.jpg)
_1-itok=GFMKQ6A9.jpg)
بينما شارفت مرحلة وضع الأسس على نهايتها استعداداً لبدء بزوغ شكل استاد الوكرة، تظهر منذ الآن ملامح برج يصل ارتفاعه إلى ١٠ أمتار في محيط المشروع، حيث تم مؤخراً تركيبه ليُشكّل محطة تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير معلومات قيمة حول الجسيمات ودرجات الحرارة والرطوبة والإشعاعات وشدة هطول الأمطار ووضوح الرؤية، وغيرها من العوامل الأخرى.
وسيتأقلم تلقائياً أداء أنظمة التبريد المصممة لهذا الاستاد المرشح لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر ٢٠٢٢، بحسب الظروف المناخية المحلية، وذلك باستخدام المعلومات التي تقدمها محطة الأرصاد الجوية، وهو ما سيتيح ممارسة كرة القدم على مدار السنة حتى بعد انتهاء البطولة.
وقد انتهت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مؤخراً من تركيب أولى هذه المحطات الجوية في استاد الوكرة، حيث اضطلع بتركيبها مركز قطر للابتكارات التكنولوجية، الذي يزخر بخبرة واسعة في تشغيل وصيانة محطات الأرصاد الجوية الوطنية.
وأوضح المهندس الميكانيكي باللجنة العليا للمشاريع والإرث البريطاني الدكتور نيلسون تشيلينغوي أن مصممي تكنولوجيا التبريد بحاجة إلى معرفة الظروف الخارجية. وأضاف خبير التبريد الذي ينحدر من أصول زامبية: "إننا عادة ما نحصل على هذه المعلومات من البيانات القائمة على القياسات التي تجريها محطات الأرصاد الجوية الوطنية، مثل تلك الموجودة في المطار. ولكن ما نسعى إليه في إطار برنامجنا هو أن نعرف بالضبط حالة الطقس بالقرب من مواقع الملاعب".
الدكتور نيلسون تشيلينغوي.
وستشمل محطة الأرصاد الجوية مجموعة من المعدات المتخصصة التي توفر عدداً من الخدمات، مثل أداة تعقب الشمس وأجهزة الاستشعار لغازات محدَّدة ورصد الجسيمات وأجهزة استشعار درجة الحرارة والرطوبة، إلى جانب منشأة لقياس الإشعاعات.
وسيتولى مركز قطر للابتكارات التكنولوجية، الذي يقع مقره بواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، تركيب محطتين إضافيتين للأرصاد الجوية لفائدة اللجنة العليا في كل من الريان ولوسيل. وبعد التركيب، ستبدأ المحطتان في جمع البيانات وتحليلها خلال مرحلة أولية تمتد لثلاث سنوات.
والرطوبة.
مقياس هطول
الأمطار.
وأوضح تشيلينغوي في هذاالصدد: "لقد أكملنا للتو عملية التثبيت في استاد الوكرة، حيث تقوم المحطة بمراقبة وجمع المعلومات على مدار الساعة ولكننا قمنا بتشكيل النظام ليعمل على تسجيل بيانات الأرصاد الجوية كل خمس دقائق، بينما تُسجَّل بيانات نوعية الهواء كل ١٥ دقيقة".
وستتيح هذه المعلومات لخبراء اللجنة العليا معرفة درجات الحرارة الحالية والاستعمال الأمثل لنظام التبريد في الملعب بما يتيح ممارسة كرة القدم على مدار السنة حتى بعد انتهاء البطولة. وأضاف تشيلينغوي: "حتى الآن استخدمنا خلال عدة سنوات البيانات التاريخية للتنبؤ بما قد تكون عليه الأحوال الجوية في عام ٢٠٢٢. ومن خلال هذه المعدات سيمكننا أن نقارن بين توقعاتنا والقيم الفعلية التي نقوم بقياسها على الموقع".
هذا ويأخذ المهندسون الظروف الخارجية في الاعتبار، حيث يستخدمون تلك المعلومات لتحديد مقدار التبريد اللازم لخلق الظروف المطلوبة داخل الملعب. وأوضح خبير التبريد في اللجنة العليا أن "هذه المحطات الموقعية ستمكننا من تحديد درجة الحرارة الحالية بشكل مضبوط والتحكم تلقائياً في عملية تشغيل أنظمة التبريد بحسب الظروف الخارجية على مدار السنة في قطر، باعتبار ذلك عنصراً من عناصر الإرث".
الألواح الشمسية.
صحيح أن تركيب محطة للأرصاد الجوية على مقربة من استاد كرة قدم ليس بالشيء الجديد، لكن تشيلينغوي يوضح أن الجديد في الأمر يتجلى في "استخدامها بشكل مختلف بسبب المدى وأنواع الأدوات المتاحة لدينا"، مضيفاً أن "جمال مشروعنا يكمن في قدرتنا على جمع البيانات من المحطات الثلاث ثم الوصول إليها من خلال نظام مركزي ورؤية المقارنات بين المحطات الثلاث. كما يُمكن أن نقارن ذلك بما يأتي من محطات الأرصاد الجوية الوطنية الأخرى".
هذا وكانت اللجنة العليا قد استخدمت البيانات التي تم جمعها من محطة أرصاد جوية صغيرة لضبط نظام التبريد أثناء تشغيله خلال نهائيات البرازيل ٢٠١٤ في منطقة المشجعين بشاطئ كتارا في الدوحة، علماً أن تشيلينغوي كان من أعضاء الفريق الذي قام بتصميم وتركيب تكنولوجيا التبريد التي وفرت الظروف المثالية لنجاح تنظيم منطقة المشجعين في كتارا بفضل نظام للتبريد في الهواء الطلق.
وقال خبير اللجنة العليا في هذا الصدد: "لقد تتبعنا قراءات الجو الخارجي باستمرار من خلال محطة رصد جوي صغيرة في الموقع وقارنا ذلك مع البيانات الواردة من محطة الأرصاد الجوية الواقعة في المطار، حيث استخدمنا البيانات التي كنا نقيسها من أجل تعديل نظامنا التبريدي بشكل دقيق".