يُعرف علي يوسف في محيط مدينة الوكرة بـ "مستر الوكرة"، وقد ارتبط بمنطقته وفريق نادي الوكرة لكرة القدم منذ نحو خمسة عقود. وفي مقابلة له مع اللجنة العليا قبيل استضافة استاد الوكرة نهائي كأس الأمير في ١٦ مايو الجاري، يتحدث علي يوسف عن فخره بهذا الصرح الرياضي الاستثنائي، وتطلعه بشغف لهذا اليوم، وتطلعاته لمستقبل مدينته الوكرة.
لديك تاريخ طويل مع نادي الوكرة الرياضي، فهل لك أن تسرد لنا ذكريات الأيام الأولى؟
كانت بداياتي مع نادي الوكرة الرياضي كلاعب ضمن الفريق الرديف، لأنتقل بعدها إلى الإدارة، حيث شغلت عدداً من المناصب أهمها أمين عام النادي لفترة طويلة. يحفل مشواري مع نادي الوكرة الرياضي بكثير من المحطات، وما زلت أذكر تلك الأيام التي كان يُدار فيها النادي من فلل قديمة أو بيوت من الطين، وكيف تعاون كافة العاملين في النادي لإزالة الصخور والحصى وتجهيز أرضية الملعب للاعبي الفريق.
أكاد لا أصدق كيف تغيرت الأحوال وازدهرت مدينتي بهذه السرعة! فاليوم، تمتاز الوكرة بمرافق رياضية متطورة لا تخدم كرة القدم وحدها، بل أيضاً ألعاب القوى، وكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وتنس الطاولة.
سيسطع نجم مدينة الوكرة وستصبح وجهة أساسية أثناء بطولة قطر ٢٠٢٢، فماذا يعني ذلك بالنسبة لسكان المدينة؟
يغلب على أهل الوكرة طابع المرح والحماس، وتعد هذه البطولة الحدث الرياضي الأبرز في العالم، وتتطلع كافة دول العالم لاستضافتها. وقد كان قرار قيادتنا الحكيم بتكريس كافة الجهود للتقدم بملف قطر لاستضافة مونديال ٢٠٢٢ هو البداية لتحقيق إنجاز يفخر به جميع القطريين. ولا شك أن اختيار الوكرة لاستضافة بعض مباريات المونديال شكّل حافزاً لسكانها لتنفيذ عملية تطوير شاملة، وتواصل المدينة مسيرة تطورها لتستقبل عام ٢٠٢٢ المشجعين من كافة أنحاء العالم، لينعموا بمرافق عالمية المستوى في مدينة تجمع بين أصالة الماضي وتطور الحاضر والتطلع للمستقبل.
برأيك، ماذا يعني استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر بالنسبة للعالم العربي؟
قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى: "باسم كل العرب، نرحب بالعالم في كأس العالم ٢٠٢٢"، وستبقى وهذه كلمات خالدة محفورة في ذاكرة التاريخ، وسنسترشد دائماً بكلمات سموه.
نرحب بالجميع، أصدقائنا وأشقائنا من أنحاء العالم. قطر تحتضن الجميع، والوكرة تفتح ذراعيها لمشجعي المونديال من مختلف الدول. إننا متحمسون لاستقبال نهائي كأس الأمير في استاد الوكرة المونديالي.
هل ما زلت تذكر شعورك عند الإعلان عن فوز ملف قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢؟ وما هي تطلعاتك للبطولة؟
لا يمكنني وصف السعادة التي شعرنا بها في قطر آنذاك، فقد تابعتُ بطولة كأس العالم لكرة القدم في عدد من الدول، وهذا حدث رياضي يتطلع الجميع للمشاركة فيه. قدّمت قطر كل ما يلزم لاستضافة نسخة استثنائية من البطولة الرياضية الأبرز. فدولة قطر تضيف بُعداً جديداً لهذه البطولة الكروية، وتسهم في تغيير وجه هذه الرياضة التي يعشقها الملايين حول العالم، الأمر الذي طالما تطلعت قطر إلى تحقيقه. وقد تجلّى ذلك في استضافة البلاد للنسخة الرابعة من كأس الخليج، وهي البطولة التي ما يزال الملايين يتحدثون عنها بإعجاب إلى يومنا هذا، سواء من ناحية الإدارة والتخطيط، أو الجوانب الفنية والتشغيلية، أو التعامل مع جمهور المباريات، أو الحضور الإعلامي وتغطية أحداث البطولة.
لم تدّخر قطر جهداً لبناء استادات استثنائية لاستضافة منافسات مونديال ٢٠٢٢، وأجدني على يقين من أن البلاد ستستضيف نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢.
أما بالنسبة للملايين الذين سيتابعون منافسات البطولة عبر الشاشات، فإنهم سيشهدون بأعينهم روعة وضخامة استعدادات قطر لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز في العالم، الأمر الذي أعتقد بأنه سيصعّب مهمة الدول المستضيفة للنسخ المقبلة من بطولة كأس العالم لكرة القدم.
هل تذكر أين كنت وقت إعلان فوز قطر بحق استضافة مونديال ٢٠٢٢؟ كل كنت برفقة العائلة والأصدقاء؟
كنت وقتها في المنزل مع العائلة، وقد انهمرت دموع الفرح من أعيننا وقت الإعلان عن حق قطر باستضافة مونديال ٢٠٢٢. لم نصدق ما شاهدناه عبر شاشة التلفاز. فرغم أن قطر دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، إلا أن تمتلك عزيمة قوية وحكمة تقودها لصنع المعجزات. واستطعنا أن نُري العالم قدرتنا على أن نتفوق على دول قوية في الفوز بحق استضافة المونديال، لقد كانت حقاً لحظة استثنائية لا تنسى لجميع أفراد العائلة، ولكل من شاهد الاحتفالات بهذا الفوز التاريخي.
سيستضيف استاد الوكرة المونديالي نهائي كأس الأمير في ١٦ مايو الجاري، ما هو شعورك حيال اقتراب موعد هذا الحدث الذي ينتظره بفارغ الصبر أهالي الوكرة؟
أنتظر هذا اليوم بفخر وفرح. وسيحقق هذا الحدث ما وعدت به قطر العالم ببناء صرح رياضي عالمي المستوى وفق أعلى المعايير العالمية ومجهز بتقنيات متطورة كتقنية التبريد التي ستؤكد على قدرة الدولة وإمكانياتها في استضافة أي حدث أو فعالية رياضية على مدار العام.
أرى بأن استاد الوكرة سيقدم خلال نهائي كأس الأمير نموذجاً رائعاً يؤكد للعالم جاهزية دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وهو ما وعدت به قطر العالم باستضافة نسخة استثنائية من البطولة، وها هي بلادنا تفي بما وعدت به.