ألقى سعادة الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث السيد حسن الذوادي صباح اليوم كلمة خلال افتتاح الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية.
وتهدف الدورة التي تعقد ثلاث مرات سنوياً، والتي افتتحها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، إلى توفير منصة لأعضاء مجلس حقوق الانسان لمناقشة سبل تعزيز وحماية حقوق الانسان في إطار جدول أعمال ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة لدى الأمم المتحدة.
وخلال كلمته، أكد الذوادي على قدرة الرياضة على جمع الشعوب والتقريب بينها، خاصة في الوقت الذي نعيشه والذي يشهد صعود خطاب الانقسام وتعزيز الاختلافات الثقافية بدلاً من التركيز على التشابهات، حيث قال: "الرياضة، وبالتحديد كرة القدم، هي منصة تحاكي القيم الإنسانية لدى الجميع بغض النظر عن معتقداتهم أو ثقافاتهم أو أصولهم المختلفة، وهي تعزز مفاهيم الصدق والنزاهة والتواضع، لا سيما الروح الرياضية واحترام الآخرين وهي القيم التي يحتاجها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح سعادته أن قدرة الرياضة على جمع الشعوب رغم اختلافاتها هي أحد الحوافز الأساسية التي دفعت دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، قائلاً: "بطولة كأس العالم هي فعالية رياضية غير مسبوقة بقدرتها على جمع كافة أطياف المجتمع الدولي في منصة واحدة، ونريد استثمار هذه القدرة وتوظيفها لدفع عجلة التغيير الإيجابي في منطقتنا حتى نضمن أن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢ نقطة تحولية في منطقتنا تترك إرثاً مستداماً يساهم في تحسين مستقبلنا".
وأضاف: "ستساهم البطولة بمد جسور التواصل ما بين منطقتنا والعالم، حيث ستوفر لزوار دولة قطر عام ٢٠٢٢ فرصة للتعرف على ثقافة المنطقة العريقة وكرم الضيافة لدى شعوبها في أجواء حماسية تجمع المشجعين والزوار على الشغف بكرة القدم، لنظهر بذلك الصورة الحقيقية عن منطقتنا بعيداً عن الصورة النمطية والمفاهيم الخاطئة التي يُروج لها".
كما تحدث الذوادي عن دور بطولة كأس العالم لكرة القدم في تسريع وتحفيز التغيير الاجتماعي الإيجابي في دولة قطر، لا سيما فيما يخص رعاية العمال، حيث قال: "لطالما آمنا بقدرة بطولة كأس العالم على المساهمة في تحقيق التطور الإيجابي اللازم لضمان صحة وسلامة كافة العمال الوافدين الذين يساهمون في بناء وطننا، حيث جاءت بطولة كأس العالم كمحفز لتسريع عملية الإصلاح التي شهدتها هذه المسألة. وفي إطار عملنا على تحسين ظروف رعاية العمال، أبرمنا شراكات بناءة مع مؤسسات دولية مكنتنا من التعامل مع التحديات التي كنا نواجها بشفافية ومصداقية".
وتابع سعادته الحديث عن جهود اللجنة العليا تحديداً في هذا المجال، لا سيما معايير رعاية العمال الصارمة، ونظام التدقيق الشامل ذو الأربع مستويات، وتعاونها مع منظمات دولية عديدة كالاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب الذي يتخذ من جنيف مقراً له وكلية وايل كورنيل للطب – قطر وشركة "إمباكت ليمتد"، وجهودها لتعويض الرسوم التي يدفعها العمال في بلدانهم الأصلية بطريقة غير قانونية لعملاء محليين في تلك البلدان للتوظيف.
واختتم الذوادي كلمته بالتأكيد على قدرة الفعاليات الرياضية الكبرى على إحداث التغيير الاجتماعي الإيجابي، داعياً ممثلي المجتمع الدولي الحاضرين في الدورة إلى الوقوف مع دولة قطر لتحقيق هذا الهدف من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ والعمل يداً بيد لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، موضحاً أن البطولة تعد فرصة استثنائية للاحتفاء بالقيم الإنسانية التي تجمع كافة شعوب العالم وتعزيز حقوق الإنسان في المنطقة.
بدوره، تحدث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين في كلمته عن تعريف حقوق الانسان عبر التاريخ ومعناها اليوم، مشدداً على عنصر العمل الجماعي الذي يجب المجتمع الدولي الالتزام به لضمان حماية حقوق الانسان. كما تحدث الحسين في كلمته عن عددٍ من أبرز قضايا حقوق الإنسان التي تواجه المجتمع الدولي والخطوات اللازمة لحلها.
كما شارك في الافتتاح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، والذي تحدث عن الدور الهام الذي يلعبه التعليم في ضمان وتعزيز حقوق الإنسان، لا سيما حقوق المرأة.
وعقب الافتتاح، اجتمع سعادة الأمين العام بمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان لمناقشة عددٍ من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون القائم ما بين اللجنة العليا ومجلس حقوق الانسان.
هذا وتعتبر الدورة الثامنة والثلاثون لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة هي الأخيرة التي تقام تحت رعاية مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، والذي سيختتم فترة قيادته للمجلس التي امتدت لأربعة أعوام هذا الصيف. وخلال فترة عمله في المجلس، لعب الحسين دوراً هاماً لتحسين وتعزيز حقوق الانسان في العالم والمنطقة العربية.
وتأتي مشاركة الذوادي في الجلسة في إطار التعاون الوثيق بين اللجنة العليا والأمم المتحدة خلال العام الماضي، حيث قامت اللجنة العليا في سبتمبر الماضي بتنظيم معرضٍ تحت عنوان "تطويع الرياضة لتحقيق التنمية المستدامة" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما شارك الأمين العام في فعالية نظمها الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة على هامش أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في فبراير تحت عنوان "استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى: تعزيز احترام حقوق الإنسان"، وكان آخرها فعالية نظمها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في أبريل تحت عنوان "الرياضة من أجل التنمية المستدامة ومنع الجريمة".