في سبع فعاليات أخرى قبل تخرّجهم.
وبالنسبة إلى منار عبد الله هاشم، الطالبة القطرية التي تدرس في جامعة فيرجينيا كومنويلث وتبلغ من العمر ٢١ عاماً، فقد كان عرض كومولي بمثابة تجربة تعليمية هامة: "الجانب الأبرز من عرضه كان فكرة أن حل المشاكل بشكل سريع هو جوهر القيادة الجيدة، ولذلك بوسع كل فرد أن يطمح أن يكون قائداً في مجال عمله أو في مجتمعه المحلي".
وأردفت طالبة تصميم الغرافيك: "إني فخورة باستضافة بلادي لبطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢. والدروس التي استقيتها من الورشة ستساعدني على تقديم ما أنا قادرة عليه لبلادي خلال مرحلة تنظيم البطولة ومرحلة الإرث".
أما جوشوا جياو، الطالب في المدرسة الفلبينية في الدوحة، فقد أشار إلى أن عرض كومولي سيُساعده على تمثيل بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ في المجتمع الشبابي لقطر، وكذلك في بلده الأم الفلبين: "باعتباري مواطناً آسيوياً مقيماً في الدوحة، إني فخور بكأس العالم وأشعر أني معنيّ به. سأمثّل البطولة في قطر، وكذلك في الفلبين، ويتعيّن عليّ أن أبني علاقات قوية من أجل إيصال رسالتي. فِكرة كومولي بأن السمة المميزة للقائد الناجح تتمثل بقدرته على تكوين علاقات شخصية جيدة والمحافظة عليها هي أمرٌ يدفع للتفكير ملياً".
أما كومولي نفسه، وفي دردشة له مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa، فقد أعرب عن إعجابه بصفاء ذهن المشاركين وقدرتهم على التركيز: "برأيي، الجانب الأساسي للإرث في أية بطولة رياضية هامة يتمثّل بالناس. وبما أن الفئة الشابة هي المسؤولة عن استضافة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، فإن أعضاء اللجنة الشبابية يضطلعون بدور جوهري في إنجاح البطولة. وبالنظر إلى ملاحظاتهم الثاقبة والشغف الذي أظهروه وقدرتهم على التفكير بشكل جماعي، إني على قناعة أن بوسعهم أن يكونوا سفراء جيدين للبطولة".
يُذكر أن الفعالية المقبلة للمجموعة الشبابية ستكون بتاريخ ١٥ أكتوبر/تشرين الأول والتي يتفاعلون فيها مع خبراء في اللجنة العليا بخصوص جوانب مختلفة من بطولة كأس العالم لكرة القدم.