واصلت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام ٢٠١٩ إحراز تقدم هائل على صعيد الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر ٢٠٢٢™، حيث استضاف استاد الجنوب في مايو ٢٠١٩ نهائي كأس الأمير، ليصبح ثاني الاستادات جاهزية لمونديال ٢٠٢٢، بينما يقترب اكتمال الأعمال في الاستادات الستة الأخرى.
نجحت قطر في استضافة اثنتين من البطولات الكبرى هما بطولة كأس الخليج العربي ٢٤، وبطولة كأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠١٩™، الأمر الذي أبرز جاهزية البلاد التي تواصل استعدادها لتنظيم الحدث الرياضي الأهم في العالم بعد أقل من ثلاثة أعوام.
يرى سعادة السيد حسن عبدالله الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أن عام ٢٠١٩ شكّل محطة بارزة على طريق استضافة النسخة الأولى من بطولة كأس العالم ™FIFA في العالم العربي. تعرض السطور التالية حواراً مع الأمين العام حول ما تحقق خلال عام آخر من مسيرة اللجنة العليا:
ما هي الدروس المستفادة من استضافة بطولتي كأس الخليج العربي ٢٤ وكأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠١٩™ في نوفمبر وديسمبر ٢٠١٩؟
أكد نجاحنا في استضافة البطولتين على أننا على الطريق الصحيح نحو تنظيم نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم ™FIFA في قطر عام ٢٠٢٢. لقد أسهمت استضافة هاتين البطولتين في إكسابنا خبرة عملية قيمة في العديد من الجوانب التنظيمية مثل التذاكر، والترتيبات الأمنية، والاتصال، والسفر، وأماكن الإقامة، والمراسم، وغيرها، ما جعل البطولتين في غاية الأهمية بالنسبة لنا. ونتوقع النجاح ذاته عندما نستضيف عام ٢٠٢٠ بطولة كأس العالم للأندية ™FIFA وغيرها من المباريات والبطولات الكروية التي تمثل فرصاً هامة لاكتساب مزيد من الخبرات التي سنستفيد منها في ٢٠٢٢ وبعده.
شهدت بطولة كأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠١٩™ حضور آلاف المشجعين من أنحاء العالم، وقد جاء غالبيتهم إلى قطر للمرة الأولى، فهل ترى أن استضافة البطولة كانت بمثابة اختبار هام للبلد الذي سيستضيف النسخة المقبلة من المونديال؟
بالطبع؛ شكّل ذلك اختباراً بالنسبة لنا، وقد أسعدنا الترحيب بالجميع في قطر، وهذا ما نؤكد عليه دوماً خاصة ونحن نتطلع إلى إبراز كرم الضيافة القطرية والعربية وطيب الترحاب بضيوفنا، وهو ما استطعنا تحقيقه خلال بطولة كأس العالم للأندية التي أتاحت الفرصة أمام المشجعين للتعرّف أكثر على بلد مضياف يمتاز بالود وطيب الترحاب بضيوفه، ويبذل قصارى جهده لتقديم تجربة استثنائية للمشجعين.
ورغم نجاح استضافة بطولتي خليجي ٢٤ وكأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠١٩™، ندرك أن ثمة جوانب يمكن تحسينها لضمان تقديم تجربة أفضل للمشجعين. ينبغي أن تحظى بعض الجوانب التنظيمية بالأولوية، مثل السفر، والأمن، والتذاكر. ونحتاج كذلك إلى إطلاع المشجعين بشكل أكبر على الاعتبارات الثقافية في الدولة، ليشعروا بالراحة حيال زيارتهم إلى قطر.
كيف تقيّم أثر مترو الدوحة على تنظيم البطولتين في ضوء تشغيل جميع خطوطه؛ الأحمر والأخضر والذهبي؟
أرى أن نقل مجموعات كبيرة من المشجعين والزوار من مكان إلى آخر سيمثل إحدى تحدياتنا في ٢٠٢٢، ونحتاج إلى وضع خطة دقيقة تضمن نقل المشجعين واللاعبين والمسؤولين بين الفنادق وملاعب التدريب والاستادات ومناطق المشجعين بكل سهولة ويُسر. ولا شك أن تشغيل خطوط المترو خلال هاتين البطولتين عاد بفائدة عظيمة وأثر إيجابي هائل على جهود التنظيم، فهي وسيلة انتقال مريحة تلائم الجميع، كما أنها الأسرع والأقل تكلفة للانتقال من مكان إلى آخر في قطر. ويرجع الفضل في توفير هذه الوسيلة العصرية والتجربة الاستثنائية إلى شركة سكك الحديد القطرية (الريل) التي أسهمت جهودها القيمة في تنفيذ هذا المشروع الحيوي وإثراء تجربة المشجعين خلال فترة البطولتين.
وفي الوقت الراهن وخلال الشهور القادمة، نعكف على مراجعة كافة مراحل رحلة المشجعين بدءاً من استقلال المترو وحتى جلوسهم في مقاعد الاستاد، وذلك للتعرف على مدى سهولة وصولهم إلى محطات المترو، وتقييم مدى استفادتهم من إتاحة التنقل بالمترو مجاناً في أيام المباريات، والتعرف على تجربة المشجعين أثناء انتقالهم سيراً على الأقدام من محطة المترو إلى الاستاد، إضافة إلى تقييم مدى سهولة اجتياز المشجعين الإجراءات الأمنية عند بوابات الاستاد ثم وصولهم إلى مقاعدهم.
أُعلن عن جاهزية استاد الجنوب في مايو ٢٠١٩ عندما استضاف نهائي كأس الأمير، فهل نتوقع جاهزية استادات أخرى خلال عام ٢٠٢٠؟
شكّلت جاهزية استاد الجنوب محطة في غاية الأهمية بالنسبة لنا كونه أول الاستادات التي يجري تشييدها بالكامل خصيصاً لاستضافة منافسات مونديال ٢٠٢٢. لقد كان من الرائع أن نرى مقاعد الاستاد وقد امتلأت بالمشجعين في نهائي كأس الأمير، ولا شك أن مثل هذه الأحداث تمثل محطات بارزة على طريقنا نحو مونديال قطر ٢٠٢٢. أما فيما يتعلق بجاهزية مزيد من الاستادات في عام ٢٠٢٠، فيجري العمل الآن لاستكمال المراحل النهائية لبناء استادات المدينة التعليمية، والبيت، والريان، والثمامة. كما يستمر البناء في مراحل متقدمة في استادي راس أبو عبود ولوسيل، وسيجري إنجازهما قبل وقت كافٍ من انطلاق منافسات مونديال ٢٠٢٢.