شارك وفد من اللجنة العليا للمشاريع والإرث برئاسة سعادة الأمين العام حسن الذوادي في فعاليات النسخة الثامنة من مؤتمر كونكورديا الذي يُعقد في نيويورك على هامش فعاليات الدورة الثالثة والسبعين لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد تحدث الذوادي في اليوم الأول للمؤتمر في جلسة حوارية شاركه فيها دايفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني الأسبق ورئيس اللجنة الدولية للإنقاذ، وأدارها الرئيس التنفيذي لمؤتمر كونكورديا ماثيو سويفت.
وخلال الجلسة التي تركزت حول الدور التنموي للفعاليات الرياضية ودور بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ في تنمية المجتمعات محلياً وعلى المستوى العالمي، أعلن سعادة الأمين العام عن وجود جهود لإطلاق مبادرة عالمية تُعنى باللاجئين والمهجرين وذلك بالتعاون بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث واللجنة الدولية للإنقاذ والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" حيث قال: "منذ اللحظة الأولى كانت دولة قطر مدركةً لأهمية بطولة كأس العالم في إحداث التغيير الإيجابي، وقد سعت فعلاً لتحقيق ذلك على عدة مستويات ومن خلال برامج مختلفة كبرنامج الجيل المبهر الذي يهدف لتطوير مهارات وقدرات الفتيان والفتيات في المجتمعات الأقل حظاً وقد استفاد من هذا البرنامج حتى الآن أكثر من ٢٥٠,٠٠٠ ألف شخص في دول عدة كباكستان والنيبال والأردن ولبنان وغيرها".
مضيفاً: "وبناءً على الجهد الذي تقدم والإنجازات التي تحققت على الأرض في مجال التنمية المجتمعية فإننا نسعى الآن لتطوير مبادرة عالمية تُعنى بتخفيف معاناة اللاجئين والمهجرين والتعريف بقضيتهم حول العالم وذلك بالتعاون مع اللجنة الدولية للإنقاذ والاتحاد الدولي لكرة القدم، ونأمل أن نُعلن عن تفاصيل هذه المبادرة قريباً وذلك فور الانتهاء من وضع إطارها العام ومجالات نشاطها".
بدوره أكد دايفيد ميليباند رئيس اللجنة الدولية للإنقاذ على أهمية بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ كمنصة عالمية يُمكن لها أن تُسهم في تعزيز الوعي العالمي بقضايا رئيسية قائلاً: "تُمثل بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ فرصة استثنائية يُمكن لنا من خلالها أن نُسلط الضوء على تحديات كبرى يواجهها العالم ومن بينها قضية اللاجئين والمهجرين داخل أوطانهم والذين تُقدر أعدادهم بالملايين ويُعانون من نقص في الإمدادات والمساعدات خاصة تلك التي تُقدم لهم الخدمات الأساسية التي تُمكنهم من بناء مستقبلهم كالتعليم والتدريب والخدمات الصحية".
وأوضح ميليباند أن العمل يجري الآن بالتعاون مع اللجنة العليا لتطوير آلية عمل هذه المبادرة تمهيداً للإعلان عنها قريباً، معرباً عن أمله بأن تشمل هذه المبادرة القارات الخمس التي يتوزع عليها اللاجئون والمهجرون وأن تُنفذ خمس برامج مختلفة في كل واحدة من هذه القارات تأخذ بعين الاعتبار احتياجات وأولويات اللاجئين فيها مع التركيز على توفير فرص التعليم والتدرب والتطوير للاجئين، وأكد ميليباند في نهاية حديثه على سعي الشركاء للوصول لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ وقد باتت هذه المبادرة، مبادرة فاعلة تتضمن خطة عمل وأهدافاً واضحة وبرامج تنفيذية عاملة بالفعل وذلك كي يتم تقديمها لمئات ملايين الجماهير الذين سيتابعون البطولة ودعوتهم للمشاركة في تحمل هذه المسؤولية العالمية.
كما تطرق سعادة الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي خلال الجلسة الحوارية لالتزام دولة قطر بتنظيم بطولة استثنائية تعود بالنفع على المجتمع القطري وعلى دول المنطقة والعالم، مشيراً للجهد الكبير الذي بذلته دولة قطر على مدى السنوات الماضية في مجال تعزيز حقوق العمال وحمايتها بدءاً من تطوير آليات إنفاذ القوانين مروراً بالتشريعات التي وفرت ضمانات قانونية لحقوق العاملين كوضع حد أدنى للأجور، ونظام حماية الأجور وتشديد العقوبات على المخالفات، وبناء مدن عمالية تضمن ظروف سكن لائقة للعمال، وصولاً للإجراءات التي تبنتها اللجنة العليا لضمان توفير حياة كريمة وظروف عمل آمنة للعاملين في كافة مشاريع بطولة كأس العالم وحتى العمل مع الشركات وجهات التوظيف لضمان الحد من ظاهرة دفع مبالغ مالية مقابل التوظيف بل وتعويض العمال الذين كانوا ضحية لممارسات كهذه في بلدانهم الأصلية.
ويُعقد مؤتمر كونكورديا بشكل سنوي منذ عام ٢٠١١ في مدينة نيويورك على هامش فعاليات اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويحضره مجموعة من قادة الفكر والمسؤولين من القطاعين العام والخاص، ويهدف هذا المؤتمر لتعزيز الشراكات الدولية وتطوير آليات العمل بين المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة عبر العالم وذلك للمساهمة في معالجة التحديات الرئيسية التي تواجه العالم كالأمن العالمي وآثار الحروب وتعزيز النمو الاقتصادي ومواجهة البطالة. ويعد هذا المؤتمر أكبر حدث مصاحب لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد شملت قائمة المتحدثين لهذا العام كلاً من الرئيس البرازيلي ميشيل تامر والرئيس الكولومبي إيفان ماركيز والرئيسة التنفيذية للبنك الدولي كريستالينا جورجيفا.